رئيس التحرير
خالد مهران

تقرير تحليلي... "القرش الأحمر" يبتلع الزمالك على شواطئ الجونة

النبأ

فشل الفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك في المحافظة على فوزه ووقع في فخ التعادل امام فريق الجونة وذلك في إطار مباريات الإسبوع الثامن بالدوري العام. 

لم يستمع الجهاز الفني واللاعبين لكل النصائح التي وُجهت لهم قبل مباراة الجونة بعدم التفكير في مباراة الأهلي، وأن مباراة الجونة لا تقل أهمية عن مباراة الديربي، لا سيما وأنها مباراة بـ3 نقاط مثل مباراة الأهلي، ولكن لا حياة لمن تنادي. 

يمكن أن نقول أن الزمالك في الشوط الأول قدم مباراة جيدة وقوية واستحق التقدم، اما الشوط الثاني فمن الواضح أن جميع اللاعبين بالجهاز الفني اعتبروا أن المباراة قد انتهت، وأن التفكير في مباراة الأهلي يجب أن يكون هو شغلهم الشاغل، لينتقم فريق الجونة من سذاجة ودلع لاعبي الزمالك بهدف تعادل قاتل في الدقيقة 86 من زمن المباراة. 

ونستعرض من خلال هذا التقرير أهم الملاحظات الفنية على مباراة الزمالك والجونة. 

 

الشوط الأول: 

 

بدأ الفريق الأبيض بدايته المعتادة في كل مباراة بالسيطرة على الكرة والإعتماد على التمريرات القصيرة  بين اللاعبين في بداية المباراة للإستحواذ على مجريات اللعب، مع وجود دفاع منظم “غير قوي” من فريق الجونة والذي اعتمد على طريقة 4-3-3 بشكل صريح  . 

وحاول الزمالك اختراق هذه الدفاعات عن طريق التمرير العرضي لخلق مساحات في دفاع فريق الجونة، مع الإعتماد على التحركات القطرية للمهاجم الفلسطيني عدي الدباغ ولعب الكرة له في المساحات الفارغة خلف خط دفاع الجونة. 

 

ولا نستطيع أن ننكر أن الزمالك قدم شوطًا أول جيدًا من حيث الاستحواذ على مجريات اللعب، والإستخلاص السريع للكرة بفضل الضغط المنظم والجماعي من لاعبي الزمالك وخصوصا الضغط من الجزء الهجومي للاعبي الزمالك 

 

وقد تميز لاعبي الزمالك خلال هذا الشوط بالتحرك الجيد جدًا دون كرة، مما جعل أمر التمرير سهلًا بين أقدام لاعبي الزمالك، فقد ساعد التجرك دون كرة على إيجاد أكثر من حل لأي لاعب يمتلك الكرة نظرأ لظهور أكثر من عنصر له من لاعبي فريقه. 

ونجح الزمالك بالفعل في تتويج سيطرته بهدف في الدقيقة 27 من الشوط الأول عن طريق المجتهد “ عدي الدباغ” الذي قدم مباراة رائعة ولم يكل من الركض طوال المباراة. 

وبعد هدف الدباغ، ظل الزمالك متمسكًا بسيطرته على مجريات اللعب ولكن دون أي خطورة. 

الشوط الثاني 

مع بداية الشوط الجزء الثاني من المباراة، حاول الجونة السيطرة على اللعب، وكاد أن يحرز التعادل في أول الشوط عن طريق كرة ثابتة تم تنفيذها على المرمى مباشرة ولكن القدر كان رحيما بمحمد صبحي حارس الفريق الذي كان تحركه سيي وقت تنفيذ اللعبة ولم يكن يتوقعها واصطدمت الكرة بالعارضة. 

ورغم فتح الجونة لخطوطه في أغلب الوقت ولكن تفكير لاعبي الزمالك وجهازه الفني اصابهم بحالة تراخي أدت إلى عدم قراءة  رؤية المدير الفني لتلك المساحات والتي كان من السهل جدًا استغلالها وقتل المباراة، فالزمالك كان يستطيع بقليل من الضغط والجدية أن يحرز الهدف الثاني والثالث أيضًا، ولكنها سمة الزمالك على مدار تاريخه وليست شيئًا جديدًا عليه. 

مع مرور الوقت بدأت المساحات تزداد أكثر في دفاعات الجونة نتيجة محاولة الفريق تعويض خسارته، والجونة يحاول ولكنه لا يملك حلول قوية. 

وظلت المباراة على هذا المنوال عبارة عن لعب موظفين من لاعبي الزمالك مع بعض المناوشات الضعيفة من فريق الجونة، إلا أن جاء العقاب الإلهي المتوقع ونجح فريق الجونة في إدراك التعادل في الدقيقة 86 من زمن المباراة عن طريق لاعبه محمد عماد الذي أطلق قذيقة صاروخيه بيسراه  في مرمى محمد صبحي، ليعطي صفعة قوية على وجه كل من لعب برعونة واستهتار من لاعبي الفريق الأبيض. 

