«الست» في مرمى التشويه: جدل ومؤامرات ضد أم كلثوم
بعد طرح فيلم «الست» في دور السينما يوم 10 ديسمبر 2025 لم يمر عرضه في مصر بهدوء اذ اشتعلت منصات التواصل والإعلام باراء حادة حول العمل الذي يتناول السيرة الذاتية لأيقونة الغناء العربي أم كلثوم.
العمل أثار انقساما حادا بين من يرى فيه إضافة جريئة للسينما العربية وآخرين يصفونه بأنه يبتعد عن الواقع التاريخي ويسيء إلى ذاكرة الجمهور تجاه الرمز الثقافي الكبير ومؤامرة لتشوية الرموز الفنية المصرية.
العمل وأبطاله
فيلم «الست» عمل سينمائي ضخم يسلط الضوء على مسيرة حياة أم كلثوم من طفولتها الريفية إلى ذروة شهرتها العربية.
الفيلم من إخراج مروان حامد وسيناريو أحمد مراد ومن إنتاج مشترك بين شركات مصرية وعربية.
يشارك في بطولة الفيلم: منى زكي في دور أم كلثوم،
،محمد فراج،أحمد خالد صالح، سيد رجب،تامر نبيل، أحمد داود

ويضم العمل أيضا طاقم ضيوف شرف من أبرز نجوم الفن المصري، من بينهم أحمد حلمي، عمرو سعد، كريم عبد العزيز، نيللي كريم، أمينة خليل، آسر ياسين، وغيرهم، في محاولة لإثراء السرد الدرامي بأسماء قوية.
يركز الفيلم على الجوانب الإنسانية والفنية في حياة الست مع إبراز التحديات الشخصية والمهنية التي واجهتها خلال رحلتها الفنية الطويلة.
الهجوم على البرومو والمشاهد
واجه البرومو الأول للفيليم هجومًا واسعا خصوصا بسبب ظهور منى زكي وهي تدخن سجائر في لقطة أثارت استياء الجمهور باعتبار أن أم كلثوم لم تكن معروفة بتدخينها إطلاقا مما اعتبر خروجا عن الحقائق التاريخية.
كما تبع ذلك انتقاد اختيار البطلة نفسها وغياب أداء الغناء المباشر في مشاهد معينة إضافة إلى المقارنة بأعمال سابقة تناولت السيرة نفسها وعن الجديد الذي سيقدم في العمل.
دفاع أحمد مراد عن الفيلم وإساءة للرسول
دافع الكاتب أحمد مراد في مؤتمر صحفي بمهرجان مراكش السينمائي الدولي عن فيلم الست وتحدث عن الصعوبات التي واجهها في تنفيذ العمل وقال:"أصعب تجربة مررت بها في حياتي أن أتناول سيرة أم كلثوم… ولو كنا نصنع فيلما عن رسول لكان الأمر أسهل لأن أم كلثوم ليست مجرد شخصية مصرية بل هي أيقونة عربية وعالمية."

هذا التصريح اثار غضب جميع رواد السوشيل ميديا واعتبره البعض ازدراء اديان ويجب محاسبة مراد على ذلك التصريح الغير محسوب
وبعد الانتقادات أوضح مراد أن تصريحاته أُسيء فهمها خارج سياقها الفني وأنه لم يقصد الإساءة إلى أي مقدسات بل كان يقصد التحديات الفنية في كتابة سيناريو لسيرة شخصية تاريخية معقدة.
دفاع تامر حبيب قبل عرض الفيلم وتحذيره بسجن المنقدين
في مواجهة الانتقادات خرج السيناريست تامر حبيب مدافعا عن العمل والفنانة منى زكي في منشور عبر حسابه على «فيسبوك». أشاد حبيب بردود الفعل الإيجابية التي حظي بها الفيلم بعد عرضه في مهرجان مراكش السينمائي الدولي وكتب أن العمل لاقى استحسانا وإعجابا كبيرا من الحضور الذين صفقوا طويلا بعد العرض مؤكدا أن الفيلم سيطرح بدءا من 10 ديسمبر.
