رئيس التحرير
خالد مهران

رئيس مدغشقر يهرب على متن طائرة بعد احتجاجات جيل زد ضده

النبأ

شهدت مدغشقر واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة في تاريخها السياسي الحديث، حيث أكدت مصادر رسمية ومعارضة أن الرئيس أندري راجولينا غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية، عقب انتفاضة واسعة قادها جيل الشباب المعروف باسم "زد".

وتأتي هذه التطورات لتعكس الغضب الشعبي في مدغشقر ضد الفساد وسوء الحكم وتدهور الأوضاع الاقتصادية.

تفاصيل مغادرة الرئيس من البلاد

قال زعيم المعارضة البرلمانية سيتيني راندريانا سولونيايكو إن الرئيس “غادر مدغشقر مساء الأحد بعد انضمام وحدات من الجيش إلى المحتجين”.

وأضاف أن ديوان الرئاسة أكد المغادرة، لكن الوجهة ما تزال مجهولة.

ورغم غياب البيان الرسمي، ظهر راجولينا في خطاب مسجل، موضحًا أنه انتقل إلى “مكان آمن لحماية حياته” متعهدًا بعدم السماح بتدمير مدغشقر.

الدور الفرنسي في الإجلاء

أكد مصدر عسكري أن الرئيس غادر عبر طائرة فرنسية من طراز "كازا" أقلعت من مطار "سانت ماري"، بعد نقله بمروحية.

وأشارت إذاعة "آر إف أي" إلى وجود اتفاق مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتأمين الخروج.

وفي تصريحات من القاهرة، شدد ماكرون على ضرورة الحفاظ على النظام الدستوري في مدغشقر، محذرًا من استغلال مطالب الشباب من قبل الفصائل العسكرية.

انتفاضة جيل "زد"

بدأت الاحتجاجات في 25 سبتمبر بسبب أزمات المياه والكهرباء، قبل أن تتطور إلى انتفاضة ضد الفساد.

وانضم فيلق النخبة العسكري "كابسات" إلى المتظاهرين، مؤكدًا رفضه إطلاق النار على المدنيين، بل وشارك في حماية المسيرات الشعبية في العاصمة أنتاناناريفو.

تغييرات سياسية مرتقبة

مع تصاعد الأزمة، تمت إقالة رئيس مجلس الشيوخ، وتعيين جان أندريه ندريمانجاري مؤقتًا.

وبحسب الدستور، فإن رئيس مجلس الشيوخ يتولى الرئاسة بالإنابة في حال شغور المنصب، ما يفتح الباب أمام مرحلة انتقالية جديدة في مدغشقر بانتظار الانتخابات المقبلة.

انقلاب وفساد في الإدارة

وصل الرئيس أندري راجولينا للسلطة بعد انقلاب 2009، وتعتمد مدغشقر تعتمد على صادرات والنيكل والكوبالت والروبيان، لكنها تعاني من الفساد وسوء الإدارة.

شهدت البلاد مرارًا اضطرابات سياسية جعلت الاستقرار أمرًا هشًا، وتعد انتفاضة الشباب في مدغشقر ضمن موجة احتجاجات أوسع في دول إفريقية ونامية.