رئيس التحرير
خالد مهران

اتباع نظام غذائي صحي يؤثر بشكل واضح على أمراض الشيخوخة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتبعون نظام غذائي صحي بانتظام يُصابون بالأمراض المزمنة بشكل أبطأ، على عكس أي نظام غذائي آخر غني باللحوم المصنعة والحبوب المكررة والمشروبات السكرية، والتي يُعرف أنها تُعزز الالتهابات المزمنة منخفضة الدرجة في الجسم.

وهذا مهم لأن الإصابة بعدة مشاكل صحية في آنٍ واحد تُعدّ من أكبر المشاكل التي يواجهها كبار السن. فهي تزيد من خطر الإعاقة، والدخول إلى المستشفى، والوفاة المبكرة، ولكن، في حين أنه من المعروف منذ زمن طويل أن أي نظام غذائي يُمكن أن يُساعد في الوقاية من الأمراض الفردية، وتُظهر الدراسة أيضًا أنه قد يُؤثر أيضًا على الوتيرة العامة للشيخوخة البيولوجية.

تفاصيل الدراسة

قامت الدراسة بتحليل أربعة أنماط غذائية معروفة، ثلاثة منها - حمية العقل (المصممة لحماية صحة الدماغ)، ومؤشر التغذية الصحية البديلة (القائم على الأطعمة المرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض)، والنظام الغذائي المتوسطي - ارتبطت بتراكم أبطأ للأمراض. 

أما النظام الغذائي الرابع، وهو نظام غذائي غني بالأطعمة المُسببة للالتهابات، فقد ارتبط بتراكم أسرع للأمراض.

ولوحظت أقوى الارتباطات مع أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض النفسية، لذا؛ كان الأشخاص الذين تناولوا طعامًا أفضل أقل عرضة للإصابة بأمراض مثل قصور القلب، والسكتة الدماغية، والاكتئاب، والخرف، ومع ذلك، لم نجد صلة واضحة بين أي نظام غذائي وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام.

وكانت بعض فوائد التغذية الصحية أكثر وضوحًا لدى النساء وأكبر المشاركين سنًا: من تبلغ أعمارهم 78 عامًا فأكثر، وهذا يشير إلى أنه لا يزال هناك وقت لإجراء تغييرات. حتى في سن الشيخوخة، النظام الغذائي مهم.

لماذا يمتلك الطعام هذه الإمكانات القوية؟ 

قد يكون الالتهاب أحد الأسباب، ومع تقدم العمر، يُصاب الكثيرون بالتهاب مزمن منخفض الدرجة - يُطلق عليه أحيانًا "التهابي" - وهو مرتبط بمجموعة واسعة من الأمراض، وتميل الأنظمة الغذائية الغنية بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية إلى تقليل الالتهاب، أما الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة والسكريات فتؤدي إلى عكس ذلك.

وسبب آخر هو أن الأنظمة الغذائية الصحية تدعم مرونة الجسم، فهي توفر العناصر الغذائية الأساسية التي تساعد في الحفاظ على وظيفة المناعة وكتلة العضلات والصحة الإدراكية، وبمرور الوقت، يمكن أن يُحدث هذا فرقًا كبيرًا في كيفية تقدم الناس في السن.

ما الذي ينبغي لكبار السن تناوله؟ 

الرسالة واضحة: تناول الكثير من الخضراوات والفواكه والبقوليات والمكسرات والحبوب الكاملة، واختر الدهون الصحية مثل زيت بذور اللفت والأسماك، كما يجب التقليل من تناول اللحوم الحمراء والمصنعة، والمشروبات السكرية، والدهون الصلبة.

وفي الواقع، الشيخوخة أمر لا مفر منه، لكن بإمكان الناس التأثير على كيفية تطورها، حيث تشير نتائج الدراسة إلى أن حتى التغييرات البسيطة في النظام الغذائي يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا في كيفية تعامل الناس مع مراحل حياتهم اللاحقة، بغض النظر عن أعمارهم.