فساتين مكشوفة وتصريحات مثيرة.. أخطر سقطات مهرجان «ساويرس» فى الجونة
انتهت فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، في دورته الثامنة لكن الجدل لم ينته كما يحدث كل عام منذ إنشائه، إذ تحوّل الحدث السنوي من منصة فنية لعرض الأفلام والندوات الفكرية إلى ساحة جدل تتصدرها الإطلالات الجريئة والتصريحات المثيرة والمواقف المحرجة.
بدلًا من التركيز على القيمة الفنية والثقافية للمهرجان، تصدرت العناوين إطلالات جويل مردينيان وهدى المفتي وتارا عماد لتصريحات يسرا وسخرية طه دسوقي والموقف المحرج لإلهام شاهين؛ لتصبح أبرز 6 وقائع أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي هي المتصدرة لفعاليات المهرجان.
وفي وسط هذا الجدل صارت الإطلالات والمواقف محور الحديث على السوشيال ميديا متجاوزة الاهتمام بالأفلام والفعاليات الرسمية، وهو ما دفع «النبأ» لرصد أخطر سقطات مهرجان «آل ساويرس» في الجونة، خلال السطور التالية، بين مؤيد ومعارض لما يشهده لمهرجان.
فمن جانب، يرى الكثير من الجمهور أن مهرجان الجونة يقام على أرض مصرية ذات تقاليد وخصوصية كان يجب أن يقدم بصورة تعكس مكانة الفن المصري والعربي، لا أن يتحول إلى عرض أزياء يتنافس فيه النجوم على لفت الأنظار للفساتين المكشوفة أمام الكاميرات لتصبح هي محور النقاش الواسع بين الجمهور من يعتبرها خرقا للذوق العام ومن رأى حرية شخصية لا تستحق الهجوم.
أبرز الإطلالات التي أثارت الجدل
أثارت خبيرة التجميل والإعلامية اللبنانية جويل مردينيان، الجدل والانتقادات بإطلالتها الجريئة، حيث ارتدت فستانا أسود لامعا ضيقا بتصميم مثير وفتحة جانبية طويلة امتدت إلى أعلى الفخذ ما جعلها محور اهتمام وعدسات المصورين.
وردت «جويل» على الانتقادات التي وجهت إليها بتصريحات حملت طابعا جريئا، قائلة: «شو زعجكن؟ شو أثر فيكم الفستان؟ أنا مبسوطة وجوزي مبسوط وعجبه الفستان هو راضي وأنا راضية».
كما تصدرت صور الفنانات هدى المفتي وتارا عماد وبسنت شوقي صفحات السوشيال ميديا بعد أن اعتبر البعض إطلالاتهن جريئة وغير مناسبة لطبيعة المهرجان الذي يعبر عن صورة مصر.
وأيضا أثارت الفنانة روجينا الجدل بعد ظهورها بفستان قصير على السجادة الحمراء إذ اعتبر بعض المتابعين أن الإطلالة لا تناسب ومكانتها الفنية، مؤكدين أن فنانة بحجمها وتاريخها كان من الأفضل أن تختار إطلالة أكثر بساطة تتناسب مع صورتها لدى الجمهور.
أما الفنانة إلهام شاهين فتعرضت لموقف محرج بسبب الرياح التي كشفت جزءا من فستانها أثناء مرورها على السجادة الحمراء ما جعلها عرضة لحملة واسعة على مواقع التواصل.
وعلقت الفنانة إلهام شاهين بغضب قائلة إنها مستاءة من تداول مقطع فيديو لها خلال ظهورها على السجادة الحمراء بمهرجان الجونة، مؤكدة في تصريحات صحفية أن البعض يتصيد لحظات عابرة لتحقيق مشاهدات على حساب الآخرين.