وأضاف حبيب:“إن شاء الله الفيلم سيُعرض تجاريا في كل الدنيا… واللي بعد ما يشوف الفيلم كله مش جزء منه ولا إعلان عنه هيبقى كون رأي… يا إما هيحبه أو احتمال ما يحبوش.”

وحذر من التطاول على الفنانين:“من حق اللي اتفرج إنه يقول رأيه بأدب واحترام… واللي مش هيعرف يحترم نفسه لمجرد إنه شخص مزقوق أو لجان… من حق النجم أو النجمة اللي اتعرض للإهانة يشعر بأذى نفسي ويرفع قضية ويسجنه… وآخرهم 3 قضايا كسبتهم منى زكي ضد ثلاثة أشخاص قلوا أدبهم ضد النجمة شديدة الموهبة والاحترام والأدب منى زكي ست الستات.”
«الست» يشعل الغضب: سيد علي ومحمد صبحي يهاجمان الفيلم واتهامات بتشويه رموز مصرية
شن الإعلامي سيد علي هجوما حادا على فيلم «الست» مؤكّدا أن العمل أثار حسرة كبيرة لكل من شاهده وصرح خلال برنامجه «حضرة المواطن» على قناة «الحدث اليوم»:
“كل من شاهد فيلم ‘الست’ لديه حسرة… مصر والوطن العربي كله فيه كام أم كلثوم عشان فيلم يتعمل ساعتين ونص… الحشاشة، الغبية، الانتهازية، اللي بتغني للسكارى.”

وأضاف علي: “مفيش صفة سلبية في الدنيا غير واتقالت على أم كلثوم… أم كلثوم المؤسسة الأسطورة رمز مصر… جاء الوقت علينا الإنتاج الخارجي يشوه أم كلثوم وبأيدٍ مصرية.”
كما وجه اللوم إلى البطلة والمخرج: “أنا بلوم منى زكي والمخرج مروان حامد… انتوا جالكم ورق اقرأوه… انتوا مش بصمجية ولا عرائس ماريونيت… عيب… عايزين تهدموا كل رموز مصر ليه ولصالح مين؟”
وفي ذات السياق وجه الفنان محمد صبحي هجوما على فيلم الست وعتابا للفنانة منى زكي على خلفية تجسيدها شخصية كوكب الشرق أم كلثوم في فيلم «الست» بشأن طريقة تناول سيرة واحدة من أهم أيقونات الفن العربي.

وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج «حضرة المواطن» عبر محمد صبحي عن اعتراضه على بعض تفاصيل الفيلم مؤكدا أن الفنان يتحمل مسؤولية أخلاقية وفنية عند تقديم شخصيات حقيقية ذات قيمة تاريخية، وأن الإبداع لا ينبغي أن يأتي على حساب الحقيقة.
وأوضح صبحي أن موقفه لا يقلل من تقديره الكبير للفنانة منى زكي التي يعتز بها إنسانيا وفيها لكنه رأى أن تقديم السير الذاتية للفنانين غالبا ما يكون محفوفا بالمخاطر بسبب الاقتراب من حياتهم الشخصية وما قد يحمله ذلك من مبالغة أو تشويه غير مقصود.
واستعاد الفنان الكبير جانبا إنسانيا من ذكرياته مع كوكب الشرق قائلا: «أم كلثوم أنا اشتغلت وأنا في إعدادي ببيع التذاكر بتاعتها في شباك التذاكر على حفلاتها وكنت بشوف احترام الناس لها وهم جايين يشتروا التذاكر».
ورفض صبحي ما تردد عن تصوير أم كلثوم كشخصية بخيلة داخل العمل مؤكدا: «أم كلثوم طلعوا عليها بخيلة.. ده مفيش أكرم من الست».
وشدد محمد صبحي على أن تكريم رموز الفن من وجهة نظره يجب أن يركز على إنجازاتهم الفنية وتأثيرهم الإبداعي لا على تفاصيل حياتهم الخاصة معتبرا أن الاقتراب من الجوانب الشخصية للفنانين في الأعمال الفنية قد يؤدي إلى تشويه التاريخ بدلا من الاحتفاء به.
