مشيخة الطرق الصوفية ترد على انتقادات مولد السيد البدوي: جدل مفتعل هدفه التريند

علقت المشيخة العامة للطرق الصوفية، على انتقادات رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبعض الإعلاميين لـ مولد السيد أحمد البدوي، مؤكدة أن الجدل المُثار حول المولد مصطنع ومفتعل لا يستند إلى واقعٍ أو علمٍ أو نيةٍ صالحة.
مشيخة الطرق الصوفية ترد على انتقادات مولد السيد البدوي: جدل مفتعل هدفه التريند
وذكرت المشيخة، في بيان مساء اليوم الأحد، أن الجدل الدائر هو محاولة متكررة لافتعال ضجيج إعلامي بحثًا عن الترند وزيادة المشاهدات على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي للمجتمع المصري، الذي ظلّ عبر قرونه وفي جميع طبقاته يكنّ لـ السيد البدوي وأضرابه من أولياء الله الصالحين المحبة والاحترام.
وأكدت مشيخة الطرق الصوفية، أن الاحتفال الرسمي للمشيخة بمولد السيد البدوي هذا العام جاء في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمَّن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي، ومواقفه الوطنية والإيمانية، واختُتم بالابتهالات والمدائح النبوية الخاشعة في أجواءٍ من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وشددت المشيخة، على اشتراطها في جميع الاحتفالات بالموالد عددًا من الضوابط؛ تتمثل في: الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ في الأقوال والأفعال، وإقامة الشعائر المشروعة: الذكر، والصلاة على النبي ﷺ، والصدقة، وخدمة الخلق، وإنكار ما قد يطرأ من مخالفات أو إسراف أو خلطٍ بين الجدّ واللهو، والتعاون مع الجهات الرسمية لضمان التنظيم والأمن والانضباط.
كما أكدت أن وجود تجاوزاتٍ محدودة لا ينفي مشروعية الأصل، بل يستوجب التصحيح بالحكمة والموعظة الحسنة.
وذكرت مشيخة الطرق الصوفية، في بيان أصدرته باسم الدكتور عبدالهادي أحمد القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية أنها إذ التزامها بحماية التراث الروحي الأصيل، فإنها تؤكد أن طريقها هو الإصلاح بالعلم، والردّ بالحجة، والتربية بالمحبة، وأنّ من واجب الجميع صيانة مقامات أولياء الله من التشويه أو العبث، ورفض محاولات استغلال الرموز الدينية في تحقيق مكاسب إعلامية زائفة أو نشر الفتنة بين أبناء الوطن.
وأضافت: "إنّ الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين شعيرةٌ مشروعة وموروثٌ أصيل من ميراث الأمة الإسلامية، أقرّ مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة ومنها فتاوى (رقم 2025 بتاريخ يونيو 2008)، (رقم بتاريخ 16 سبتمبر 2021) أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت، وأنّ الطعن في نسبه أو ولايته محرّم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين".
ولفتت المشيخة إلى أن جمهور المولد يضمّ قطاعًا واسعًا من عامة المصريين الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء، ولا ينتمون بالضرورة إلى الطرق الصوفية، ومن ثمّ فإن نسبة أي تجاوزٍ إلى التصوف هي تضليلٌ مقصود، فالتصوف الأزهري الوسطي كما جاء على لسان العالم الجليل والمحدث الكبير الدكتور أحمد عمر هاشم "لم يخرج من عباءته متطرفٌ أو منحرف رغم امتداده الكبير، وكان دائمًا مدرسةً في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلوّ والانقسام".