ستاند أب طه الدسوقي
لم يكن الجدل في مهرجان الجونة السينمائي محصورا في الإطلالات فقط بل امتد -أيضا- إلى التصريحات والمواقف، خاصة بعد ما قدمه طه الدسوقي خلال حفل الافتتاح من فقرة ستاند أب كوميدي أثارت موجة من الانتقادات.
ووجه «طه» خلال فقرته انتقادات للصحافة والإعلام متهما إياهما بالتدخل في حياة الفنانين وسخر من فكرة مطالبة الجمهور للفنان بأن يكون قدوة للمجتمع وهو ما اعتبره البعض استهزاء غير مقبول.
وتسببت الفقرة في ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل حيث رأى كثيرون أن طه الدسوقي تحدث بتعالي واستهتار وأنه لم يصل بعد إلى مستوى النضج الفني الذي يخول له إطلاق مثل هذه التصريحات في افتتاح مهرجان فني كبير، معتبرين أن ما قاله كان بعيدا عن الذوق والاحترام الواجب في حدث بهذا الحجم.
يسرا ويوسف شاهين
وفي ندوة أقيمت ضمن فعاليات المهرجان لتكريم المخرج الراحل يوسف شاهين، أثارت الفنانة يسرا جدلًا واسعًا بعد تصريحاتها العفوية التي قالت فيها: «كنت ساكنة عند خالتي وجوزها ومكنش عندي بيت لوحدي وفجأة يوسف شاهين دخل أوضة نومي خالتي قالت لي مين ده؟ قلتلها ده الأستاذ يعمل اللي هو عايزه».
وعلق المنتج جابي خوري ضاحكا: «وعمل اللي هو عايزه»، لترد يسرا بالضحك: «طبعًا 100% عمل اللي هو عايزه».
رقصة ساويرس ونانسي عجرم
لم يتوقف الجدل عند الإطلالات والتصريحات فقط، بل امتد إلى الاحتفالات الجانبية بعد تداول فيديو لرجل الأعمال نجيب ساويرس يرقص مع الفنانة نانسي عجرم خلال إحدى سهرات مهرجان الجونة.
ورأى البعض أن المشهد عفوي وطبيعي ضمن أجواء الاحتفال، بينما اعتبره آخرون مبالغا فيه ولا يليق بمهرجان فني حتى أن كان خاص، وشبهه الجمهور بما يحدث من هرجلة في مولد السيد البدوي في إشارة إلى الفوضى والصخب الذي طغى على الأجواء.
هجوم ودعوات لإعادة الانضباط
من جانبه، قال الناقد الفني حسين شمعة: «للأسف الشديد أنا حزين مما يحدث في مهرجان الجونة، من المؤسف أن يكون على أرض مصر مهرجان بهذا الشكل، حيث أصبح المهرجان عبارة عن سباق للفنانات على من تظهر بأفضل فستان ومن ستكشف أكثر لتصبح نجمة كما حدث في الموقف المحرج مع إلهام شاهين وعدد من الفنانات اللواتي ارتدين ملابس غير طبيعية».
وأوضح «شمعة» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن عدد الحضور في المهرجان كبير وغريب وهناك أشخاص لا علاقة لهم لا بالفن ولا بالمهرجان، مشيرا إلى أن المهرجان تحول إلى صراع على اللقطة والشهرة أكثر من كونه حدثا فنيا.
وناشد وزارة الثقافة والجهات المختصة بإعادة النظر في استمرار مهرجان الجونة بهذا الشكل.
كما علّق على الفيديو المنتشر للفنانة يسرا خلال ندوة يوسف شاهين، مؤكدًا أنه كلام غير لائق وأثار غضب الجمهور ولا يليق بتاريخها أو بقيمة المهرجان، خاصة وأنها تجاوزت الستين عامًا.
وأضاف «شمعة»، أن المهرجان الوحيد المعترف به رسميًا في مصر هو مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يتميز بالوقار والرسمية، أما مهرجان الجونة فأصبح يسيء لصورة مصر ولهذا يطالب بإلغاء تراخيصه لأنه يقدم صورة سطحية ومخجلة تؤثر سلبًا على الأجيال.