غضب رواد السوشيال ميديا بعد العرض
ذهب قطاع واسع من الجمهور إلى اعتبار فيلم «الست» جزءًا من محاولة ممنهجة لتشويه الرموز الفنية المصرية وليس مجرد عمل فني أخطأ التقدير.
واعتبروا أن تقديم أم كلثوم بصورة مهزوزة وانتهازية مع التركيز على تفاصيل مستفزة مثل مشهد شرب السجائر لا يمكن فصله عن رغبة متعمدة في كسر صورة الرمز وإسقاط هالته التاريخية أمام الأجيال الجديدة.
ويرى المنتقدون أن الفيلم لم يسع لفهم أم كلثوم أو إنصافها بل تعمد إبرازها كسيدة متناقضة ومفرغة من القيم في تجاهل واضح لدورها الوطني والفني وكأن الهدف هو إعادة كتابة التاريخ من زاوية سوداوية تفرغ الرموز المصرية من مكانتها تحت لافتة «الطرح الإنساني» و«الجرأة».
وبحسب هذا الرأي فإن العمل لا يقدم قراءة نقدية نزيهة بل يفتح الباب أمام التشكيك في كل الرموز الفنية الكبرى ويحولها من نماذج إلهام إلى شخصيات مثيرة للجدل وهو ما اعتبره الجمهور تشويها مقصودا للذاكرة الفنية المصرية أكثر منه اختلافًا مشروعًا في الرؤية.
"طارق سعد: فيلم «الست» تشويه لتاريخ كوكب الشرق وأزمة وعي فني"
ومن جانبه قال الناقد الفني والدكتور طارق سعد إن ما يثار حول فيلم "الست" لا يمكن اعتباره أزمة فيلم فقط، مؤكدا «نحن لا نتحدث عن أزمة فيلم بل عن أزمة الست نفسها. هناك هجوم عنيف، لكن يجب أن نفهم أسبابه لأن أم كلثوم ليست شخصية عادية أو كاركتر يمكن تقديمه بلا وعي.»
وأضاف سعد في تصريحات خاصة لـ "النبأ": "أم كلثوم تمثل جزءا رئيسيا من تاريخ الغناء المصري والعربي كله وتوثيقا لمرحلة فنية وسياسية كاملة وليست مجرد سيرة فنية.

أي عمل يتناول شخصية حقيقية أثرت في المجتمع يجب أن يُدار بعقلية صناعة واعية السينما قوة ناعمة وأي خطأ فيها يتحول إلى عبث بالوعي"
واستشهد بتجربة مسلسل "أم كلثوم" موضحا أن صابرين لم تكن المرشحة الوحيدة للبطولة إذ كان هناك أكثر من ترشيح منها سوسن بدر لكن المخرجة إنعام محمد علي رأت أن صابرين الأنسب وحصلت على موافقات عليا لتنفيذ العمل وهو ما انعكس على نجاحه وبقائه في الذاكرة.
وأضاف: "العامل البصري كان حاسما صابرين اشتغلت على الصوت والجسد والإحساس فكنت أرى أم كلثوم طوال أكثر من 30 حلقة لا صابرين"
وعن اختيار منى زكي قال سعد: "المشكلة ليست في موهبتها بل في سوء الاختيار منى زكي من أهم ممثلات جيلها لكن قبولها تجسيد أم كلثوم يعد انتحارا فنيا نحن نتعامل مع شخصية عاشها الناس ورأوها عبر الأجيال ولا تزال صورتها حاضرة في الوجدان"
وأضاف: "منى زكي تمتلك لكنة أجنبية بسبب تعليمها وصوتها بطبيعته لا يتناسب مع طبقة أم كلثوم حتى في الكلام العادي الشكل الجسدي عامل حاسم وطالما لا أرى أم كلثوم أمامي فلن يصلني أي إحساس"
وأكد سعد أن المشهد الذي تقدمه منى زكي يذكره بشخصية شربات في مسرحية كده أوكيه "شربات كانت شخصية حقيقية ومنى زكي تحدثت عنها بنفسها وكانت تساعدهم في البيت من الفلاحين اليوم عندما تتحدث أو تنفعل في فيلم الست لا أرى الست بل أرى شربات مهما كان الاجتهاد "

وشدد على أن المشكلة الأساسية هي سوء الاختيار وليس نقص الجهد قائلا: "منى زكي تعبت واجتهدت لكنها ليست أم كلثوم "
وتطرق إلى دور مروان حامد مؤكدا:"مروان مخرج كبير وصاحب رؤية وإمكانيات عالية لكنه راهن على نفسه أكثر من أن يراهن على الاختيار الصحيح.
