المفوضية الأوروبية: غموض كامل يحيط بمصير 160 ألف سوداني محاصرين في الفاشر
أعربت المفوضية الأوروبية عن قلق بالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، مؤكدة أنها لا تملك أي معلومات دقيقة عن مصير نحو 160 ألف مدني سوداني ما زالوا محاصرين داخل المدينة وسط اشتداد القتال وانقطاع طرق الإمداد.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة قد تطال السكان الذين يعيشون ظروفًا قاسية مع محدودية الغذاء والمياه وانهيار الخدمات الأساسية.
غياب المعلومات… مؤشر خطير على تفاقم الأزمة
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن انقطاع الاتصالات وغياب المنظمات الإنسانية عن الفاشر منذ أسابيع يجعل من المستحيل تقييم الوضع الحقيقي على الأرض، مؤكدًا أن ما يتوفر حاليًا من معطيات مصدره تقارير متناثرة وشهادات هاربين من المدينة، وهي غير كافية لرسم صورة واضحة عن وضع المدنيين.
وأضاف متحدث باسم المفوضية الأوروبية، أن عدم القدرة على الوصول إلى 160 ألف سوداني داخل الفاشر يمثل “إنذارًا خطيرًا” بشأن مصيرهم، مشددًا على أن الاتحاد الأوروبي يطالب بفتح ممرات آمنة فورًا.
المعارك تعزل المدينة عن العالم
وتشهد الفاشر منذ أشهر مواجهات عنيفة بين الأطراف المتحاربة، أدت إلى تدمير واسع في البنية التحتية وإغلاق معظم المنافذ المؤدية إلى المدينة.
وأشار مسؤولون أوروبيون إلى أن الطرق المؤدية للفاشر باتت غير آمنة بالكامل، فيما أصبحت المساعدات الدولية غير قادرة على الدخول منذ انهيار خطوط الإمداد الرئيسية.
وأكدت المفوضية الأوروبية أن المدنيين الموجودين داخل المدينة بحاجة عاجلة إلى الغذاء والأدوية والمياه، مع احتمالية ارتفاع معدلات الوفيات إذا لم يتم السماح بدخول فرق الإغاثة.
مطالبات أوروبية بوقف إطلاق النار
ودعت بروكسل جميع الأطراف السودانية إلى وقف إطلاق النار فورًا في الفاشر وتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول دون عوائق، معتبرة أن الوضع “لم يعد يحتمل أي تأخير”. كما شددت على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وضمان حماية المدنيين.
وأكدت المفوضية أن الاتحاد الأوروبي على تواصل مع الشركاء الدوليين للبحث عن آلية عملية تسمح بإجلاء الحالات الحرجة وإيصال الإمدادات، لكن غياب المعلومات يظل عقبة رئيسية أمام أي تحرك فعّال.
كارثة إنسانية تلوح في الأفق
ومع استمرار القتال وغياب أي ضمانات لوصول المساعدات، تقول منظمات إنسانية إن الفاشر قد تواجه واحدة من أسوأ الأزمات في السودان منذ اندلاع الحرب، خاصة مع وجود عدد ضخم يصل إلى 160 ألف سوداني محاصرين في ظروف غير إنسانية.
ويرى خبراء إنسانيون أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لمنع انهيار الوضع كليًا، خصوصًا أن الفاشر تعد مركزًا سكانيًا ضخمًا في دارفور، وأي تدهور إضافي قد يمتد تأثيره إلى مناطق أخرى.
