المهندس محمد الفيشاوى يكتب: الهيدروجين الأخضر مستقبل الطاقة النظيفة
يعتبر الهيدروجين الأخضر مصدر مهم جدا للطاقة النظيفة وهو وقود المستقبل النظيف في ظل التحديات البيئية المتزايدة والبحث العالمى عن بدائل نظيفة للطاقة، يبرز الهيدروجين الأخضر كأحد أهم الحلول الواعدة لتحقيق التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون. وهذا ليس مجرد مصدر طاقة جديد فحسب، بل يمثل ثورة حقيقية فى مجال الاستدامة والاعتماد على الطاقات المتجددة.
فما هو الهيدروجين الأخضر ولماذا أطلق عليه هذا اللون ؟؟!!
الحقيقة أن الهيدروجين الأخضر هو غاز الهيدروجين الذي يتم إنتاجه عبر عملية التحليل الكهربائى للماء:- والتى أتذكر أننا تعرضنا لها فى المرحلة الثانوية - باستخدام كهرباء مولدة من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، أى تم إنتاجه باستخدام طاقة نظيفة لم يستخدم فيها الوقود الذى يحتوى على الكربون، لذلك سمى أخضر لأن إنتاجه لم يلوث البيئة بثانى أكسيد الكربون.
بهذه الطريقة، يتم فصل جزيئات الماء (H₂O) إلى هيدروجين (H₂) وأكسجين (O₂)، دون انبعاث أى غازات ضارة بالبيئة، بخلاف الهيدروجين الرمادي أو الأزرق الناتج من الوقود الأحفورى المحتوى على الكربون مثل السولار والبنزين والفحم وما شابه ذلك.
مزايا الهيدروجين الأخضر
أما عن مزايا الهيدروجين الأخضر، فإنه صديق للبيئة، فلا ينتج عنه انبعاثات كربونية أثناء إنتاجه أو استخدامه كمصدر للطاقة.
وهو قابل للتخزين والنقل، حيث يمكن تخزينه بسهولة لاستخدامه عند الحاجة، على عكس الكهرباء المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح فإنها تعتمد على ظروف الطقس،وبالتالى تزداد وتقل شدتها حسب ظروف الطبيعة، وبذلك لا يعتمد عليها كأداء ثابت، مما يلزم ضرورة تخزينها من خلال المكثفات والبطاريات الكبيرة.
تعدد الاستخدامات حيث يدخل فى تشغيل المركبات، وتوليد الكهرباء، وتسخين المنازل، وتشغيل المصانع الثقيلة.
إنه فرصة اقتصادية للدول حيث يمكن أن يكون مصدر دخل جديد من خلال إنتاجه وتصديره، خاصة للدول الغنية بالشمس والرياح مثل مصر والدول العربية.
تحديات الهيدروجين الأخضر
أما عن التحديات التي تواجه الهيدروجين الأخضر،فرغم فوائده الكبيرة، إلا أن هناك عدة عقبات تعيق انتشاره الواسع، من أهمها:
١ - ارتفاع تكلفة الإنتاج مقارنة بالوقود التقليدي.
٢ - الحاجة إلى بنية تحتية متطورة لتخزينه ونقله بأمان.
٣ - نقص التشريعات والسياسات المحفزة في كثير من الدول.
أما عن مستقبل الهيدروجين الأخضر، فننا نُتوقع أن يلعب الهيدروجين الأخضر دورًا رئيسيًا فى تحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050.
كما بدأت العديد من الدول، مثل ألمانيا واليابان والسعودية ومصر، في إطلاق مشروعات ضخمة لإنتاجه وتصديره، مما يجعل منه وقودًا استراتيجيًا للمستقبل القريب.
وأخيرا
فإن الهيدروجين الأخضر ليس مجرد خيار بديل، بل هو حتمية بيئية واقتصادية في عالم يسعى إلى التوازن بين التنمية والحفاظ على الكوكب من التلوث والانبعاث الكربونى.
مهندس محمد الفيشاوى
خبير التنمية البشرية
عضو لجنة البيئة بنقابة المهندسين
دراسات عليا من المعهد العالى للدراسات الإنسانية.