راهن على عضلاته الإخراجية ونجح في الإبهار البصري والكادرات لكن الرهان الحقيقي توقف عند الاصطدام بين منى زكي وشخصية أم كلثوم"
وأضاف:"أنا أشاهد صورة مشوشة لا ألتقط أم كلثوم أسمع دوشة ويقال لي هذه أم كلثوم الإبهار وحده لا يصنع عملا تاريخيا والاستعراض البصري لا يعوض غياب الشخصية"
وانتقد الأحداث الدرامية للفيلم معتبرا أنها مليئة بالانتقاص والعبث مع اختفاء شخصيات محورية في حياة أم كلثوم وعلى رأسها القصبجي بالإضافة إلى تقديم مشوش لعلاقتها بالرئيس جمال عبد الناصر رغم أنه أعادها واعتبرها هرمًا رابعا.
وقال سعد: "أنا لا أتكلم كناقد أنا كمرجع أنا موثق حياة أم كلثوم بالكامل وأصدرت كتابا بعنوان أسرار الصراع على أكبر قلعة غنائية في العصر وهو مشروع يوثق تاريخ أم كلثوم وعبد الحليم حافظ منذ الميلاد وحتى الممات، بكل العلاقات والصراعات والشخصيات المؤثرة"
وأشار إلى أن السيناريو يعاني من مغالطات كبيرة وتشويه للتاريخ متسائلا عن المرجع الذي استند إليه العمل وأن سيناريو العمل تقريبا بنفس تفاصيل حلقة قدمت من قبل في برنامج الدحيح ولماذا تم تصوير أم كلثوم أن لديها شراهه في التدخين وبهذا الضعف من اين تلك المعلومات"
وأكد سعد أن الأزمة لا تتوقف عند فيلم "الست" بل تمتد إلى تراجع كريدت منى زكي لدى الجمهور قائلًا:
"منى زكي فشلت في تقديم سعاد حسني وفشلت في تقديم أم كلثوم وقبل ذلك صدمت الجمهور في فيلم أصحاب ولا أعز مع نتفليكس وهو ما استهلك رصيدها الجماهيري بشكل واضح"
وانتقد سعد تصريحات كاتب العمل أحمد مراد خاصة المقارنة بين حياة الرسل وأم كلثوم معتبرا ذلك تخريفا وإساءة صريحة "التصريح الذي قيل فيه إن حياة الرسل أسهل من تقديم أم كلثوم كارثي ومرفوض لا يمكن مقارنة نبي أو رسول بشخصية فنية مهما كانت هذه العقلية دخيلة على الثقافة وعندما تفشل تحاول تبرير فشلها بتصريحات صادمة"
وأضاف: "حتى لو قدم اعتذار لاحق فهو غير مقبول هذه العقلية يجب أن تقصى من المشهد المؤثر لأننا في معركة وعي والسينما قوة ناعمة وإذا تركت في يد عقلية مشوهة فنحن نضع السم في العسل"
وأكد سعد أن المشكلة تتجاوز مجرد الانتقادات الفنية لتصل إلى خلل في وعي صناعة الفن بأكمله مضيفا: "الأزمة الأكبر تكمن في أن معظم صناع العمل مقتنعون بالعمل رغم وجود خلل واضح حيث لم يدركوا أن ما يقدم ليس أم كلثوم الأدهى أنهم يحاولون إيهام الجمهور بأنها أم كلثوم رغم أن الجمهور ليس غبيا وقد أعرب عن رفضه بصراحة"
