رئيس التحرير
خالد مهران

حصار متصاعد… أمريكا تدرس وضع الإخوان على قوائم الإرهاب

ملف الإخوان يعود إلى الواجهة… هل تتخذ أمريكا قرار التصنيف الإرهابي؟

ترامب
ترامب

يتصاعد داخل أمريكا خلال الأشهر الأخيرة نقاش سياسي وأمني واسع حول مستقبل الإخوان وإمكانية إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، في خطوة قد تُحدث انعطافًا كبيرًا في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع التنظيم، الذي تُتهمه جهات عدة بأنه جماعة إرهابية ذات شبكات معقدة للنفوذ والتمويل. هذا التوجه الأمريكي، الذي يزداد قوة داخل الكونغرس، يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من حصار الإخوان في أمريكا، مع بدء دراسة الإجراءات القانونية والتنفيذية اللازمة لتحريك ملف التصنيف.

الخطوات التنفيذية لإدراج الجماعة وفق التحرك الأمريكي

وفق مصادر سياسية أمريكية، فإن أي توجه لإدراج الإخوان ضمن قوائم الإرهاب يمر بثلاث مراحل مدمجة،  الأولى إعداد ملف استخباراتي رسمي يثبت أن الجماعة الإرهابية  وفق وصف الجهات المطالبة بالتصنيف  تمارس أو تدعم العنف، والثانية مراجعة وزارة الخارجية لهذه الأدلة ضمن سياسة مكافحة التطرف.

 أما المرحلة الثالثة، فتتمثل في رفع التوصيات مباشرة للبيت الأبيض لاعتماد قرار إدراج الجماعة. 

وتشير التحليلات إلى أن هذا الملف يُعاد تفعيله كلما اشتد النقاش الداخلي حول التهديدات المرتبطة بوجود شبكات الإخوان داخل أمريكا.

تشابك سياسي داخل واشنطن حول قرار الحظر

 تشهد الدوائر السياسية الأمريكية  انقسامًا واضحًا؛ فهناك تيار داخل الكونغرس يرى أن الإخوان تمارس دورًا يتجاوز النشاط الدعوي، وأن وجودها في أمريكا يحمل خطورة على الأمن القومي، مما يستدعي إدراجها رسميًا ضمن قوائم الإرهاب. في المقابل، تتردد بعض المؤسسات في اتخاذ القرار بسبب التشابكات الإقليمية التي ترتبط بها الجماعة الإرهابية في الشرق الأوسط.

ورغم ذلك، فإن الضغوط السياسية الحالية تدفع الملف نحو مزيد من النقاش، خصوصًا مع وصول تقارير متعددة تزعم وجود مصادر تمويل مرتبطة بـ الإخوان داخل الأراضي الأمريكية.

تحركات قانونية واسعة داخل المؤسسات الأمريكية

توضح مصادر حقوقية أن أي قرار يتعلق بـ إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب يتطلب دراسة قانونية معقدة، تشمل مراجعة قوانين الهجرة وتمويل المنظمات غير الربحية. كما يجري العمل على تقييم مدى تأثير هذا القرار على الجمعيات والمراكز التي يُشتبه بأنها واجهات تابعة لـ الإخوان داخل أمريكا.

 تأتي  التحركات القانونية  في ظل مطالب متزايدة بتشديد الرقابة على نشاط الجماعة الإرهابية داخل الولايات المتحدة.

 جذور الملف وتغير الموقف الأمريكي

العلاقة بين أمريكا وتنظيم الإخوان مرت بمراحل متغيرة خلال العقود الماضية، حيث احتفظت واشنطن لفترات طويلة بقنوات اتصال غير مباشرة مع التنظيم لاعتبارات سياسية تتعلق بالشرق الأوسط. لكن تحول التنظيم إلى متهم رئيسي في ملفات التطرف والتمويل العابر للحدود دفع عددًا من الدول إلى تصنيفه جماعة إرهابية، الأمر الذي شجع دوائر أمريكية على إعادة النظر في وضعه داخل الولايات المتحدة. 

ويؤكد باحثون أن أي خطوة نحو إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب ستكون تحولًا جذريًا في بنية التعامل الأمريكي مع الإسلام السياسي عمومًا.