وفيما يخص الفنان طه دسوقي، قال «شمعة» إنه يفتقر للوعي ولا يدرك قيمة الصحافة الفنية في مصر، ويغلب عليه الغرور ولا يعرف الفرق بين الباباراتزي والصحافة الحقيقية التي تضم كبار النقاد والكتاب.
وأوضح أنه أثار الجدل في حفل الافتتاح دون أن يدرك أن شهرة أي فنان أساسها دعم الصحافة الفنية، حتى في ظل وجود السوشيال ميديا.
وأكد أن الصحافة الفنية ستظل قائمة وتدعم الفنان الحقيقي الموهوب أما طه دسوقي الذي ظهر في حفل الافتتاح بهذا الشكل، فلا يمثل الفن.
وقال «شمعة»: «أرفض الكتابة عنه كفنان وإن كُتب اسمه فسيكون بين قوسين (السنيد) لأن الصحافة الفنية ستبقى رغم السوشيال ميديا فهي أساس المصداقية والتأثير في الوسط الفني».
المهرجان مظلوم
وفي سياق متصل، قال الناقد الفني ونائب رئيس رابطة كتاب ونقاد الفن أمين خيرالله، إن ما يحدث في مهرجان الجونة أمر مؤسف، إذ أصبح التركيز كله على الفساتين والمواقف الجانبية بدلا من الأفلام والفعاليات المهمة التي يقدمها المهرجان.
وأوضح «خيرالله» -في تصريحات خاصة لـ«النبأ»- أن المهرجان شهد عروض أفلام مميزة وورشا فنية مهمة إضافة إلى حضور عدد من نجوم العالم لكن للأسف الجمهور ووسائل التواصل الاجتماعي انشغلوا باللقطات المثيرة فقط مثل تصريحات طه دسوقي وهجومه على الصحافة أو مواقف بعض الفنانات مثل يسرا وأمينة خليل وزرار منة شلبي أثناء تكريمهن بدلًا من مناقشة مضمون الأفلام أو الندوات التي عقدت ضمن فعاليات المهرجان.
وأكد أن المشكلة ليست في إدارة المهرجان أو صناعه وإنما في الجمهور الذي أصبح يهتم بالمحتوى السريع والسطحي وفي بعض المواقع والمدونين الذين يسعون وراء «التريند» واللقطات الجريئة، مؤكدا أن ذلك يظلم المهرجان ويقلل من قيمته الحقيقية.
وأشار إلى أن مهرجان يساهم في دعم صناعة السينما المصرية والعربية ويخلق حالة من التفاعل بين صناع الأفلام المحليين والدوليين ولا يقتصر على الجانب الفني فحسب بل يلعب دورًا سياحيا مهمًا في الترويج لمصر كمقصد ثقافي وسياحي عالمي.
وقال «خيرالله»: «صناع المهرجان لا ذنب لهم في تركيز الجمهور على الفساتين فهي حرية شخصية ولا يمكن فرض Dress Code مغلق غير معقول بخلاف مهرجان القاهرة السينمائي الذي تنظمه الدولة ويقام داخل دار الأوبرا ويحضر فعالياته ضيوف يتم اختيارهم بعناية».
وأضاف أن ما يحدث من جدل حول المهرجان يعكس في الأساس ثقافة المجتمع نفسه لأن الجمهور يبحث عن اللقطة وليس عن المضمون رغم أن المهرجان يقدم محتوى سينمائيا متميزا وورشا احترافية.
واختتم الناقد أمين خيرالله تصريحاته قائلا: «ما قاله طه دسوقي من تلقيح على الصحافة عن الصحافة الفنية يعد تجاوزا غير مقبول، فالصحافة كانت وما زالت الداعم الأكبر للفن والفنانين ولولاها ما عرف الجمهور الكثير من الوجوه الجديدة ومن بينهم طه دسوقي نفسه».