وأوضح: "النجاح لا يقاس بالمدح الزائف أو التعاطف المزيف حتى لو حضر اثنان من أحفاد أحفاد أم كلثوم ليأخذوا منهم كلمتين وهم لا يعرفون شيئ عن أم كلثوم ولا بتاريخها مثلهم مثل الصناع فالنجاح الحقيقي لا يصنع بالحملات أو اللجان"
وتطرق سعد إلى تامر حبيب قائلا "هاجم الجمهور الذي انتقد الفيلم عند عرض البرومو وقال إنهم لا يفهمون بينما البرومو نفسه لا يعكس أم كلثوم ويطلب من الجمهور: ينتظرو يشوفو العمل وأي حد يغلط هيبلغ عنه"
وأضاف سعد "أن المفروض البرومو يعرض أم كلثوم نحن لم نرها نحن رأينا شربات في مسرحية كده أوكيه فقط ولو حد مفروض فيجب علينا نحن أن نقدم بلاغ ضد العمل الذي يشوه التاريخ"
أضاف سعد: "منى ذكي لازم تقف وقفة مع نفسها مش إني أضحك على نفسي وأنتهم الناس ونكرر مقولة 'الناس بتقول ولجان الخ ومش هقول الدفاع عن الفشل بل الدفاع عن الخطأ.
وأشار سعد إلى أن منى ممثلة مهمة قائلًا: "ولو بنتكلم عن الأجيال الحالية فهي من كبار الجيل بعد يسرا وإلهام شاهين ".
وأوضح: "التاريخ سيحتفظ لها بفشلها في شخصيتين بارزتين في تاريخ الفن سعاد حسني وأم كلثوم منى ذكي خسرت اسمها وتاريخها بسبب رهان على فيلم أشبه بلعبة على ترابيزة قمار وخسرت كل شيء بعد الفيلم.
بالإضافة لفيلم أصحاب ولا اعز سابقا على منصة نتفيلكس نصيحتي لها أن تقف مع نفسها وتعيد صياغة مسيرتها ممثلين أصغر منها سبقوها ومنى ذكي تغيب وتعود بما لا يليق بها.
يجب أن تواجه الحقيقة وتعترف بخطئها وتحدد ما تريد من القادم"
وفي رسالة مباشرة للفنانة منى ذكي قال سعد: "نصيحتي لك أن تقفي مع نفسك وتعيدي صياغة مسيرتك الفنية واعترفي بما حدث وواجهي الحقيقة وحددي ما تريدينه من القادم.
واختتم سعد حديثه قائلًا "لا نحتاج صفحات تكتب وتشيد بالعمل أو بلوجرز يمدحون دون فهم أنا موثق تاريخ أم كلثوم والأحداث في الفيلم غير دقيقة وتشوه الوعي وكأن هناك تعمد
ويجب أن أي عمل تاريخي يراجع من قبل الموثقين والمتخصصين فهذا هو التصريح الرسمي للعمل وليس مجرد تصريح للرقابة.
الجمهور الخارجي لا يعرف أم كلثوم والاجيال الحديثة كذالك فا عندما يشاهد شخصيتها بهذا الشكل المشوه نحن نخلق وعي زائف وكأنها مؤامرة
سمير الجمل: فيلم «الست» جزء من منظومة أوسع للتربص بالنجوم
وفي ذات السياق قال الكاتب الصحفي والسيناريست سمير الجمل إن الحديث عن فيلم "الست" يجب أن يبدأ بالعودة إلى السؤال المهم: من هو ممول الفيلم؟ الإجابة عن هذا السؤال تكشف جزءًا كبيرا من سبب إنتاج الفيلم وتوضح لماذا اتجه الفيلم إلى جانب سلبي وماذا أضاف بعد الأعمال السابقة مثل مسلسل محفوظ عبدالرحمن وإنعام محمد علي.
