رئيس التحرير
خالد مهران

الصواريخ الإيرانية تعود من جديد وسط تصاعد التوتر مع إسرائيل

صاروخ- أرشيفية
صاروخ- أرشيفية

تشير صور أقمار صناعية حديثة إلى أن إيران شرعت في إعادة بناء مواقع إنتاج الصواريخ التي تعرضت لغارات إسرائيلية خلال الأشهر الماضية، في خطوة يصفها محللون بأنها رسالة واضحة على استعداد طهران لمرحلة جديدة من المواجهة مع إسرائيل والولايات المتحدة.

تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية

تأتي هذه التحركات عقب العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، التي كشفت عن ثغرات في قدرات الدفاع الجوي الإيراني بعد تدمير بطاريات "إس 300". 

وردًا على ذلك، سارعت طهران إلى عقد صفقات عسكرية مع موسكو وبكين شملت مقاتلات "ميغ 29" و"سوخوي 35"، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي من طراز "إس 400" الروسية و"HQ-9" الصينية. 

ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تمثل ركيزة في خطة إيران لتعزيز الردع وحماية مجالها الجوي.

استراتيجية الصواريخ كخط دفاع رئيسي

يؤكد خبراء أن برنامج الصواريخ الباليستية يمثل "القلب النابض" للاستراتيجية الدفاعية الإيرانية، خاصة بعد ما اعتبرته طهران فشلًا في أدائها الجوي خلال "حرب الـ12 يومًا". رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف شدد على أن الرد على الاعتداءات الإسرائيلية يبقى مسؤولية مباشرة لإيران، فيما يبقى دور حزب الله مكملًا لا بديلًا.

موازنة بين التصعيد والدبلوماسية

بالتوازي مع التحركات العسكرية، تواصل طهران مسارًا دبلوماسيًا نشطًا يقوده وزير الخارجية عباس عراقجي عبر لقاءات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول أوروبية عدة. وتستهدف هذه الجهود الحفاظ على ما تبقى من الاتفاق النووي لعام 2015 وتفادي فرض عقوبات إضافية. ويشير محللون إلى أن إيران تحاول التوفيق بين الاستعداد العسكري والتحرك السياسي لضمان أمنها القومي دون الانجرار إلى مواجهة مفتوحة.

الردود الإيرانية على الاعتداءات

خلال الأشهر الأخيرة، تعرضت إيران لثلاث هجمات إسرائيلية كبيرة بالإضافة إلى اغتيال شخصيات بارزة، لكنها آثرت الرد المباشر دون الاعتماد على حزب الله أو أي فصيل آخر.

 ويرى مراقبون أن هذا النهج يعكس رغبة طهران في تأكيد استقلالية قرارها العسكري والسياسي، وإدارة مستوى التصعيد بمرونة مدروسة.

حسابات أميركية موازية

على الجانب المقابل، تعمل الولايات المتحدة على تطوير قنابل ذكية جديدة مصممة لاختراق المخابئ المحصنة، في إشارة إلى استعدادها لأي مواجهة محتملة مع إيران. هذه التطورات تكشف سباقًا متسارعًا بين واشنطن وطهران لتعزيز القدرات الهجومية والدفاعية في مرحلة حرجة من عمر الاتفاق النووي.