إسرائيل تسعى لإبرام أطول اتفاق عسكري في تاريخها مع الولايات المتحدة
تجري إسرائيل مباحثات مكثفة مع الولايات المتحدة حول إمكانية إبرام اتفاق تعاون عسكري جديد يمتد لعشرين عامًا، في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدفاعية بين البلدين، وتهدف إلى تعزيز التفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة على المدى الطويل.
ويأتي هذا المسعى الإسرائيلي في ظل اقتراب انتهاء الاتفاق العسكري الحالي الموقع عام 2016 في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، والذي ينتهي العمل به عام 2028 بعد عشر سنوات من دخوله حيز التنفيذ.
اتفاق غير مسبوق بطموحات طويلة الأمد
تسعى إسرائيل من خلال الاتفاق العسكري الجديد إلى ضمان استمرار تدفق المساعدات العسكرية الأمريكية لعقدين متتاليين، في وقت تواجه فيه تحديات أمنية متصاعدة على أكثر من جبهة، من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان.
ووفقًا لتقارير موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الاتفاق العسكري الجديد سيضاعف المدة المعتادة للاتفاقيات السابقة، التي كانت تمتد عادة لعشر سنوات فقط، ما يعكس رغبة إسرائيل في تثبيت التزامات واشنطن طويلة الأمد تجاه أمنها القومي.
عقبتان أمام الاتفاق الجديد
تواجه مساعي إسرائيل عقبتين رئيسيتين، حسب مصادر إسرائيلية وأمريكية، الاعتبارات السياسية في واشنطن، حيث قد تؤجل الإدارة الأمريكية أي التزامات طويلة المدى إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة، تفاديًا للجدل الداخلي حول المساعدات العسكرية الضخمة لإسرائيل، والضغوط المالية والدبلوماسية، إذ تواجه الولايات المتحدة تحديات في موازنتها الدفاعية إلى جانب انتقادات دولية متزايدة بشأن الدعم العسكري غير المشروط لإسرائيل، خاصة في ظل العمليات العسكرية الجارية في غزة.
خلفية تاريخية للعلاقات العسكرية
بدأت العلاقات العسكرية بين إسرائيل والولايات المتحدة بالترسخ بعد حرب 1967، لتتحول في العقود اللاحقة إلى أحد أعمدة التحالف الإستراتيجي بين البلدين. ومنذ توقيع أول اتفاق تعاون عسكري رسمي في الثمانينيات، ظلت واشنطن المزود الأول لإسرائيل بالسلاح المتطور والدعم اللوجستي والاستخباراتي.
ويعد الاتفاق العسكري لعام 2016 الأكبر من نوعه، إذ خصصت الولايات المتحدة بموجبه نحو 38 مليار دولار لإسرائيل خلال عشر سنوات، شملت تزويدها بطائرات "إف-35" ومنظومات دفاع جوي متقدمة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود".
