كيف تساعد كابلات الانترنت البحرية في إنقاذ الحيتان المهددة بالانقراض؟

نشر علماء أمريكيون مؤخرًا ما يقارب من ميل واحد من كابلات الانترنت من الألياف الضوئية في بحر ساليش لاختبار قدرة كابلات الانترنت على مراقبة الحيتان المهددة بالانقراض.

فكرة المشروع

يقوم هذا المشروع الطموح على فكرة أن الخيوط الرفيعة جدًا التي تحمل إشارات الإنترنت يمكن تحويلها إلى ميكروفون مستمر تحت الماء، والغرض منه: التقاط نقرات وأصوات وصفارات الحيتان العابرة، مما يوفر بيانات مهمة حول استجاباتها لحركة السفن وندرة الغذاء وتغير المناخ. 

وفي حال نجاحها، يُمكن لآلاف الأميال من كابلات الألياف الضوئية الحالية، التي تتقاطع في قاع المحيط، أن تُصبح شبكة استماع عالمية واسعة، تُحدث ثورة في جهود الحفاظ على البيئة حول العالم.

وطُوّرت هذه التقنية، المُسماة "الاستشعار الصوتي الموزع"، لمراقبة خطوط الأنابيب واكتشاف مشاكل البنية التحتية. ويعمل العلماء الآن على تكييفها للاستماع إلى المحيط. 

فعلى عكس أجهزة الهيدروفون التقليدية التي تستمع من نقطة واحدة، تُحوّل الألياف الكابل بأكمله إلى مُستشعر، مما يسمح لها بتحديد الموقع الدقيق للحيوان واتجاهه.

ويمكن أن نتخيل وجود آلاف أجهزة الهيدروفون على طول الكابل تُسجّل البيانات باستمرار، حيث يُمكننا معرفة أماكن الحيوانات والتعرف على أنماط هجرتها بشكل أفضل بكثير من أجهزة الهيدروفون.

وقد أثبت الباحثون بالفعل فعالية هذه التقنية مع حيتان البالين الكبيرة، وفي اختبار آخر، سجّل الباحثون هدير الحيتان الزعنفية والحيتان الزرقاء منخفض التردد باستخدام كابلات اتصالات متوفرة.

الكفاح من أجل البقاء

الحيتان المهددة بالانقراض يبلغ تعدادها حوالي 75 حوتًا، وتواجه الحيتان تهديدًا ثلاثيًا: التلوث الضوضائي تحت الماء، والملوثات السامة، وندرة الغذاء.

علاوة على ذلك انخفضت أعداد سمك السلمون شينوك الذي تعتمد عليه الحيتان القاتلة بشكل كبير، بنسبة ٦٠٪ بسبب فقدان الموائل، والصيد الجائر، والسدود، وتغير المناخ.

وتستخدم الحيتان القاتلة تحديد الموقع بالصدى - وهي نقرات سريعة ترتد عن الأجسام - للعثور على سمك السلمون في المياه العكرة، ويمكن لضوضاء السفن أن تحجب هذه النقرات، مما يُصعّب عليها الصيد.

إذا نجح نظام تحديد المواقع بالصدى (DAS) عبر كابلات الانترنت، فقد يُزوّد ​​العلماء بمعلومات آنية لحماية الحيتان. على سبيل المثال، إذا رصد النظام حيتانًا قاتلة متجهة جنوبًا نحو سياتل وقام بحساب سرعة رحلتها، فقد يُنبه العلماء عبارات ولاية واشنطن لتأجيل الأنشطة الصاخبة أو التباطؤ حتى تمر الحيتان.

كما ستجيب هذه التقنية على أسئلة أساسية حول سلوك الحيتان القاتلة استعصت على العلماء، مثل تحديد ما إذا كان تواصلها يتغير عندما تكون في حالات سلوكية مختلفة، وكيف تصطاد معًا، وقد يُمكّن هذا الباحثين من تحديد أي صوت صادر عن حوت مُحدد - وهو نوع من التعرف الصوتي للحيتان القاتلة.