وأضاف: "علينا الاعتراف أن جمهور السينما يختلف عن جمهور المسلسلات التلفزيونية فالمسلسل يتيح مساحة اجتماعية أكبر تتناسب مع مشاهدة التلفزيون في البيت بينما جمهور السينما يشتري تذكرة ويذهب خصيصًا لرؤية عمل معين لذا توقعاته تختلف تمامًا."
وأوضح الجمل في تصريحات لـ "لنبأ "أن العودة إلى فلاش باك لعام 1999 عندما تم إنتاج فيلم كوكب الشرق بطولة فردوس عبد الحميد وإخراج محمد فاضل وهم من قمم الدراما العمل لم يحقق النجاح بعكس مسلسل أم كلثوم لصابرين رغم الميزانية العالية لأن السينما لا تقبل نفس أسلوب العرض التلفزيوني.

وأشار إلى أن الجمهور يحمل سوابق عن الفنانة منى زكي برغم إنه ا من أهم الممثلات في الساحة لكن الجمهور العربي والمصري خصوصا يربط بين شخصية الممثل وحياته الشخصية كما حدث مع المغنية شرين التي رغم كونها من أفضل الأصوات إلا أن بعض مشاكلها مع زوجها السابق حسام حبيب وتصدر مشاكلها التريند قللت من قيمتها عند الجمهور.
وأضاف: "على النجوم أن يلاحظوا أن النجومية لا تمنحهم حصانة؛ فالجمهور أصبح يمتلك أدوات تأثير أقوى من الصحافة والإعلام."
وتابع الجمل: "الجمهور أصبح لديه وعي ورأي في الممثل الكبير والمجتهد؛ حين يشارك في إعلان لشركة مثل شبسي أو زيت أو موبايل ينظر إليه أحيانا على أنه يقلل من مكانته ويتحول لمندوب مبيعات ويفقد قيمتة الفنية
واستعرض الجمل أن نجاح النجومية يرافقه دائما مراقبة وتربص من الجمهور وقال: "أنا أتحدث هنا عن أزمات حول الفيلم وليس الفيلم نفسه؛ فالموضوع الأساسي هو مكانة أم كلثوم في الوجدان ومحفوظ عبدالرحمن قدمها للجمهور عبر المسلسل لمن لا يعرفها والجمهور يعرف تاريخها دون أفلام فماذا قدم فيلم الست جديد"
وأضاف: "هل يليق تقديم أم كلثوم وهي تحمل سيجارة في البرومو؟ هل هذا هو الجديد"
وتطرق الجمل إلى الكاتب أحمد مراد قائلا: "هناك انتفاخ في شخصيته لكنه ليس أقوى من الجمهور بعيدا عن أي تصريح قد يكون زلة لسان يجب البحث عن مصدر تمويل العمل لمعرفة من يقف وراء الفيلم أنا أتحدث بلا حسابات شخصية أو أهداف تجارية."
وأكد: "إذا أردت مناقشة أي جانب يتعلق بأم كلثوم فأنا مستعد للقيام بمناظرة مع أحمد مراد ككاتب سيناريو بعقليتي وخبرتي التي تمتد لأكثر من 50 سنة،ط مقابل خبرته التي تكون حوالي ٤ سنين بمساعدة البعض."
واستكمل الجمل: "تم عمل فيلم من قبل بعنوان ناصر 56 ونجح بينما فشل آخرون في أعمال مشابهة رغم الميزانيات الكبيرة لأن العمل يحتاج لمصداقية ويناقش حقبة زمنية محددة."
وأشار إلى أن فيلم الست ليس مجرد عمل سينمائي بل جزء من منظومة أكبر من التربصين بالنجوم المصريين وقال: "النجاح ليس مجرد تريند؛ التريند تصنعه أحيانا سما المصري وكزبرة وليست أم كلثوم."
وختم بالقول: "السيرة الذاتية لها توقيت وصنعة والنجومية لا تحمي من النقد؛ كما أن الجمهور قادر على رفعك أو إسقاطك في أي لحظة.
والهدف من فيلم 'الست' واضح وموجه والهدف من فيلم 'الست' واضح: هدم سيرة أم كلثوم ولن يحدث ذلك"