رئيس التحرير
خالد مهران

في ذكرى مولدها.. السيدة نفيسة "نفيسة العلم" ومأوى القلوب في مصر

السيدة نفيسة
السيدة نفيسة

تحل اليوم، الأربعاء الموافق 3 ديسمبر، ذكرى مولد السيدة نفيسة بنت الحسن ب زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، حفيدة النبي محمد ﷺ من جهة الحسن بن علي، والتي وُلدت بمكة المكرمة يوم الأربعاء 11 ربيع الأول عام 145 هـ، ونشأت في المدينة المنورة في بيت علم وورع وتقوى.

"نفيسة العلم" كما لُقبت، حفظت القرآن الكريم وهي في الثامنة من عمرها، وتلقت العلم في المسجد النبوي، وسمعت الحديث والفقه من كبار العلماء، حتى أصبحت مرجعًا في الزهد والعبادة، عُرفت بإخلاصها وورعها، وكانت مُجابة الدعوة، لا تفطر إلا في العيدين وأيام التشريق، وتختم القرآن مئات المرات باكية خاشعة.

قدومها إلى مصر واستقرارها بها

قدمت السيدة نفيسة إلى مصر في 26 رمضان عام 193 هـ، قبل قدوم الإمام الشافعي بخمس سنوات، واستقبلها المصريون بحفاوة بالغة، وازدحموا على بابها يلتمسون العلم والدعاء. ولما همّت بالرحيل بسبب انشغالها عن عبادتها، توسّل إليها الناس للبقاء، حتى تدخل والي مصر ووهبها دارًا واسعة، وحدد لها يومين أسبوعيًا لاستقبال الزوار، فقبلت وبقيت في مصر حتى وفاتها.

صلة وثيقة بالإمام الشافعي

توثقت علاقة السيدة نفيسة بالإمام الشافعي، وكان يزورها بانتظام، ويطلب منها الدعاء، وأوصى أن تُصلي عليه بعد وفاته، فمرت جنازته بدارها عام 204 هـ، فصلّت عليه تنفيذًا لوصيته.

وفاتها ويومها المشهود

أُصيبت السيدة نفيسة بالمرض في رجب عام 208 هـ، ورفضت الإفطار رغم شدة المرض، قائلة: "منذ ثلاثين سنة أسأل الله أن ألقاه وأنا صائمة". وتوفيت وهي تتلو قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ}، ودفنت في قبرها الذي حفرته بيديها في مصر، بعد أن رأى زوجها رؤيا أمره فيها النبي ﷺ بتركها لأهل مصر.

كان يوم وفاتها يومًا مشهودًا، خرج فيه أهل مصر عن بكرة أبيهم يودعون "نفيسة العلم"، التي بقيت رمزًا للعلم والزهد والولاية، ومأوى للقلوب المؤمنة.