 

ولم يكن هناك متسع من الوقت حتى يستطيع الزمالك العودة مرة أخرى، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بين الفريقين، ليعطي الزمالك نقطة لفريق الجونة، وقبلة حياة لفريق الأهلي قبل مباراتهما المرتقبة يوم الإثنين القادم. 

ملاحظات  

1_ محمد إسماعيل مدافع الزمالك لاعب جيد جدا في عملية التحضير وبناء اللعب، ومميزأيضا في جزئية التمريرات الكاسرة للخطوط، ولكن إذا تحدثنا عن مهامه الأساسية كمدافع سنجد أنه يمتلك بعض العيوب الواضحة  في تحركاته وتدخلاته وفي  جزئية إغلاق المساحات على الخصم، بالإضافة إلى أنه ضعيف جدا في الكرات العالية، وظهر ذلك واضحًا اليوم، ومنذ أول مباراة له امام المصري البورسعيدي، يكفي القول أن أغلب كرات المصري الخطيرة في هذه اللقاء كانت عن طريق الكرات العالية التي يتم لعبها في منطقته والتي تفوق فيها عليه صلاح محسن مهاجم الفريق بشكل تام، واليوم أيضًا وضح أنه يعاني من مشكلة كبيرة  في هذه الجزئية، حتى إحساسه بالمكان غير حاضر في اوقات كثيرة لحظة عدم امتلاك الفريق للكرة. 

 

2 الزمالك كان يعاني اليوم بسبب عدم وجود أي لاعب يجيد الإنطلاقات أو التحرك بشكل عامودي، حيث إذا نظرنا لطرفي الفريق سنجد أن صلاح مصدق وأحمد فتوح ليسوا من اللاعبين أصحاب الإنطلاقات القوية أو السريعة، وإذا تحدثنا عن جناحي الفريق سنجد أنهما في الأساس صناع لعب وليسوا أجنحة، ولا يمتلكوا جزئية الإنطلاقات أو التحرك بشكل طولي، قد يكون هذا الأمر أعطي الزمالك استحواذ  وسيطرة، ولكن منعه من لعب العرضيات وتوسيع عرض الملعب، أو حتى لعب كرات طولية خلف دفاعات الجونة وراء ظهيري الفريق، وقد قرأ أحمد  مصطفى بيبو المدير الفني للفريق هذه الجزئية سريعا وأعطي تعليمات لظهيري الملعب بالقرب من المساكين واغلاق منطقة العمق نطرًا لعدم وجود خطورة أو اختراقات من اطراف الزمالك. 

 

3_ أدم كايد قدم أفضل مباراة له اليوم منذ قدومه للفريق، وبدأ يستعيد جزءًا من لياقته البدنية، وظهر ذلك واضحا في كثرة تحركه دون كرة وارتداده الدفاعي الجيد وباصاته السليمة بشكل كبيرة مقارنة بمبارياته السابقة، ناهيك عن إنها اقل مباراة له حتى الأن فقدانًا للكرة. 

 

4_ هناك أمر فني جيد في الزمالك وهو التحرك دون كرة من كل لاعبي الفريق بلا استثناء وخصوصاا من لاعبي الوسط والخط الأمامي، مع قرب المساحات بين جميع اللاعبين وتحرك الفريق كتلة واحدة لحظة حيازة الكرة. 

 

5_ يبدأ دفاع الزمالك من الخط الهجومي له، والذي يوفر مجهودا كبيرا على لاعبي الوسط وخط الدفاع، خصوصا عدي الدباغ الذي يبذل جهدا كبيرا في عملية الضغط. 

 

6_ نبيل عماد دونجا رغم عيوبه، لكنه لا غنى عنه في وسط ملعب الزمالك، فهو يقوم بأكثر من دور داخل الملعب سواء في عملية التحضير أو عملية التغطية، كما أنه ممتاز في كسب كل الكرات الهوائية والصراعات والكرات الثانية. 

 

7-عدي الدفاغ قد يكون أكثر اللاعبين بذلا للمجهود في فريق الزمالك، فهو لا يتوقف أبدا عن الجري والحركة، يتحرك بشكل جيد جدا خلف دفاعات الخصم، ويستطيع الإعتماد عليه كمحطة نظرًا لبنيته الجسدية وقدرته على الإستلام والتسلم تحت ضغط، فهو لا يفقد الكرة بسهولة ويستطيع تمريرها بشكل صحيح وسليم، كما أنه تمكن من التسجيل للمباراة الثالثة على التوالي وهو أمر جيد ومهم بالنسبة له كمهاجم، بخلاف الأدوار الدفاعية التي يقدمها مع الفريق، فهو المدافع الأول داخل أرض الملعب لفريق الزمالك. 

