ما أسباب احتقان الأنف؟ وما علاقته بالحساسية؟
يُعد احتقان الأنف - ذلك الشعور بانسداد الأنف واحتقانه - عادةً عرضًا عابرًا لنزلات البرد، ويستمر لمدة أسبوع تقريبًا ويتحسن من تلقاء نفسه. ولكن أحيانًا، يحدث احتقان الأنف بسبب عوامل أخرى، وقد يستمر لأشهر متواصلة، مما يُعيق العمل والنوم والحياة اليومية.
ويحدث احتقان الأنف عندما تلتهب الأنسجة المبطنة للجزء الداخلي من الأنف - الغشاء المخاطي - وتتورم كجزء من دفاعات الجسم، ويؤدي هذا إلى انسداد وزيادة إنتاج المخاط، ويحدث هذا الأخير للمساعدة في "طرد" أي شيء يُسبب الاحتقان في المقام الأول.
لكن هذا المزيج يُعيق تدفق الهواء، مما يُسبب انسدادًا في المنطقة ويُصعّب التنفس عبر الأنف، كما يمنع الاحتقان جزيئات الرائحة من الوصول إلى الخلايا العصبية الحسية، وهي خلايا عصبية تقع في أعلى تجويف الأنف وتُرسل إشارات إلى الدماغ، ونتيجةً لذلك، قد تفقد حاستي الشم والتذوق.
تشير أبحاث جديدة إلى وجود عوامل أخرى تُسهم في الاحتقان، وتحديدًا اختلال توازن "الميكروبيوم الأنفي".
ويوجد هذا المجتمع من الميكروبات في الممرات الأنفية، ويلعب توازنه الدقيق بين البكتيريا النافعة والضارة دورًا أساسيًا في كيفية عمل جهازنا التنفسي، إذ يُنظم الالتهابات ويحمي من العدوى.
ويُعتقد أن الجينات والبيئة والتدخين، وبالطبع الفيروسات، تؤثر على التوازن الميكروبي الأنفي، وتشير أحدث الدراسات إلى أنه عند اضطراب هذا التوازن، يزداد خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي.
على سبيل المثال، وجد الباحثون أن ميكروبيوم الأنف لدى 45 مريضًا مصابًا بالتهاب الأنف التحسسي والذي يحتوي على بكتيريا رالستونيا أكثر من تلك الموجودة لدى المرضى "الأصحاء".
يبحث الباحثون أيضًا في علاجات جديدة، مثل البروبيوتيك الذي يُعطى عن طريق الأنف كبخاخ، وحتى زرع مخاط من أشخاص آخرين، لاستعادة التوازن.
أسباب احتقان الأنف
هناك حوالي 160 سلالة من فيروس نزلات البرد الشائعة، وهو السبب الأكثر شيوعًا لاحتقان الأنف قصير المدى. ويقترح أن أفضل علاج هو رذاذ ماء البحر لتخفيف الاحتقان، حيث يمكن للباراسيتامول أو الإيبوبروفين تخفيف الحمى والصداع.
والفرق بين نزلة البرد والإنفلونزا هو أن الإنفلونزا تجعلك تشعر بشعور سيئ - إرهاق، ألم، وعدم القدرة على العمل بشكل كامل، كما أنها تستمر لفترة أطول، تصل إلى أسبوعين، بينما تستمر نزلة البرد حوالي أسبوع، وعادةً ما يكون علاج الإنفلونزا هو نفسه علاج نزلة البرد.
وإذا كنت تعاني من احتقان مصحوب بفقدان حاسة الشم، وشعور بثقل خلف العينين، و/أو ألم في الوجه.
التهاب الجيوب الأنفية
يُقدَّر أن التهاب الجيوب الأنفية الحاد (الذي يستمر لأقل من أربعة أسابيع) يُصيب ما يصل إلى 15% من سكان المملكة المتحدة في أي وقت.
وغالبًا ما يأتي هذا بعد نزلة برد، حيث يُؤدي الالتهاب والتورم إلى انسداد الجيوب الأنفية، وهي تجاويف مملوءة بالهواء في عظام الخدين والجبهة، والتي تُصرّف في الأنف، مما يُؤدي إلى عدوى ثانوية.
قد يزداد الشعور سوءًا عند الانحناء - وذلك لأن زيادة تدفق الدم نحو الرأس في هذه الوضعية تُؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية الملتهبة أصلًا في الجيوب الأنفية وخفقانها.
حساسية الأنف
تُعرف حمى القش أيضًا باسم التهاب الأنف التحسسي، وتصيب 10 إلى 15% من الأطفال، ويُصيب الاحتقان الأطفال و26% من البالغين.
وفي هذه الحالة، يحدث الاحتقان نتيجة رد فعل الجسم تجاه مسببات الحساسية، مثل حبوب اللقاح، أو الغبار، أو العفن، أو شعر الحيوانات الأليفة، وحينها يستجيب الجسم بإفراز الهيستامين. بالإضافة إلى تورم بطانة الأنف، مما يؤدي إلى الاحتقان، يُهيج هذا أيضًا الأوعية الدموية والأعصاب في العينين، مما يُسبب الحكة وسيلان الدموع، وهي طريقة الجسم في محاولة التخلص من مسببات الحساسية.