رئيس التحرير
خالد مهران

تقارير عن تقاعد أفيخاي أدرعي..قصة أشهر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية

قصة أشهر متحدث باسم
قصة أشهر متحدث باسم الجيش الإسرائيلي

أفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن العقيد أفيخاي أدرعي، الناطق باسم الجيش الإسرائيلي باللغة العربية، سيتقاعد ويخرج من الخدمة العسكرية، وأن الجيش الإسرائيلي يبحث عن بديل لتولي ملف الإعلام باللغة العربية، حيث تشير تقارير إلى وجود ثلاثة مرشحين يخضعون لاختبارات، بينها اختبارات أداء أمام الكاميرا.

وحسب ما هو متداول على المواقع الالكترونية، فإن  أفيخاي أدرعي عقيد في الجيش الإسرائيلي يشغل منصب رئيس قسم الإعلام العربي في وحدة الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. ونتيجة لمنصبه يحظى بشهرة واسعة في وسائل الإعلام العربية. وهو من أصول يهودية سورية ويهودية عراقية ويهودية تركية.

بدأ بالظهور المتكرر عبر قنوات فضائية عربية مثل قناة الجزيرة أثناء تغطيتها أحداث حرب لبنان 2006، واشتهر بانخراطه في العديد من المواجهات والتراشق الكلامي باللغة العربية مع متابعين وشخصيات من العالم العربي من خلال شبكات التواصل الاجتماعي. 

ولد أفيخاي في العام 1982 في حيفا، جده وجدته من ناحية أمه من أصول عراقية. تخرج من ثانوية «هاريئالي» في حيفا بتخصصات في اللغة العربية والكومبيوتر، انضم لصفوف الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الإسرائيلي في العام 2001، وخدم في وحدة 8200 للاستخبارات والتقصي الإلكتروني في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية. في العام 2005 ترأس قسم الإعلام العربي، وأصبح المتحدث بلسان الجيش الإٍسرائيلي للإعلام العربي، وهو ثاني من تقلد هذا المنصب في إسرائيل، بعد إقامة هذه الشعبة عام 2000 

خدم أفيخاي بعد انضمامه إلى الجيش الإسرائيلي في الوحدة 8200 التابعة لسلاح الاستخبارات، وهي وحدة متخصصة في استخبارات الإشارات. وهناك، وسّع معرفته باللغة العربية، انضم لاحقا إلى وحدة المتحدث باسم الجيش في عام 2005.

وكان في بدايات عمله يبث رسائل الجيش الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام العربية، من خلال إجراء مقابلات مع قنوات تلفزيونية أو إذاعية أو صحف عربية والمشاركة في ندوات، فيما يتعلق بالأحداث الساخنة مثل الحروب على لبنان أو قطاع غزة، أو حوادث اختطاف، كما حدث مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وكان يقدم المعلومات المتعلقة بالتطورات المرتبطة بالأحداث والحروب أو إغلاق الحدود والمعابر ونحوها.

ويدير أدرعي مجموعة من الحسابات النشطة بالعربية على مختلف وسائل التواصل، وله متابعون يعدون بالملايين في العالم العربي، ففي مطلع عام 2024 وصل عدد متابعيه على "فيسبوك" إلى 2.5 مليون متابع، وعلى "تويتر" حظي بأكثر من 662 ألف متابع، وحصل حسابه على "تيك توك" على ما يقارب 575 ألف متابع، وهناك 116 ألف متابع لقناته على "يوتيوب" وأكثر من 100 ألف متابع على "إنستغرام".

وبحسب دراسة نشرتها مجلة "الجامعة العربية الأميركية" عام 2017، فإن غالبية متابعي أدرعي على "فيسبوك" من جيل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما.

ويرى أدرعي أن الفكرة من استخدام وسائل التواصل "ليس فقط لنشر البيانات الصحفية، ولكن أيضا لتوليد خطاب بين جماهير مستهدفة محددة بهدف التأثير لا مجرد العلاقات العامة".

وهو يفتخر بأن وسائل التواصل مكنته من إحراز تقدم في هذا المضمار، ومثّل لذلك باستخدام كثير من وسائل الإعلام العربية مصطلح "جيش الدفاع الإسرائيلي". ويقول "كان هذا المصطلح غير مقبول، كانوا يسمونه الجيش الإسرائيلي أو جيش العدو" وبرأيه "التغيير بطيء وصغير، لكنه مهم للغاية".

ويثير على حساباته موضوعات متنوعة غالبها عسكري وأمني، تتضمن أخبار العمليات العسكرية والتدريبات، كما يعرض صورا وفيديوهات لمجندين يعرفهم على أنهم مسلمون مجندون في الجيش الإسرائيلي، وينشر صور "أعمال إغاثة ومساعدات" يقدمها الجيش الإسرائيلي.

كما يبث تحذيرات أمنية لسكان قطاع غزة، ولكن الجانب الأكثر ظهورا بين هذه كلها هو إبراز "الإنجازات العسكرية" للجيش الإسرائيلي، ومنظومات سلاحه المتطورة، ويؤكد باستمرار أن إسرائيل "قوة إقليمية رائدة، وجيشها لا يقهر" وأنه "جيش الدفاع عن إسرائيل".

تعود شهرته في العالم العربي لنشاطه باللغة العربية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث استقطبت حساباته الرسمية على موقعي تويتر وفيسبوك أكثر من مليون متابع، والتي يظهر من خلالها تمكنه من اللغة العربية، حيث يواظب على التعليق على الكثير من الأحداث العربية، سياسية واجتماعية وفنية ورياضية، متعمد استخدام العبارات العربية الشعبية، والرموز والمصطلحات الدينية الإسلامية، إضافة إلى الفيديوهات التي يقوم بتصويرها مع جنود عرب أو مسلمين في الجيش الإسرائيلي  ورغم توجه الاعلام العربي لخطاب أفيخاي كخطاب معادي، عادة ما تلقى تغريداته وتصريحاته اهتمامًا كبيرًا، وكثيرا ما اعتبرت استفزازية وتحولت إلى سجال حاد ومادة للسخرية والقذف من قبل رواد الشبكة العرب، عدد كبير من تغريداته تم تداولها بشكل كبير في الاعلام العربي التقليدي والاجتماعي، وشكلت محور لمواجهات كلامية مع عدد من الإعلاميين العرب، منهم الصحفيات غادة عويس وخديجة بن قنة في قناة الجزيرة، والإعلامي المصري جابر القرموطي.

أشادت السلطات الإسرائيلية بدوره، ومنحه جيش الاحتلال العديد من الترقيات حتى بلغ رتبة مقدم، ونال العديد من الجوائز والأوسمة "تقديرا لجهوده" في مجال الإعلام الحربي الإسرائيلي.