الاقتراب من الموت.. تجربة نفسية لا يتمناها أحد

تشمل تجربة الاقتراب من الموت، العديد من أحاسيس الخروج من الجسد، ومشاعر السلام العميق، وإعادة مشاهدة أحداث الحياة الرئيسية، ومواجهة كائنات روحية، ومشاعر زيارة عالم آخر، وجميعها وإن كانت تتسم بشئ من الوهم، إلا أنها تمثل تجربة نفسية سيئة لمن يعاني منها.
ولكن العديد من الأفراد يواجهون "مشاكل عودة" أكبر من مشاكل الاقتراب من الموت نفسه، وغالبًا ما يُعانون من العودة المُفاجئة إلى الحياة اليومية، والتي قد تبدو فجأةً تافهة مقارنةً بالسلام العميق الذي اختبروه خلال تجربة الاقتراب من الموت، وقد يؤدي هذا إلى الاكتئاب والغضب والشعور العميق.
رد الفعل الإيجابي
وأشارت الدراسة إلى أن رد الفعل الإيجابي والداعم من الأشخاص هو العامل الأهم في تحديد ما إذا كانوا سيجدون المساعدة التي يحتاجونها للتعافي مما قد يكون رحلة مؤلمة.
ليس كل من مرّ بتجربة الاقتراب من الموت سيجد صعوبة في فهم هذه التجربة، لكن ما نكتشفه في الأبحاث هو أنه كلما زادت شدة تجربة الاقتراب من الموت زادت احتمالية تغييرها للأشخاص، وليس كل تجربة اقتراب من الموت ممتعة.
وأفاد الباحثون بأن "نسبة ضئيلة من تجارب الاقتراب من الموت تكون مؤلمة"، وأشاروا لاحقًا إلى تقديرات تشير إلى حدوثها فيما لا يقل عن 10%، وربما تصل إلى 22% من تجارب الاقتراب من الموت المبلغ عنها.
وبالنسبة للعديد من الذين مروا بهذه التجربة، يصفها الكثير منهم بأنها أكثر واقعية من الحياة الواقعية، وأن الحياة الواقعية، بالمقارنة، تبدو وكأنها حلم. سيتذكرونها لسنوات وعقود بعد ذلك، بل ويقولون إنها كما لو كانت حدثت أمس.
ووجد الباحثون أن 64% من المشاركين طلبوا الدعم بعد تجربة الاقتراب من الموت من مصادر تشمل أخصائيي الصحة النفسية والمرشدين الروحيين والمجتمعات الإلكترونية، وأن الغالبية العظمى (78%) وجدته مفيدًا.
وكان أولئك الذين عانوا من تجارب اقتراب من الموت أكثر حدة أو لديهم تاريخ سابق من الصعوبات النفسية أكثر عرضة بشكل ملحوظ للحاجة إلى المساعدة وطلبها.
ومن العوامل الأخرى التي جعلت الدعم أكثر فائدة؛ الصحة النفسية الجيدة، والطفولة السعيدة، والمساعدة من المنظمات المتخصصة في تجارب الاقتراب من الموت.