رئيس التحرير
خالد مهران

دراسة علمية تؤكد: في العلاقات العاطفية الطيور دائما على أشكالها تقع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"الطيور على أشكالها تقع" عبارة مناسبة جدًا في العلاقات العاطفية، فالمعتقدات الدينية المشتركة، والقيم، والانتماء السياسي، وحتى الذوق الموسيقي، جميعها تؤثر على الانجذاب والرضا في العلاقة. لكن دراسة حديثة حددت عاملًا آخر غير متوقع قد يُقرّب الأزواج من بعضهم البعض في العلاقات العاطفية، وهو تشابه تشخيص الصحة النفسية.

مفهوم تشابه تشخيص الصحة النفسية بين الأزواج ليس جديدًا. فبين عامي 1964 و1985، شملت العديد من الدراسات التي استكشفت أسباب اختيار الناس لشركائهم العاطفيين التشخيص النفسي كمتغير، ومع ذلك، لم تُجرَ أي دراسة واسعة النطاق وعابرة للثقافات حتى وقت قريب.

وفي دراسة حديثة تناولت الاضطرابات النفسية مثل؛ الاكتئاب، والقلق، واضطراب تعاطي المخدرات، والاضطراب ثنائي القطب، وفقدان الشهية العصبي، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد، واضطراب الوسواس القهري، والفصام. 

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين شُخِّصوا باضطراب نفسي لديهم احتمالية أعلى للزواج من شخص مصاب بنفس الاضطراب أو اضطراب مشابه، مقارنةً بزواجهم من شخص غير مُشخَّص به، ومع أن هذه النتيجة واضحة، إلا أن المؤلفين يُقرون بوجود بعض القيود عند تفسير النتائج.

أولها هو عدم تسجيل توقيت العلاقات والتشخيصات، هذا يعني أن التشخيص قد يكون حدث بعد بداية العلاقة، وبالتالي قد لا يكون نتيجة اختيار واعٍ.

علاوة على ذلك، قد تؤثر تحيزات مقدم الرعاية الصحية على احتمالية تشخيصه لشخص ما بحالة صحية نفسية محددة، ونظرًا؛ لأن العديد من الأزواج يتشاركون طبيب العائلة نفسه، فقد يؤثر ذلك على احتمالية تشخيصهم بحالة نفسية، وقد يكون قد أثر على النتائج التي ظهرت في الدراسة.

وأخيرًا، يؤكد مؤلفو الدراسة أن نتائجهم قائمة على الملاحظة فقط، وهذا يعني أنهم لا يأخذون في الاعتبار بشكل صريح العوامل المساهمة في زيادة احتمالية اختيار الأشخاص المصابين بأمراض نفسية لعلاقات عاطفية مع بعضهم البعض.

ومع ذلك، هناك العديد من النظريات النفسية التي قد تساعد في تفسير هذه الظاهرة، مثل:

التزاوج الانتقائي

تفترض هذه النظرية أننا نختار شركاء في العلاقات العاطفية يشبهوننا عادةً ما يُطبق هذا على الشخصية والعوامل الاجتماعية؛ مثل الخلفية الدينية أو الاجتماعية والاقتصادية المشتركة، لكن هذه الدراسة الحديثة تشير إلى أن هذا الاختيار قد يتجاوز هذه العوامل ويمتد إلى طريقة تفكيرنا.

ولذا، قد ينجذب الشخص المصاب باضطراب نفسي محدد - مثل القلق أو التوحد - إلى شخص مصاب باضطراب نفسي مماثل لمشاركتهما في سمات أو قيم أو مناهج متشابهة في الحياة اليومية.

القرب

وفقًا لتأثير التعرض المجرد، غالبًا ما نختار علاقات مع أشخاص نعيش أو نعمل على مقربة منهم، أو نقضي وقتًا معهم.

وقد ينجذب الأشخاص الذين يشتركون في تشخيصات نفسية إلى مواقف اجتماعية مماثلة، فعلى سبيل المثال، قد يرتاد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي المخدرات الحانات أو غيرها من البيئات الاجتماعية التي يكون فيها تعاطي المخدرات أكثر شيوعًا - وبالتالي قد يكونون أكثر عرضة للقاء شركاء محتملين يعانون من اضطراب مماثل.

نظرية التعلق

وتفترض نظرية التعلق أننا كرضع نطور رابطًا عاطفيًا محددًا مع مقدمي الرعاية الأساسيين لنا، ثم يشكل هذا الرابط المبكر أنماط سلوكنا العاطفية والنفسية اللاحقة مع تقدمنا ​​في السن - ويؤثر أيضًا على ما نبحث عنه في العلاقة.