رئيس التحرير
خالد مهران

تحليل مباراة القمة.... السيئ يفوز على الأسوأ

النبأ

في مباراة لا يرتقي مستواها لكلمة جيد، نجح النادي الأهلي في تحقيق الفوز على ضيفه نادي الزمالك بهدفين مقابل هدف واحد في إطار مباريات الإسبوع التاسع بالدوري العام. 

 المباراة كانت ليس بها فنيات كثيرة، أو حتى شغل مدربين من الممكن أن نشيد به أو نتحدث عنه بشكل كبير، ولكن يمكن القول أن السيئ فاز على الأسوأ،، ووصف السيئ والأسوأ هنا المقصود به المديران الفنييان للفريقين عماد النحاس “ السيئ" ويانيك فيريرا "الأسوأ"، ولكن نقطة واحدة هي التي ممكن أن نشيد فيها بعماد النحاس وهي جزئية الجرأة والرغبة الأكبر في المكسب والفوز، على عكس فيريرا المرتعش الذي أثبتت هذه المباراة بشكل قاطع أن تدريب الزمالك أمر كبير عليه وأنه لا يملك المقومات الشخصية ولا الفنية التي تؤهله لقيادة فريق كبير بحجم نادي الزمالك. 

 

بدأ عماد النحاس المباراة بطريقة 4-3-3، وكان تشكيله كالأتي: 

 

حراسة المرمى: محمد الشناوي  
خط الدفاع: محمد هاني - ياسر ابراهيم - ياسين مرعي - أحمد نبيل كوكا 

خط الوسط: مروان عطيه - محمد علي بن رمضان - محمود حسن تريزيجيه 

الهجوم: طاهر محمد طاهر - أشرف بن شرقي _ محمد شريف 

 

وعلى الجانب الأخر اعتمد البلجيكي فيريرا على نفس الطريقة التي اعتاد عليها وهي 4-2-3-1 

وجاء التشكيل الزمالكاوي كالتالي 

حراسة المرمى: محمد صبحي 

خط الدفاع- عمر جابر- محمد إسماعيل- حسام عبد المجيد - محمود بن تايج 

خط الوسط: نبيل عماد دونجا - عبدالله السعيد  

امامهم الثلاثي: ناصر ماهر وخوان الفينا وأدم كايد 

وفي الهجوم: عدي الدباغ 

 

الشوط الأول: 

 

بدأ الاهلي المباراة معتمدًا على إسلوب الضغط العالي بشكل مبالغ فيه على حساب مناطق التأمين الخاصة بدفاعاته ووسط ملعبه، حيث كانت البداية بتواجد 6 لاعبين دفعة واحدة من الأهلي في وسط ملعب الزمالك لحظة تحضير الفريق الأبيض لهجماته، واسفر هذا الإسلوب الغير عقلاني عن إنفرادين ضائعين للزمالك في الدقيقة 4 لعدي الدباغ والدقيقة 10 لناصر ماهر، ولولا ستر الله على عماد النحاس لكانت انقبلت الأمور تمامًا على فريقه، حيث أن اسلوب لعبه كان سببًا كبيرًا في وجود فراغات ومساحات هائلة في خط دفاعه، ولولا رعونة فيريرا المدير الفني للزمالك لكان اختلف الأمر تمامًا. 

 

الزمالك في أغلب أوقات اللعب لم يكن صاحب السيطرة ولا الاستحواذ، ورغم أن الفريق على الورق كان ينتشر بشكل جيد وكان هناك تقارب خطوط ومساحات بشكل كبير، ولكن ضغط الفريق كان ضعيفًا جدًا ولم تكن هناك أي شراسة بعكس لاعبي الأهلي الذين كانوا يقاتلوا على كل كرة مما جعلهم يفوزوا بأغلب الالتحامات خلال اللقاء،  

 

ومن الممكن أن نقول أن سيطرة الأهلي على مجريات اللعب في الشوط الأول كانت دون خطورة أو فاعلية، وكانت اعتمادها في الأغلب على محاولة الإختراق عن طريق لقطات فردية من لاعبي الخط الهومي أو الثنائي تريزيجيه وبن رمضان اللذان كانا يعتبران ضمن خط الهجوم وليس وسط الملعب، مما أثر على مناطق التحضير في الأهلي وتسبب في كم مساحات هائلة لم يستطع الزمالك استغلالها. 

 

ورغم نجاح الزمالك في التقدم عن طريق ركلة جزاء في الدقيقة 25 عن طريق حسام عبد المجيد، إلا أن الزمالك كعادته لم يستثمر هذا التقدم وتراجع بشكل كبير أكثر مما كان متراجع، واعتمد على إسلوب اللعب تحت الكرة وترك السيطرة والاستحواذ للأهلي ولم يتمكن حتى من لعب مرتدات سريعة كانت كفيلة بأن تنهي المباراة في شوطها الأول 

 

وقد وضح خلال المباراة اعتماد النحاس بشكل كبير على الجبهة اليسرى التي يتواجد فيها بن شرقي وتريزيجيه من أجل اختراق دفاعات الزمالك معتمدًا على أي حل فردي من الثنائي قد يمكنه من تسجيل أهداف،  

 

وظل الأهلي مسيطر بشكل عرضي على ملعب المباراة، وكان تواجد الغالبية العظمي من لاعبي الفريق في الثلث الدفاعي لفريق الزمالك، ولكن دون وجود أي خطورة حقيقية أو تهديد على مرمى محمد صبحي. 

