مفاجآة صادمة.. هذا ما حدث لجثة توت عنخ آمون عند اكتشاف مقبرته
مرّ مئة عام على اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في مصر، والآن يكشف باحث عن تفاصيل غير معروفة عن عملية التنقيب المروعة.
في عام 1922، اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر وفريق من المنقبين المصريين المقبرة الشهيرة في وادي الملوك، لكنهم اضطروا إلى قطع رأس المومياء وتشويهها لإخراجها من التابوت.
حُبست المومياء في غلاف من الراتنج القديم من طقوس الدفن عام 1323 قبل الميلاد، أي منذ أكثر من 3300 عام.
وعلى الرغم من أن كارتر كتب سلسلة من ثلاثة كتب عن النتائج، إلا أنه أغفل تفاصيل عملية التقطيع المروعة من روايته، وهو ما يعتقد الباحثون أنه تم لتجنب الكشف معاملتهم غير المحترمة للمومياء.
كان تشريح الجثة الذي أعقب ذلك مدمرًا، حيث تُرك توت عنخ آمون مقطوع الرأس، وذراعاه مفصولتان عند الكتفين والمرفقين واليدين، وساقاه عند الوركين والركبتين والكاحلين، وجذعه مقطوع من الحوض عند قمة الحرقفة.
كما تم لصق رفاته لاحقًا لمحاكاة جسد سليم، في عملية إعادة بناء مروعة أخفت قسوة هذه العملية، وأعادت هذه الاكتشافات إحياء الأسطورة القائلة بأن لعنة تجلب الحظ السيئ وسوء الصحة والموت سيلاحق كل من يزعج مومياء فرعون مصري.
وانتشرت أسطورة لعنة الفرعون في جميع أنحاء العالم بعد وفاة أعضاء رئيسيين في بعثة كارتر في ظروف غريبة بعد أن عثر علماء الآثار على قبر توت عنخ آمون.
وشملت هذه الوفيات اللورد كارنارفون، الداعم المالي لكارتر، الذي توفي بسبب تسمم الدم الناجم عن لدغة حشرة. استمر كارتر في التشكيك في وجود اللعنة حتى وفاته عن عمر يناهز 64 عامًا بسبب ليمفوما هودجكين، وهو نوع من سرطان الدم.
وبعد قرن من الزمان، ادعى بعض الباحثين، أن كارتر تعمد إخفاء عملية قطع رأس توت عنخ آمون المروعة لتجنب الغضب العام.
واكتسبت هذه الادعاءات زخمًا أكبر عندما اكتشف الباحثون في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي أن جثة توت عنخ آمون قد أُلصقت معًا بعد تشريحها لتبدو وكأنها جثة سليمة.
ومع ذلك، فقد جادل العلماء لعقود حول ما إذا كان لدى كارتر والمنقبين أي خيار آخر في كيفية نقل جثة توت، نظرًا لمحدودية الموارد في عشرينيات القرن الماضي.
كيف شوّه كارتر الجثة؟
على الرغم من عدم ذكر كارتر تفاصيل تشريح جثة توت في سلسلة كتبه، فقد التُقطت صور صادمة لعملية التقطيع.
أشارت سجلات كارتر إلى أن المومياء كانت ملتصقة تمامًا بقاع نعشه لأن الكهنة القدماء صبوا كميات هائلة من الزيوت السوداء الكثيفة والراتنجات على الفرعون قبل 3300 عام، والتي تصلبت وتحولت إلى غراء يشبه الصخر.
لأيام، وضعوا التابوت الذهبي تحت أشعة الشمس المصرية الحارقة، حتى أنهم استخدموا المصابيح في محاولة لإذابة المادة السوداء الشبيهة بالقطران التي تغطي الملك توت عنخ آمون.
ولكن عندما باءت محاولاتهم بالفشل، قرر كارتر وعالما التشريح دوغلاس ديري وصالح بك حمدي استخدام القوة لإخراج الفرعون من التابوت، حيث قاموا بتسخين سكاكين عادية في لهب حتى أصبحت حمراء اللون لتذيب الراتنج.
استخدموا السكاكين والأزاميل والمطارق لكسر المومياء حرفيًا من التابوت، حيث أزالوا أولًا قناع توت الذهبي الشهير ثم قطعوا رأسه.
قام الفريق بنشر جذع توت عنخ آمون إلى نصفين وكسر ذراعيه وساقيه عند كل مفصل.
في النهاية، فُككت الجثة وتشريحها إلى أكثر من اثنتي عشرة قطعة منفصلة لاستعادة المومياء والتابوت الذهبي النفيس والمجوهرات التي كانت عالقة فيه.