رئيس التحرير
خالد مهران

حظر الهواتف المحمولة بالمدارس يسبب عدد من المشاكل للطلاب

حظر الهواتف المحمولة
حظر الهواتف المحمولة

طبقت العديد من المدارس في نيوزلاندا حظر الهواتف المحمولة في المدارس؛ لمساعدة الطلاب على التركيز وتقليل عوامل التشتيت في الصف.

عندما دخل حظر نيوزيلندا حيز التنفيذ في أبريل 2024، قال رئيس الوزراء كريستوفر لوكسون إنه قد حان الوقت للحد من عوامل التشتيت حتى يتمكن الأطفال من التعلم والتحصيل.

لكن الدراسات أظهرت أن هذه الحظر غالبًا لا تحقق النتائج المرجوة، فعلى سبيل المثال، لم يجد بحث حديث أي فرق يُذكر في التحصيل الدراسي أو الصحة النفسية بين المدارس التي تفرض حظرًا صارمًا على استخدام الهواتف وتلك التي تتبنى سياسات أكثر مرونة.

مشاعر متباينة

كان لدى العديد من طلاب نيوزلاندا مشاعر متباينة تجاه حظر الهواتف المحمولة، حيث أقرّ البعض بأن الحظر ساعد في تقليل عوامل التشتيت ومنحهم استراحة من استخدام هواتفهم، كما أوضح أحدهم: "وإلا، سنبقى على هواتفنا طوال اليوم، وطوال فترة ما بعد الظهر، وطوال الليل، ولن يكون ذلك صحيًا لعقولنا".

لكن طلابًا آخرين قالوا إن حظر الهواتف المحمولة قد خلق مشاكل جديدة.

أولًا، شعر بعض الطلاب بالتوتر والقلق عندما لم يتمكنوا من التواصل مع آبائهم أو أولياء أمورهم خلال اليوم، وثانيًا، ذكروا أن القواعد لم تكن واضحة أو عادلة دائمًا، وبعض المعلمين كانوا صارمين، والبعض الآخر لم يكونوا كذلك، وفي بعض الأحيان، كان المعلمون يستخدمون هواتفهم في الصف، بينما يُمنع الطلاب من ذلك.

هذا التمييز المُتصوَّر - حيث يُسمح للمعلمين باستخدام الهواتف بينما يُمنع الطلاب - جعل العديد من المشاركين في الاستطلاع يشعرون بالإحباط والظلم. 

وفي بعض الحالات، دفعهم ذلك إلى التكتم أكثر بشأن استخدامهم للهواتف، حيث قال أحد الطلاب: "مع أننا ممنوعون من استخدام هواتفنا، إلا أن الجميع يتسلل ويستخدمها على أي حال".

غياب التشاور

قال العديد من الطلاب إنهم لم يُستشروا قبل تطبيق الحظر. شعروا وكأن الكبار وضعوا القواعد دون استشارتهم أو الاستماع إليهم، وقال أحد الذين أجرينا معهم المقابلات: "يبدو الأمر وكأنهم يمنعون كل شيء، ظنًا منهم أن ذلك سيحل المشكلة".

ولم يفهم الكثيرون الغاية من الحظر، خاصةً وأنهم ما زالوا مُلزمين باستخدام أجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من التقنيات في الصف، حيث أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من 80% من الطلاب في نيوزيلندا (أوتياروا) يرون أن التكنولوجيا في الصف الدراسي تشتت انتباههم، وليس الهواتف فقط.

وقد وجد بعض الطلاب بالفعل طرقًا ذكية للالتفاف على حظر الهواتف، ففي إحدى مدارس أوكلاند، بدأ الطلاب باستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي بدلًا من الهواتف للبقاء على اتصال مع زملائهم.

وتُظهر أمثلة كهذه أن الحظر لا يُغير السلوك دائمًا كما هو مُراد، بل قد يُشعر الطلاب بأن الكبار يُقللون من شأن معرفتهم بالتكنولوجيا.