استهداف قيادات حماس في الدوحة.. نتنياهو يدفع ثمن تهوره

أتت الضربة الفاشلة التي وجهتها إسرائيل لقيادات حماس في الدوحة بنتائج عكسية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة.
حيث قالت وكالة أسوشييتد برس اليوم السبت: "تلقت صورة نتنياهو، التي تضررت بشدة أساسا على الصعيد العالمي جراء مشاهد الدمار والكارثة الإنسانية في غزة، ضربة أخرى".
فقد أثارت الغارة الجوية غضب قطر، الحليف المؤثر للولايات المتحدة، والتي لعبت دورًا رئيسيًا في الوساطة طوال الحرب، وواجهت انتقادات لاذعة في جميع أنحاء العالم العربي.
كما أدت إلى توتر العلاقات مع البيت الأبيض، ووضعت آمال التوصل إلى وقف لإطلاق النار في حالة من الفوضى، مما قد يعرض حياة الأسرى الإسرائيليين العشرين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة للخطر.
حملة استنكار واسعة
قوبلت الضربة بإدانات عربية ودولية واسعة ضد إسرائيل، حيث أدانت جامعة الدول العربية وعددا من الدول العربية الهجوم الذي شنته إسرائيل على بنايات سكنية مدنية في العاصمة القطرية الدوحة، استهدف قيادات حماس في الدوحة.
فقد أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة، مؤكدا أن هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر، واعتداء خطيرا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدا غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأعرب عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع دولة قطر الشقيقة، ودعمها الثابت لكل ما من شأنه حماية أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. كما شدد على ضرورة الوقف الفوري للتصعيد العسكري، محذّرا من أن استمرار مثل هذه الأعمال التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن الإقليمي ويجرّ المنطقة إلى مسارات خطيرة ستكون لها تداعيات كارثية على الأمن والسلم الدوليين.
كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأشد العبارات الهجوم الذي شنته إسرائيل على بنايات سكنية مدنية في العاصمة القطرية الدوحة.
وأعربت وزارة الخارجية عن ادانة واستنكار دولة الكويت الشديدين، للعدوان الغاشم الذي تعرضت له دولة قطر الشقيقة، من قِبَل القوات الاسرائيلية الجائرة.
وشددت الوزارة على "كون هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم يشكل انتهاكا صارخا لكافة القوانين والأعراف الدولية، وتهديدا خطيرٍ لأمن المنطقة واستقرارها، وتقويضًا مُباشرًا للأمن والسلم الدوليين، لتُجدد على موقف دولة الكويت الداعي لضرورة تحمل مجلس الأمن لمسؤولياته بصون الأمن والسلم الدوليين، واتخاذ خطوات جادة وفعالة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي المُمنهج على دول المنطقة".
وأعربت عن دعم "دولة الكويت التام لما تتخذه دولة قطر الشقيقة من إجراءات للحفاظ على أمنها واستقرارها وسيادتها، وصون سلامة المواطنين والمقيمين على أرضها".
وأعربت وزارة الخارجية العراقية عن إدانتها لاعتداء "الكيان الصهيوني" باستهداف قادة حركة "حماس" في العاصمة القطرية الدوحة وأكدت أنه انتهاكا صارخا لسيادة وأراضي دولة قطر.
وذكرت أن هذا الاعتداء يأتي في سياق استمرار سياسة القتل والتهجير الممنهجة التي ينتهجها كيانُ الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، بما يُعرّض الأمن والسلم الإقليمي والدولي لمزيدٍ من التوتر والتصعيد.
وأكدت الخارجيّة العراقية موقف العراق الثابت في الوقوف إلى جانب حكومة وشعب دولة قطر الشقيقة ودعمَها الكامل في مواجهة أي اعتداءات تمس سيادتها أو تهدد أمنها الوطني.
وأعربت الجزائر عن تضامنها التام والمطلق مع دولة قطر الشقيقة في وجه هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به.
