رئيس التحرير
خالد مهران

شوقي علام: التفسير الحركي للسيرة النبوية خطر على المجتمع ويعيد إنتاج فكر الخوارج

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

حذّر الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، من خطورة ما يُعرف بـ "التفسير الحركي للسيرة النبوية"، مؤكدًا أن بعض الجماعات — في إشارة إلى جماعة بعينها — استغلّت هذا التوجه لتبرير مشروعها السياسي الهادف إلى التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة، تحت غطاء ديني ومفاهيم شرعية تم توظيفها على نحو مغلوط.

و أوضح علام أن إسقاط مرحلة الدعوة السرية في حياة النبي محمد ﷺ على واقع جماعة تعمل داخل مجتمع مسلم هو "قياس مع الفارق"، مشيرًا إلى أن السرية في صدر الإسلام كانت لحماية الدعوة من المشركين، بينما تلك الجماعات مارست العمل السري في بيئة إسلامية قائمة على مؤسسات دينية راسخة كالأزهر الشريف.

 إنتاج فكر الخوارج

 

 

وأضاف أن هذه الجماعة اعتمدت على "العمل في الظلام" لتحقيق أهدافها، ثم انتقلت إلى ما سمّته "المرحلة الجهرية"، حيث بدأت في تجنيد الشباب وطرح مشروع سياسي موازٍ للدولة، أشبه بـ "حكومة ظل" تضم جهازًا تعليميًا وتنظيميًا وأمنيًا خاصًا بها.

وأشار مفتي الجمهورية السابق إلى أن الجماعة أعلنت صراحة في وثائقها أن هدفها هو الوصول إلى النخبة الحاكمة، وأنها اعتبرت العلماء والوزراء إما داعمين لها أو أعداء يجب مواجهتهم، ما يعكس توجّهًا صداميًا مع مجتمع مسلم، لا مع أعداء خارجيين.

وتابع علام أن هذا الفكر بلغ ذروته في ستينيات القرن الماضي، حين أعلن منظّرو الجماعة أن العقيدة في المجتمعات الإسلامية "فاسدة"، وأن الإسلام "غاب"، ولا بد من إعادته على أيدي "فِتية" يتبعون الجماعة وحدها، ولا سبيل لتحقيق ذلك إلا باستخدام القوة، ما أدى إلى عسكرة التنظيم وتجنيد الشباب على أسس أيديولوجية.

وانتقد علام القراءة الانتقائية للسيرة النبوية التي تتبناها هذه الجماعات، والتي تركز على مراحل الغزوات والسرية والقتال، متجاهلة الجوانب الأخلاقية والتربوية والعمرانية التي أسس لها النبي ﷺ. وأكد أن التاريخ الإسلامي يثبت أن العلم الشرعي كان دائمًا داعمًا للدولة والمصلحة العامة، وأن استغلال الدين لأغراض سياسية لم يُعرف إلا في تجربة الخوارج، الذين خرجوا على الأمة لتأسيس كيان موازٍ.

وختم الدكتور شوقي علام بالتأكيد على أن السيرة النبوية هي منهج هداية وبناء، لا وسيلة للتمكين أو إقامة دولة داخل الدولة، محذرًا من خطورة الجماعات الحركية التي توظف الدين لتحقيق أهداف سياسية تهدد استقرار المجتمع والدولة.