الجيش الإسرائيلي يكشف «خططه الجاهزة» للتدخل عسكريا في لبنان
حرب جديدة تلوح في الأفق بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، في ظل التوتر المتزايد على الجبهة الجنوبية في لبنان.
كشفت القناة 12 الإسرائيلية، الخميس، أن هناك خططا جاهزة بالفعل للتدخل عسكريا في لبنان، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لتدخل عسكري في لبنان.
وقال مصدر إسرائيلي: "الجيش الإسرائيلي يستعد لتدخل عسكري في لبنان بهدف إضعاف حزب الله، ودفعه والحكومة اللبنانية إلى توقيع اتفاقية مستقرة مع إسرائيل".
وأضاف: "يستعد الجيش لاحتمال إجباره على المشاركة في القتال قريبا".
وأبرزت القناة 12 أنه "من المتوقع أن تبلغ التوترات ذروتها خلال شهر تقريبا".
وأكد مسؤولون إسرائيليون كبار قبل اجتماع المجلس الوزاري الأمني المصغر: "هناك خطط جاهزة بالفعل".
وأوضحوا: "لن يُسمح لحزب الله بتعزيز قوته، ولن يعود إلى ما كان عليه في 6 أكتوبر. سنزيد هجماتنا ونعود إلى القتال إذا لزم الأمر".
وكان حزب الله اللبناني قد وصف قرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بالمتسرع والخطيئة. وأضاف أن "حصرية السلاح يمكن مناقشتها في إطار وطني وليس استجابة لابتزاز إسرائيل"، وفق قوله.
واعتبر أن للجماعة "حقًا مشروعًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي والوقوف إلى جانب الجيش اللبناني".
واعتبر حزب الله في كتاب مفتوح وجهه اليوم إلى رؤساء الجمهورية والحكومة والبرلمان أن "التفاوض مع إسرائيل فخ وورطة، ولا يخدم مصلحة البلاد".
كما حذر الحزب من أن "الانزلاق إلى أفخاخ تفاوضية لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل". وأضاف أن " لبنان معني بوقف إطلاق النار لكن ليس بالتفاوض مع إسرائيل".
كما شدد رئيس البرلمان اللبناني، نبيه بري على أنه "لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل ولا حرب أيضًا".
وأكد بري الذي يرأس أيضًا حركة أمل، الحليفة لحزب الله، أن "إسرائيل حولت الجنوب اللبناني إلى ميدان مفتوح مع استمرار اعتداءاتها".
ولفت في مقابلة صحفية، اليوم الخميس، إلى أنه "لا يعارض التفاوض غير المباشر مع إسرائيل كما حدث في ملف الغاز البحري".
وفي وقت سابق نقلت القناة الإسرائيلية الثالثة عشرة عن مصادر مقربة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لجولة قتال تمتد لعدة أيام مع حزب الله، حيث تصعد إسرائيل التهديدات باستئناف القصف وتأمل أن يؤدي الضغط على حكومة لبنان إلى تجريد حزب الله من سلاحه.
كما قالت القناة إن المبعوث الأمريكي توم براك منح الجيش اللبناني مهلة تنتهي في نهاية نوفمبر الحالي لإحداث تغيير في الوضع المتعلق بقضية سلاح حزب الله.
وأوضح براك أنه في حال لم يحدث ذلك، فستتمكن إسرائيل من شن هجمات وستتفهم الولايات المتحدة ذلك.
وأضافت القناة أن أمريكا طلبت من إسرائيل وقف الهجمات في لبنان حتى نهاية هذه المهلة، وبعدها ستتفهم أميركا أي هجوم إسرائيلي.
وكشف إعلام إسرائيلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحث في اجتماعات خاصة مع القادة العسكريين تحذيرات وتقارير وصفتها إسرائيل بالخطيرة تفيد بأن حزب الله يواصل عملية التسلح وإعادة تأهيل بنيته التحتية في جنوب لبنان، وتهريب صواريخ قصيرة المدى من سوريا، بالإضافة إلى ترميم مبانٍ في جنوب لبنان وملء القرى بعناصر محليين.
وكانت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلت عن تقديرات استخباراتية غربية أن حزب الله تمكن جزئيًا من إعادة بناء شبكة إمداداته العسكرية، متلقيًا شحنات أسلحة من إيران عبر العراق وسوريا.
كما أكدت الاستخبارات الإسرائيلية رصد نشاط مكثف للحزب يهدف إلى ترميم قدراته وتعزيز نفوذه في الداخل اللبناني، لا سيما شمال نهر الليطاني.
وحذرت هيئة البث الإسرائيلية من أن "لا مكان محصنًا في لبنان" إذا واصل الحزب إعادة تسليحه، فيما تتجه تل أبيب إلى ترجمة تهديداتها بسلسلة من الضربات الجوية التي أصبحت شبه يومية، وإن كانت لا ترقى بعد إلى مستوى الحرب المفتوحة.
وكثفت إسرائيل وتيرة ضرباتها منذ الأسبوع الماضي. وأسفرت غاراتها خلال أكتوبر عن مقتل 26 شخصا وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، في بيان، إن "حزب الله يلعب بالنار، والرئيس اللبناني يماطل". وأضاف "يتعيّن تطبيق التزام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله وإخراجه من جنوب لبنان".
في المقابل أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن حزب الله التزم كاملًا بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الجيش اللبناني انتشر في منطقة جنوب الليطاني بأكثر من 9000 عنصر وضابط، وهو قادر على الانتشار على الحدود المعترف بها دوليًا، قائلًا إن "ما يعيق ذلك هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية الجنوبية، وذلك باعتراف "اليونيفيل" وتقاريرها الدورية".
وكشف الرئيس بري أن الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس، ناقشت أمرين في زيارتها الأخيرة وهما موضوع الادعاء الإسرائيلي باستمرار تدفّق السلاح من سوريا، والثاني موضوع المفاوضات.
وأكد أن "ما تزعمه إسرائيل بشأن السلاح من سوريا هو محض كذب، فأمريكا التي تسيطر على الأجواء بأقمارها الصناعية وغيرها تعرف ذلك".
أما فيما يتصل بالمفاوضات، فقال الرئيس بري: هناك آلية تُسمّى "الميكانيزم" التي تجتمع ويجب أن تجتمع بشكل دوري، ويمكن الاستعانة بأصحاب الاختصاص من مدنيين أو عسكريين إذا ما استدعى الأمر ذلك، على غرار ما حصل في ترسيم الخط الأزرق أو الحدود البحرية.