رئيس التحرير
خالد مهران

لأول مرة منذ كامب ديفيد…مصر تصف إسرائيل بـ" العدو"

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

ضياء رشوان: كلمة "العدو" من السيسي تحمل دلالة تاريخية

كلمة العدو يعكس واقعًا سياسيًا وأمنيًا خطيرً

تفاصيل انتشار عناصر إسرائيلية متطرفة تنشط على منصات التواصل الاجتماعي

في مشهد سياسي غير مسبوق منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1978، أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصريحات حادة خلال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة، واصفًا إسرائيل بـ "العدو" بشكل مباشر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحول دراماتيكي في السياسة الخارجية المصرية.


وعُقدت القمة  أمس  الإثنين 15 سبتمبر 2025، بمشاركة قادة الدول العربية والإسلامية، لبحث تداعيات العدوزان الإسرائيلي على الأراضي القطرية، والذي اعتُبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهديدًا للأمن القومي العربي

 تصريحات الرئيس السيسي


في كلمته، أدان الرئيس السيسي العدوان الإسرائيلي بشدة، مؤكدًا أن: "الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كافة الخطوط الحمراء،ما نشهده من سلوك إسرائيلي منفلت ومزعزع للاستقرار الإقليمي من شأنه دفع المنطقة نحو دوامة من التصعيد،كما أن سياسات إسرائيل تقوض فرص السلام وتضرب عرض الحائط بالقيم الإنسانية،،وأكد الرئيس السيسي،أن  العدوان على قطر يمثل سابقة خطيرة وانتهاكًا جسيمًا لسيادة دولة عربية تضطلع بدور الوساطة".

كما خاطب الشعب الإسرائيلي مباشرة قائلًا: "ما يجري حاليًا يقوض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن جميع شعوب المنطقة".

 تحليل الموقف


يُعد هذا التصريح أول استخدام رسمي لوصف "العدو" تجاه إسرائيل من رئيس مصري منذ أكثر من أربعة عقود، ما يعكس إعادة تموضع مصري في المعادلة الإقليمية، خاصة بعد استهداف قطر، الحليف الوسيط في جهود وقف إطلاق النار في غزة. وعودة للخطاب القومي العربي التقليدي، الذي يضع القضية الفلسطينية في قلب السياسات الإقليمية، رسالة ضمنية للمجتمع الدولي بأن مصر لم تعد تقبل بسياسات "الإفلات من العقاب" التي تمارسها إسرائيل في المنطقة.

 ردود الفعل


-لاقت تصريحات السيسي تفاعلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون نقطة تحول في الموقف المصري الرسمي.، وصفها محللون بأنها لحظة فارقة قد تُعيد تشكيل العلاقات الإقليمية، وتفتح الباب أمام مراجعة الاتفاقيات القائمة.،كما أن الخطاب المصري الجديد قد يُمهّد لخطوات عملية تشمل:
- تجميد أو مراجعة التعاون الدبلوماسي مع إسرائيل.
- تعزيز التنسيق العربي الإسلامي في مواجهة السياسات الإسرائيلية.
- دعم أكبر للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

 

كلمة "العدو" من السيسي تحمل دلالة تاريخية

وعلّق الكاتب الصحفي ضياء رشوان على إساءة بعض كتاب دولة الاحتلال الإسرائيلي لدولة قطر، معتبرًا أن هذه الإساءات ليست سوى امتداد طبيعي للعدوان العسكري الذي استهدف الدوحة مؤخرًا. وقال رشوان، إن "من يضرب قطر بالصواريخ، ليس بعيدًا أن يسيء إليها على مواقع التواصل الاجتماعي، فليس بعد الكفر ذنب، وليس بعد القصف إساءة".

وأضاف رشوان أن هناك عناصر إسرائيلية متطرفة تنشط على منصات التواصل الاجتماعي، واصفًا إياهم بـ "التافهين" الذين يتجاوزون في تطرفهم حتى بعض المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية، محذرًا الشباب العربي من الانخراط في سجالات معهم، قائلًا: "دول عناصر مخابراتية، والتفاعل معهم يمنحهم انتشارًا لا يستحقونه".

وشدد على أن تجاهل هذه العناصر يُعد جزءًا من السياسات الإعلامية الرشيدة، داعيًا إلى عدم منحهم مساحة في النقاش العام، حتى وإن كان ذلك بحسن نية.

وفي سياق متصل، أشار رشوان إلى دلالة استخدام الرئيس عبد الفتاح السيسي لكلمة "العدو" في وصف إسرائيل خلال كلمته في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة، مؤكدًا أن هذه الكلمة لم تُستخدم رسميًا من رئيس مصري منذ عام 1977، قبل توقيع اتفاقية السلام.

وقال رشوان: "الرئيس السيسي ينتقي ألفاظه بدقة، واستخدامه لكلمة العدو يعكس واقعًا سياسيًا وأمنيًا خطيرًا، فمصر مهددة، والتهديد بالتهجير خط أحمر، ولا يهدد الأمن القومي إلا عدو، فالصديق لا يهدد أمنك القومي".