 

8_ هدف الجونة خطأ مشترك من يانيك فيريرا المدير الفني الذي اعتمد على عبدالله السعيد في مركز 6 بعد خروج دونجا، مرورا بحسام عبد المجيد الذي تحرك بشكل مضحك لحظة الهدف، مع سوء تصرف من محمد صبحي حارس مرمى الفريق. 

 

9_ فيريرا كل مبارياته التي يتقدم فيها يقوم بتغييرات غريبة غير مفهومة، فأي مدرب وقت تقدمه يقوم بتغيير في شكل الفريق سواء من داخل الملعب أو حتى من خلال تغييراته، ولكن المدرب البلجيكي عليه علامات استفهام في هذه الجزئية، اللهم إلا مباراة سيراميكا كليوباترا والتي قام فيها بتغييرات جيدة بعد تقدمه بهدف وتمكن من اغلاق المساحات بشكل جيد وخرج بنتيجة إيجابية، ولكن دون ذلك فهو في كثير من الأحيان يقوم بعمل تغييرات تجعل الخصم أكثر خطورة على الزمالك. 

 

10-رغم عيوب فيريرا التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة، لكن هناك عمل واضح من جانب المدرب البلجيكي مع فريق الزمالك، وفي كل مباراة هناك علامات تظهر بوضوح أكثر، ولكن مازال هناك بعض الخلل من المدير الفني من إدارة البلجيكي للمباريات وفي الفريق بشكل عام، ولكنها تتلاشى مع كل مباراة تلو الأخرى، قد يكون هذا بسبب أن الفريق يعتبر جديد وفي مرحلة تكوين جديدة، ولكن على فيريرا سرعة تدارك الأمر في تغييراته وإدارته للمباريات، فهو يحضر للقاءات بشكل جيد، ولكن الإدارة عليها بعض علامات الإستفهام. 

 

11_ ثنائية دونجا وعبدالله السعيد في وسط الملعب هي أفضل ثنائية للفريق خلال اخر 10 أعوام بعد ثنائية طارق حامد وفرجاني ساسي. 

 

12_ عبدالله السعيد هو قلب وعقل وروح الفريق وهو القطعة الأهم في صفوف الزمالك 

 

13- الزمالك بكل تأكيد افتقد لخوان ألفينا الجناح البرازيلي للفريق، وكان من سلبيات التفكير في الزمالك والتي تعتبر جزءًا كبيرًا من تعادل اليوم هي حصول البرازيلي على إنذار مجاني في مباراة االإسماعيلي خوفًا من حصول اللاعب على كارت أصفر في مباراة الجونة والغياب عن مباراة الأهلي، تفكير يشير إلى كيف كان ينظر الزمالك إلى مباراة الجونة ويعتبر إجابة واضحة عن سؤال لماذا تعادل الجونة مع الفارق الأبيض. 

 

14_ غياب بن تايج كان مؤثر جدا للفريق سواء على المستوى الدفاعي أو الهجومي، وفتوح قدم مباراة سيئة اليوم وكان من أسباب هدف الجونة أيضًا، بالإضافة إلى أنه كان دائم التأخر في التغطية في أكثر من لقطة، ولم يقدم الدعم الهجومي المطلوب. 

 

15- _ يمكن الإعتماد على صلاح مصدق في مركز الظهير الأيمن، ولكن ليس في المباريات التي تريد أن تهاجم فيها بشكل قوي 

 

16- ناصر ماهر لاعب جيد بكل تأكيد، ولكنه يمتلك مشكلة كبيرة في اتخاذ بعض القرارات داخل الملعب، فبعض اللقطات تحتاج إلى التمرير وليس المراوغة، ولكنه يقدم أداءًا جيدا خلال أخر 3 لقاءات ويتحرك بشكل جيد جدا ولا غنى عنه في عملية الربط في الجزء الهجومي للزمالك. 

 

17- أكاد أجزم أن فريق الجونة سيكون أحد المنافسين بقوة على الهبوط هذا الموسم، إن لم يكن أحد أضلاع مربع الهبوط، فهو لم يقدم شئ يذكر طوال المباراة، ورعونة ودلع واستهتار الزمالك هما السبب في اقتناصه لهذه النقطة.

 

وفي النهاية...... يمكن القول أن الأهلي أضاع على الزمالك نقطتين امام الجونة، وأن الزمالك يعرف كيف يتفنن في إعطاء الدوافع المعنوية للأهلي بعد أي تدهور للفريق الأحمر.