 

 

الشوط الثاني 

 

بداية الزمالك في الشوط الثاني وضحت كيف سيسير اللقاء، الأمر لم يصل فقط لمرحلة الرعونة أو التراجع، بل أن منذ أول 5 دقائق حدث أكثلا من موقف يبين أن لاعبي الزمالك يدافعون وأن المتبقي من اللفاء 5 دقائق فقط، تشتيت للكرة من الدفاع في مواقف كان من السهل جدا التمرير واللعب بشكل طبيعي، ليرمي الزمالك بالكرة في ملعب الأهلي والذي استغل الموقف بطريقة مثالية وسيطر على الشوط الثاني سيطرة تامة دون أي مناوشات من الزمالك المستسلم. 

 

وقد وضحت الرغبة لدى لاعبي الأهلي على العودة للمباراة بشكل كبير، وبدأ تدوير الكرة في ناطق الخطورة لدى الزمالك يتطور مع سير اللقاء، حتى نجح البديل حسين الشحات في إدراك التعادل ومن ثم التسبب في ركلة جزاء لفريقه ليحرزها تريزيجيه ويعطي تقدم مستحق للأهلي. 

 

وبعد أن تقدم الأهلي في النتيجة كان من الممكن أن يضاعف الفريق الأحمر عدد الأهداف في أكثر من لقطة، ولكن بسبب سوء التعامل مع الهجمات لم تشكل هذه الهجمات أي خطورة على مرمى محمد صبحي. 

 

ملاحظات:  

يانيك فيريرا المدير الفني للزمالك أدار المباراة وكأنه ليس مدرب كرة قدم من الأساس، قد يكون قام بالتجهيز للمباراة بشكل جيد وقد وضحت بعض معالم هذه التجهيزات خلال الشوط الأول، ولكنه أدار المباراة وكأنه شخص لا يعرف شيئًا عن كرة القدم من الأساس، سواء على مستوى التغييرات من حيث توقيتها أو التغييرات في حد ذاتها، بالرغم من أن الفريق كان يعاني منذ انطلاقة الشوط الأول إلا إنه لم يتحرك إلا بعد إدراك الأهلي التعادل، رغم أن الفريق كان يعاني بشكل كبير على أرض الملعب وكان يحتاج للتدخل بشكل سريع، كما أنه هو المسئول الأول عن حالة التراخي التي ظهر عليها الفريق طوال المباراة بشكل عام وخلال الشوط الثاني بشكل خاص، لو أن رجلًا عاديًا مجرد أنه متفرج عادي لرياضة كرة القدم فبكل تأكيد كان سيدير المباراة بطريقة أفضل من هذا البلجيكي. 

 

 

2- عماد النحاس قدم مباراة سيئة هو الأخر ولكنه تلقى مساعدات كبيرة من المدبر الفني للزمالك مع مساعدة كبيرة من القدر الذي كان سببًا في نزول حسين الشحات بدلًا من طاهر محمد طاهر الذي لم يقدم أي شئ يذكر طوال المباراة. 

إسلوب لعب النحاس كان غير مناسب للمباراة بالمرة ولا بالحالة التي يمر بها الفريق الأحمر خلال الفترة الأخيرة، حتى أن التغيير الذي غير مسار المباراة كان إجباريًا عليه بسبب إصابة طاهر  

 

3- الأهلي اعتمد في أغلب محاولاته على اللقطات الفردية من لاعبيه وبالأخص من أشرف بن شرقي وتريزيجيه، وكانت هناك تعليمات واضحة للثنائي بتشكيل جبهة للضغط على عمر جابر ومحاولة الإختراق من الجبهة اليمنى، حتى أن الملعب في الشوط الأول كان يميل بشكل كبير في هذه الناحية 

 

4- بن رمضان وتريزيجيه بالرغم من أنهما كانا على الورق في مركز 8 إلا إنهما كانا مرتكزان بشكل كبير في المنطقة ما بين خط وسط ودفاع الزمالك وبالقرب بشكل أكبر من مدافعي الزمالك، مما أجبر الفريق الأبيض على الإرتداد للخلف، ولكنه لم يستغل مسألة أن هذا الألسلوب من اللعب من المدير الفني للأهلي سيكون سببًا في كوارث دفاعية. 

 

5 - رغم سيطرة الأهلي الشبه كاملة على اللقاء إلا أن مرمى محمد صبحي حارس الزمالك لم يتعرض لأي خطورة حقيقية تُذكر، 

 

6- أدم كايد  لاعب ضعيف جدا وغير شرس سواء في ضغطه أو التحاماته، ويفتقد الكرة بشكل سريع جدًا، وإذا كان لاعب الكرة لا يجيد الإلتحامات فمن الأفضل أن يلعب لعبة فردية. 

 

7- عند إصابة عدي الدباغ كان من الأفضل نزول عمرو ناصر وليس ناصر منسي،  ، فعمرو ناصر لاعب سريع وخفيف الحركة ومشاكس ويمتلك رغبة كبيرة في إثبات نفسه، اما ناصر منسي فهو غير جاهز بدنيًا وواضح عليه الزيادة في الوزن بشكل كبير. 

 

8- رعونة لاعبي الزمالك وانكماش الفريق ظلمت البرازيلي خوان الفينا الذي لم يظهر إلا في لقطة واحدة فقط طوال المباراة 

 

9_ محمد هاني قدم مباراة جيدة، وكان مفتاح لعب مهم للأهلي طوال المباراة 

 

10- طاهر محمد طاهر لا يمتلك أي فنييات تؤهله للتواجد مع فريق مثل الأهلي، كل مميزاته الجانب البدني فقط لا غير، لكنه لا يمتلك أي فنييات تستطيع صنع الفارق في الثلث الهجومي مع فريق كبير مثل الأهلي. 

 

11- محمد شريف قدم مباراة سيئة جدا، ولكن يشفع له أسيست الهدف الأول للأهلي 

 

خلاصة القول في المباراة.. “السيئ “ عماد النحاس فاز على “الأسوأ " يانيك فيريرا.