كيف تُكافح فضلات البطاريق الاحتباس الحراري؟

تُنتج مستعمرات البطاريق أطنانًا من الفضلات سنويًا؛ لدرجة أن الأمونيا التي تنتج عن تلك الفضلات تُؤثر على الطقس، ولكن بشكل إيجابي، حيث يمكنها حماية الأرض من الاحتباس الحراري.
بما أن لا شيء فيها سوى البحر والجليد يمتدان لمئات الأميال، فلا شيء يُميز حاسة الشم البشرية سوى بضع جزيئات من بخار الماء، بمجرد أن تُصادف كائناتٍ حية، تُستبدل تلك الرائحة المنعشة بروائح الحياة المتنوعة.
ما كمية براز البطاريق؟
قد تكون طيور البطريق من أكثر الطيور ظرافةً وجمالًا في عالم الحيوان، بشكلها الرسمي الأنيق، ولكن برازها - وليس سحرها فحسب - يُحدث تأثيرًا كبيرًا على كوكبنا.
تُصدر مستعمرات البطاريق الكبيرة رائحة نفاذة لأنها غنية بالنيتروجين والأمونيا المنبعثة، ويقول العلماء الذين يدرسون هذه المستعمرات إن الرائحة تضربك حتى قبل أن تظهر البطاريق.
براز البطريق مرئي من الفضاء
لا يقتصر براز البطريق على رائحته الكريهة فحسب، بل يصبح كثيفًا أيضًا، حيث تصبح هذه البقع كبيرة جدًا لدرجة أن العلماء يستطيعون رصد فضلات الطيور الضخمة من الفضاء، وتساعد هذه البقع ذات الرائحة الكريهة الباحثين على تحديد مواقع ورصد تحركات المستعمرات في المناطق النائية.
في حين أن هذه الطبقات من الفضلات توفر مغذيات للطحالب التي يمكن أن تساعد في امتصاص ثاني أكسيد الكربون فوق أنتاركتيكا الحساسة للمناخ، حيث يعتقد العلماء أن براز البطريق يساعد في حماية أنتاركتيكا بطرق أقل وضوحًا.
سحب البراز الضارة تنقذ الموقف
مع قدرة مستعمرة البطريق على إنتاج مئات الأطنان من النفايات سنويًا، فإن فضلات الطيور لا ينتج رائحة كريهة فحسب، بل يطلق أيضًا ما يكفي من الأمونيا للتأثير على الطقس.
وعادةً، الجسيمات الوحيدة التي تطفو هي قطرات من الملح والماء، وعندما تلتقي هذه القطرات بالأمونيا المنبعثة من فضلات الطائر، تبدأ بالالتصاق ببعضها. ومع ازدياد التصاق هذه القطرات وازدياد حجمها، تبدأ بتكوين غيوم ضخمة تجوب المشهد الجليدي.
فكيف تُحارب غيوم فضلات البطاريق المُنجرفة الاحتباس الحراري؟ الغيوم مهمة للمناخ لأنها ساطعة وبيضاء، وتنتشر في السماء، وتساعد هذه السحب على عكس الحرارة بعيدًا عن جليد أنتاركتيكا الحساس.
مع مساهمة هذه السحب في الحماية من ارتفاع درجة حرارة الجليد عند القطب، يتضاعف تأثيرها في مكافحة عوامل تغير المناخ المحددة، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر.