سقوط العجوز أمام الأتوبيس يشعل الغضب.. والأجهزة الأمنية تبدأ التحقيق في الواقعة

تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مقطع فيديو قصير لا تتجاوز مدته 14 ثانية، أثار حالة من الجدل والغضب بعد أن وثّق لحظة سقوط رجل مسنّ أثناء محاولته اللحاق بأتوبيس نقل عام في إحدى المناطق الشعبية.
ذهول المارة وصرخات استغاثة
ويُظهر الفيديو العجوز وهو يحاول الصعود إلى الأتوبيس، بينما منعه التباع من الركوب وأغلق الباب في وجهه، قبل أن يتحرك السائق فجأة، ليسقط الرجل أرضًا بقوة ويرتطم وجهه بالأسفلت، وسط صرخات المارة وذهول الركاب.
الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم خلال ساعات، أظهر حالة ارتباك وفزع بين المتواجدين في المكان، حيث حاول بعضهم الاقتراب لإنقاذ الرجل، بينما واصل الأتوبيس طريقه دون توقف.
وتحوّل المشهد إلى موجة غضب شعبية على مواقع التواصل، إذ اعتبر كثيرون أن ما حدث يمثل استهتارًا بأرواح المواطنين وسلوكًا غير إنساني من العامل والسائق تجاه رجل مسنّ.
وتداول رواد "فيسبوك" الفيديو مصحوبًا بعشرات التعليقات الغاضبة التي طالبت وزارة الداخلية ووزارة النقل بسرعة التحرك، لضبط السائق والعامل المتورطين في الحادث، والتحقيق في الواقعة، خاصة وأن الفيديو يوثّق اللحظة بوضوح.
وأكد مستخدمون أن ما حدث يسلّط الضوء على تكرار مشاهد الإهمال والعنف اللفظي والجسدي في وسائل النقل العامة، مطالبين بضرورة وضع رقابة صارمة على سائقي الأتوبيسات والعاملين بها.
تحرك أمني عاجل لفحص الفيديو
من جانبها، بدأت الأجهزة الأمنية في فحص مقطع الفيديو لتحديد مكان وزمان الواقعة، والتوصل إلى هوية السائق والعامل المسؤولين عن الأتوبيس، والتحقق من مدى صحة ما ورد في المقطع.
وأكد مصدر أمني أن الفيديو يخضع حاليًا لتحليل دقيق من خلال فحص الكاميرات المنتشرة في محيط المنطقة التي يُرجح تصوير المقطع بها، تمهيدًا لضبط أطراف الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأشار المصدر إلى أنه فور تحديد المتورطين سيتم استدعاؤهم للتحقيق للوقوف على ملابسات الحادث، فيما تواصل النيابة العامة متابعة التطورات عن كثب، تمهيدًا لإصدار قرارها عقب تلقي نتائج التحريات.
الحادث أعاد إلى الأذهان مشاهد مشابهة شهدتها شوارع القاهرة والجيزة خلال الأشهر الماضية، لضحايا سقطوا بسبب السرعة، أو التهور، أو الإهمال المهني.
ويرى مختصون أن الواقعة تعكس الحاجة إلى تدريب وتأهيل العاملين في النقل العام على التعامل الإنساني مع الركاب، خصوصًا كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، وتطبيق عقوبات رادعة بحق كل من يثبت تورطه في تصرفات تهدد حياة المواطنين.