رئيس التحرير
خالد مهران

الذهب يسجل ارتفاعًا عالميًا ومحليًا وسط ترقب الأسواق لتصويت الكونجرس الأمريكي لإنهاء الإغلاق الحكومي

سعر الدولار في البنوك
سعر الدولار في البنوك

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، في ظل حالة من الترقب تسود الأوساط المالية انتظارًا لتصويت الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي المستمر منذ عدة أسابيع، حسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» المتخصصة في تداول الذهب والمجوهرات.

وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفعت خلال تعاملات اليوم بنحو 10 جنيهات، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5525 جنيهًا، بينما صعد سعر الأوقية عالميًا بنحو 5 دولارات ليصل إلى 4135 دولارًا.

وأضاف أن عيار 24 بلغ 6326 جنيهًا، وسجل عيار 18 نحو 4744 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 44،280 جنيهًا.

وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب كانت قد واصلت الصعود أمس الثلاثاء، إذ ارتفع عيار 21 بنحو 20 جنيهًا، حيث بدأ التداولات عند 5495 جنيهًا وأغلق عند 5515 جنيهًا، في الوقت الذي صعدت فيه الأوقية عالميًا من 4112 إلى 4130 دولارًا.

وتترقب الأسواق الأمريكية باهتمام كبير تصويت مجلس النواب الأمريكي على مشروع قانون تمويل مؤقت يهدف إلى إعادة فتح الحكومة الفيدرالية وتمديد تمويل الوكالات حتى يناير وسبتمبر 2026، بعد أن وافق مجلس الشيوخ على المشروع مطلع الأسبوع الجاري بأغلبية 60 مقابل 40 صوتًا، في خطوة وُصفت بأنها حاسمة نحو إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة.

وأوضح التقرير أن هذا التطور خفف جزئيًا من المخاوف المالية قصيرة الأجل، لكنه أبقى المستثمرين في حالة حذر وترقب بانتظار البيانات الاقتصادية الأمريكية المؤجلة، والتي من المتوقع أن تُسهم في رسم ملامح السياسة النقدية المقبلة للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

ورغم محدودية المكاسب الأخيرة، أكد التقرير أن الذهب لا يزال مدعومًا بعوامل عدة، أبرزها سياسة الفيدرالي الحذرة واستمرار المخاطر الجيوسياسية، إلى جانب صدور بيانات توظيف ضعيفة عززت التوقعات بخفض أسعار الفائدة خلال الأشهر القادمة.

وأشار التقرير إلى أن مؤشر الدولار الأمريكي يتداول حاليًا بالقرب من 99.65 نقطة بعد أن أنهى سلسلة خسائر استمرت خمسة أيام متتالية، مما حدّ جزئيًا من ارتفاع الذهب. كما تراجعت جاذبية المعدن النفيس كملاذ آمن مع انحسار التوترات التجارية بعد قرار المحكمة العليا بمراجعة شرعية التعريفات الجمركية الأمريكية.

وفي سياق البيانات الاقتصادية، أوضح التقرير أن بيانات ADP أظهرت فقدان الولايات المتحدة نحو 11،250 وظيفة في القطاع الخاص خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 25 أكتوبر، في حين كشف التقرير الشهري الأخير عن زيادة قدرها 42 ألف وظيفة في أكتوبر، متجاوزًا التوقعات، رغم استمرار موجة التسريحات الواسعة التي أعلن عنها أصحاب الأعمال، والتي بلغت 153،074 وظيفة في أكتوبر، وهو أعلى معدل منذ عام 2003.

ومن الناحية الفنية، أشار بنك ANZ إلى أن الذهب نجح في اختراق مستوى المقاومة عند 4050 دولارًا للأوقية، موضحًا أن تجاوز النطاق السعري بين 4160 و4170 دولارًا قد يدفع المعدن النفيس نحو القمم التاريخية عند 4380 دولارًا للأوقية.

وفي مذكرة أخرى، توقّع بنك جي بي مورغان (J.P. Morgan) أن تتحول البنوك المركزية والمستهلكون العالميون إلى مشترين نشطين للذهب عند التراجعات السعرية، مرجحًا أن تتجاوز أسعار الذهب مستوى 5000 دولار للأوقية بحلول الربع الرابع من عام 2026، مدفوعةً بتزايد الإقبال على المعدن كأداة تحوط ضد التضخم والمخاطر الاقتصادية.

واختتم التقرير بالإشارة إلى أن أسعار الذهب سجلت ارتفاعًا بأكثر من 57% منذ بداية العام الجاري، مدفوعةً بعدة عوامل أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية عالميًا، واتباع البنوك المركزية سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، إلى جانب توجه العديد من الدول نحو تقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي (إلغاء الدولرة)، فضلًا عن التدفقات القوية على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، ما يعزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأصفر على المدى المتوسط والطويل.