وفاة أم و3 أطفال بكفر سعد بسبب تسريب غاز بدمياط
استيقظ أهالي مركز كفر سعد بمحافظة دمياط صباح اليوم على واحدة من أبشع الوقائع التي هزت مشاعر المجتمع المحلي بعد وفاة أم وثلاثة من أطفالها اختناقا داخل منزلهم نتيجة تسرب غاز مفاجئ، أدى إلى انتشار حالة من الصدمة والحزن الشديد بين سكان العزبة رقم ثلاثة الذين استقبلوا الخبر بقلوب مكسورة وعقول غير قادرة على استيعاب حجم الفاجعة التي ضربت أسرة كاملة في لحظات قصيرة وسط ظروف مؤلمة لا يمكن وصفها إلا بأنها مأساة انسانية مكتملة الأركان.
بدأت تفاصيل الحادث حين لاحظ بعض الأهالي غياب حركة الأم وأبنائها لفترات طويلة بشكل غير معتاد، خاصة وأن الاطفال كانوا معروفين بنشاطهم وصوتهم الواضح الذي يملأ المكان يوميا؛ وهو ما دفع أحد الجيران إلى التوجه لمنزل الأسرة للاطمئنان ليكتشف أن الباب لا يفتح وأن لا أحد يجيب، الأمر الذي أثار الشك والقلق ودفع عددا من الجيران إلى محاولة فتح الباب بالقوة خوفا من وجود مشكلة بالداخل.
وبمجرد الدخول فوجئ الجميع بمشهد قاس يصعب وصفه حيث وجدت الأم آيات صلاح حسن عمران، وأطفالها «أحمد» و«ساجد» و«حمزة» في حالة من فقدان الوعي تماما؛ مما دفع الأهالي إلى محاولة إسعافهم ونقلهم سريعا لكن القدر سبق كل محاولات الإنقاذ.
وتبيّن من الفحص الأولي أن السبب هو تسرب غاز داخل المنزل أدى إلى اختناق أفراد الأسرة بالكامل دون أن يتمكنوا من الهرب أو الاستغاثة خصوصا مع غلق النوافذ وقلة التهوية التي حولت المكان إلى بيئة خانقة خلال وقت قصير للغاية، ومع انتشار الغاز بشكل أكبر أصيب أيضا شخصان آخران كانا داخل المنزل، وتم نقلهما على الفور إلى المستشفى لتلقي العلاج وحالتهما الصحية في متابعة مستمرة من قبل الأطباء الذين يحاولون السيطرة على الأثار الناتجة عن استنشاق الغاز بكميات خطيرة.
وشهدت العزبة حالة من الحزن الشديد منذ اللحظة الـولى لوصول خبر الوفاة حيث تجمع العشرات أمام منزل الأسرة لا يصدقون ما حدث ويتبادلون كلمات الصدمة والدعاء للضحايا وسط أجواء تسودها الرهبة والانكسار، خاصة وأن الأم كانت معروفة بين أهالي المنطقة بحسن أخلاقها ورعايتها لأطفالها الثلاثة الذين كانوا يمثلون أملا لها ومستقبلا يتشكل أمام عينيها قبل أن يخطفهم الموت في لحظة لا يتوقعها أحد وتترك وراءها فراغا كبيرا في نفوس أقاربهم وجيرانهم.
وأعاد هذا الحادث الأليم التذكير بخطورة إهمال عوامل الأمان داخل المنازل، وبشكل خاص ما يتعلق بأدوات الغاز سواء كانت أسطوانات أو سخانات المياه وما قد تسببه من حوادث اختناق مفاجئة لا تمنح أصحابها فرصة حتى لطلب النجدة، ولذلك شدد عدد من الأهالي على ضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية مثل الكشف الدوري على وصلات الغاز واستخدام أدوات أمان حديثة وفتح منافذ التهوية باستمرار لتجنب أي مخاطر محتملة.
وأكد سكان كفر سعد أن هذه الحادثة لن تنسى بسهولة لأنها ليست مجرد خبر عابر بل صدمة مجتمعية تركت أثرا مؤلما في نفوس الجميع وأصبحت حديث أهل المنطقة الذين يقفون اليوم جنبا إلى جنب مع أسرة الضحايا لمساندتهم في هذا الوقت العصيب الذي فقدوا فيه 4 من أفرادهم بطريقة موجعة تعجز الكلمات عن وصفها.
ويجتمع الأهالي حاليا لتقديم العزاء وسط حالة من الحزن التي تخيم على قرية كاملة فيما تتواصل الدعوات للضحايا بالرحمة والمغفرة ولذويهم بالصبر والثبات على هذا الابتلاء الكبير الذي ترك جرحا عميقا في قلب كل من عرف هذه الأسرة ومن تابع تفاصيل الحادث التي ستظل محفورة في ذاكرة أهالي دمياط لسنوات طويلة.







