جريمة بشعة تهز القليوبية.. أب يغتصب ابنته والمفتي يتسلم أوراقه

قررت محكمة جنايات بنها، برئاسة المستشار ياسر بدوي إبراهيم سنجاب، وعضوية المستشارين مصطفى فوزي حسن عبد الله وأحمد عمر حسين محمد، إحالة أوراق عامل خردة متهم بالتعدي على ابنته القاصر إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وذلك بعد ثبوت ارتكابه جريمة بشعة استمرت 3 سنوات كاملة داخل منزل الأسرة بقرية كفر علوان التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، وحددت المحكمة جلسة الثالث من نوفمبر المقبل للنطق بالحكم النهائي.
تفاصيل القضية
كشفت التحقيقات في القضية رقم 26178 لسنة 2024 جنح مركز طوخ، والمقيدة برقم 3233 لسنة 2024 كلي شمال بنها، أن المتهم "وائل م. م."، البالغ من العمر 40 عامًا، ويعمل عامل خردة، استغل غياب زوجته المتكرر عن المنزل بسبب عملها، لينفذ جريمته البشعة ضد ابنته الطفلة "ن. و. م." التي لم تتجاوز الثامنة عشرة من عمرها.
وبحسب ما ورد في أمر الإحالة، فقد كان المتهم يتحيّن خلو المنزل من الأم، فيتسلل إلى غرفة نوم الطفلة أثناء نومها، ويعتدي عليها جنسيًا بغير رضاها، مهددًا إياها في كل مرة ومتوعدًا إياها حال إخبار أحد بما يفعله.
وأوضحت النيابة العامة أن الأب الجاني استغل سطوته الأبوية ونفوذه الأدبي على ابنته، مستغلًا ضعفها وخوفها منه، لتكرار فعلته لسنوات طويلة دون أن تتمكن من الإفصاح عما تتعرض له من انتهاك داخل بيتها الذي يفترض أن يكون مأمنها.
وأشار أمر الإحالة إلى أن المتهم ارتكب جريمته «حال كونه من أصول المجني عليها ومن المتولين تربيتها وملاحظتها»، وهو ما يُعد ظرفًا مشددًا للعقوبة في مثل هذه القضايا وفقًا لقانون العقوبات المصري.
بدأت خيوط الجريمة تتكشف عندما لاحظت الأم تغيّرًا حادًا في سلوك ابنتها، التي بدت عليها علامات الخوف والانطواء والاضطراب النفسي. وبعد مواجهات متكررة ومحاولات مطولة لمعرفة السبب، انهارت الطفلة واعترفت بما كان يفعله والدها على مدار ثلاث سنوات، لتسرع الأم بتقديم بلاغ رسمي إلى قسم شرطة طوخ.
على الفور، انتقلت الأجهزة الأمنية، وتم ضبط المتهم وإحالته إلى النيابة العامة التي واجهته بالاتهامات، فأنكر في البداية، لكن الأدلة والتقارير الطبية أكدت صحة رواية المجني عليها.
التحقيقات والاعترافات
خلال جلسات التحقيق، سردت الطفلة تفاصيل مؤلمة عمّا كانت تتعرض له، مؤكدة أن والدها كان يهددها بالقتل إذا أخبرت أحدًا، وأكدت التقارير الطبية الشرعية وجود آثار تشير إلى تكرار التعدي عليها لفترة طويلة.
كما استمعت النيابة إلى شهادة الأم، وعدد من الجيران الذين أشاروا إلى أن الطفلة كانت تظهر عليها علامات خوف دائم من والدها.
إحالة إلى المفتي
وبعد استعراض الأدلة وسماع المرافعات، رأت المحكمة أن الواقعة تمثل جريمة كاملة الأركان من جرائم الاغتصاب المقترن بانتهاك العرض من الأصول، وهو ما يستوجب توقيع أقصى العقوبات.
وأصدرت المحكمة قرارها بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة 3 نوفمبر المقبل للنطق بالحكم.
العقوبة القانونية
ينص المادة 267 من قانون العقوبات على أن كل من واقع أنثى بغير رضاها يُعاقب بالإعدام أو السجن المؤبد، وتُشدد العقوبة إلى الإعدام إذا كان الجاني من أصول المجني عليها أو من المتولين تربيتها أو ملاحظتها، وهو ما ينطبق تمامًا على حالة المتهم.