مرصد الأزهر يحذر من توظيف داعش للذكاء الاصطناعي في تجنيد المراهقين داخل بريطانيا

حذّر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من تصاعد خطير في أساليب الدعاية الرقمية لتنظيم داعش، بعد تقرير نشرته صحيفة _ذا تليغراف_ البريطانية كشف استخدام التنظيم لأول مرة تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات التجنيد والتحريض داخل المملكة المتحدة.

ووفقًا للتقرير، يتابع جهازا الأمن والاستخبارات البريطانيان MI5 وMI6 بقلق بالغ هذا التطور، خاصة مع استغلال التنظيم للتقنيات الحديثة في التواصل مع المتعاطفين وتوجيه المراهقين نحو الانضمام إلى صفوفه.

حملة رقمية عابرة للغات

أشار التقرير إلى أن داعش أطلق مؤخرًا حملة تجنيد رقمية تستهدف المقاتلين الأجانب، مستخدمًا أدوات متقدمة تشمل الترجمة الفورية لعشرات اللغات، ونشر محتوى دعائي على منصات التواصل الاجتماعي بوتيرة تفوق قدرة هذه المنصات على رصده وإزالته. وتزامن ذلك مع تصاعد هجمات التنظيم في سوريا خلال الأشهر الأخيرة.

وفي حادثة تعكس خطورة هذا التوجه، ألقت السلطات البريطانية القبض على شاب يبلغ من العمر 18 عامًا أثناء محاولته السفر إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى التنظيم، بعد أن تأثر بالدعاية الرقمية التي تلقاها.

 جيل جديد من الدعاية المتطرفة

من جانبه، أكد مرصد الأزهر أن لجوء داعش إلى الذكاء الاصطناعي يفتح الباب أمام جيل جديد من الدعاية العابرة للغات والثقافات، تستهدف الفئات العمرية الأصغر بمحتوى مرئي وعاطفي مصمم خصيصًا للتغرير بهم، ما يعزز من قدرة التنظيم على التضليل والاستقطاب.

ودعا المرصد إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي في تتبع المحتوى الإرهابي الرقمي، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مضادة قادرة على رصد الأنماط الدعائية قبل انتشارها، إلى جانب دعم المبادرات المجتمعية التي تعالج جذور التطرف وتحصّن الشباب من الوقوع في براثنه.

يُذكر أن مرصد الأزهر خصّص العدد الثالث عشر من مجلته _Step Forward_ لمناقشة العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والتطرف، وسبل توظيف هذه التكنولوجيا في مكافحة الفكر المتشدد، وهو متاح عبر بوابة الأزهر الإلكترونية.