رئيس التحرير
خالد مهران

سنستأنف العمليات الانتحارية..طالبان توجه رسالة نارية لترامب بسبب قاعدة باغرام الجوية

طالبان توجه رسالة
طالبان توجه رسالة نارية لترامب

في أول رد غير مباشر من حركة طالبان الأفغانية على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إن إدارته تسعى إلى استعادة السيطرة على قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا شمال العاصمة الأفغانية كابل، قال نائب رئيس الاستخبارات في طالبان، ملا تاج مير جواد، في تسجيل صوتي، أمس السبت، بُثّ على التلفزيون الرسمي، "إذا لزم الأمر.. سنستأنف العمليات الانتحارية لحماية نظامنا".

كما أكد مسئول أفغاني رفيع، اليوم الأحد، أن "كلمة الفصل بشأن قاعدة باغرام تعود لزعيم طالبان"، مشيرا إلى أن أمريكا تعهدت خلال اتفاق الدوحة بعدم استخدام القوة أو التهديد ضد سيادة أفغانستان.

وأوضح المسؤول الأفغاني أنه " حتى لو قدّمت إدارة ترامب وعودًا اقتصادية وأمنية لبعض قادة طالبان بهدف استمالتهم، إلا أن كلمة الفصل تعود إلى زعيم طالبان ملا هبة الله آخوندزاده"، لافتا إلى أن معظم القادة في طالبان "لا يأخذون كلام ترامب على محمل الجد، ويعتقدون أنها شبيهة بتصريحاته حول أوكرانيا وكندا وغيرها."

وكان ترامب قد قال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في 18 سبتمبر الجاري،أن إدارته بدأت التفاوض مع حركة طالبان بشأن عودة القوات الأمريكية إلى القاعدة الجوية الواقعة خارج العاصمة كابل.

وقال ترامب: "نريد استعادة قاعدة باغرام، لأنهم (طالبان) بحاجة إلى أشياء منّا. إنها تبعد ساعة فقط عن مواقع تصنيع الأسلحة النووية في الصين."

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن مسؤولين أمريكيين يجرون بالفعل مباحثات مع طالبان بشأن استخدام قاعدة باغرام كنقطة انطلاق لعمليات مكافحة الإرهاب.

وردا على تصريحات ترامب، أكدت الخارجية الصينية، يوم الجمعة، احترام بكين لسيادة أفغانستان، محذرة من أن تصعيد التوترات والمواجهات في المنطقة أمر لا يحظى بأي دعم.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، في مؤتمر صحفي: "تحترم الصين استقلال أفغانستان وسيادتها وسلامة أراضيها، وتؤمن بأن مستقبل أفغانستان ومصيرها يجب أن يكونا في أيدي الشعب الأفغاني".

وأضاف: "تصعيد التوترات وخلق المواجهات في المنطقة أمر يتعارض مع تطلعات الشعوب".

وأفادت وكالة رويترز، عن مسؤولين أمريكيين، ليلة الجمعة، أن حديث رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترامب، عن استعادة قاعدة باغرام قد يعني إعادة غزو أفغانستان مرة أخرى.

ونقلت الوكالة عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم، إن هدف الرئيس الأميركي بإعادة احتلال قاعدة باغرام الجوية في أفغانستان قد يبدو في النهاية إعادة غزو للبلاد، حيث يتطلب أكثر من 10 آلاف جندي بالإضافة إلى نشر دفاعات جوية متطورة.

وقال مسؤول أميركي، إنه لا يوجد تخطيط نشط للاستيلاء عسكريا على قاعدة باغرام الجوية، التي تخلت عنها الولايات المتحدة عندما انسحبت من أفغانستان في عام 2021.

وأضاف المسؤول، أن أي جهد لإعادة السيطرة على القاعدة سيكون مهمة كبيرة.

وأوضح أن الأمر سيتطلب إرسال عشرات الآلاف من الجنود للاستيلاء على القاعدة والاحتفاظ بها، وجهدا مكلفا لإصلاحها، فضلا عن عملية لوجستية معقدة لإعادة إمداد القاعدة التي ستكون جيبا أميركيا معزولا في بلد غير ساحلي.

وأشار إلى أنه حتى بعد سيطرة الجيش الأميركي على القاعدة، سيتعين بذل جهود هائلة لتطهير المحيط الشاسع حولها وحمايته لمنع استخدام المنطقة لشن هجمات صاروخية ضد القوات الأميركية داخلها.

وقال المسؤول: "لا أرى كيف يمكن أن يحدث ذلك بشكل واقعي".