وأعربت مصر "عن إدانتها الشديدة واستنكارها البالغ للعمل العدواني الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على دولة قطر الشقيقة، والذي استهدف اجتماعًا لقيادات فلسطينية في العاصمة القطرية الدوحة لبحث سبل التوصل إلى اتفاق وقف اطلاق النار، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي، ومبادئ احترام سيادة الدول، وحرمة أراضيها".
وأكدت أن هذا "الاعتداء يمثل سابقة خطيرة وتطورا مرفوضا، ويعد اعتداء مباشرا على سيادة دولة قطر الشقيقة، التي تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة. كما ترى مصر أن هذا التصعيد يقوض المساعي الدولية الرامية إلى التهدئة، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها".
وأكد وزارة الخارجية الجزائرية أن "ما أقدم عليه الاحتلال الإسرائيلي من توسيع رقعة اعتداءاته متعددة الأوجه والجبهات، ومن استهداف فريق المفاوضين حول إنهاء العدوان على غزة، يثبت للعالم أجمع أن المحتل لا يجنح للسلام وأنه لا يرى سقفًا لتهوره وغروره وأنه لا يعبأ البتة بأبسط ما تتقيد به دول العالم من قيم وقواعد وضوابط".
وأضافت: "في هذا الظرف بالغ الخطورة، يتعين على المجموعة الدولية أن تدرك الحتمية الملحة لتحمل مسؤولياتها كاملة في ردع المحتل الإسرائيلي، ووضع حد لجرائمه في حق الفلسطينيين، وكبح جماح تصعيده الذي يجر المنطقة بأسرها نحو دوامة لا متناهية من اللاأمن واللااستقرار".
كما دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشد العبارات القصف الإسرائيلي على العاصمة القطرية الدوحة، باعتباره خرقا فاضحا للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، واعتداء سافرا على سيادة قطر الشقيقة وأمنها.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة فؤاد المجالي "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا الاعتداء الإسرائيلي المرفوض الذي يعد انتهاكا لسيادة دولة عربية، وتصعيدا استفزازيا خطيرا غير مقبول، يدفع المنطقة نحو مزيد من العنف والصراع ويهدد الأمن والاستقرار الإقليميين والدوليين".
وجدد المجالي "التأكيد على وقوف المملكة وتضامنها الكامل مع قطر الشقيقة واستقرارها وسلامة أراضيها ومواطنيها، ودعمها لأيّ إجراءات تتخذها لحماية أمنها وسيادتها".
ودان رئيس دولة فلسطين محمود عباس يدين الاعتداء الإسرائيلي على قطر.
وقال عباس إن "الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على دولة قطر، يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي، وتصعيدا يهدد الأمن والاستقرار الإقليميين".
وأكد: "أهمية الوقف الفوري لهذا التصعيد، محذرا من أن الاستمرار في هذا التصعيد ستكون له تداعيات ليس على المنطقة وحدها بل على العالم أجمع، مؤكدا أن الحل هو بالسلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية".
اعتبرت الخارجية التركية أن الهجوم يُظهر تبني إسرائيل "سياسات توسعية في المنطقة واعتماد الإرهاب" سياسة رسمية.
وقالت الوزارة في بيان إن "استهداف وفد حماس المفاوض في الوقت الذي تستمر فيه محادثات وقف إطلاق النار يُظهر أن إسرائيل لا تهدف إلى تحقيق السلام، بل إلى مواصلة الحرب".
وأضافت الخارجية التركية أن "هذا الوضع دليلٌ واضح على أن إسرائيل تتبنى سياساتها التوسعية في المنطقة والإرهاب سياسة رسمية".
كما دانت إيران، الداعمة الرئيسية لحماس، الثلاثاء، استهداف إسرائيل لمسؤولي الحركة الفلسطينية في الدوحة، ووصفته بأنه "انتهاك فاضح".
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للتلفزيون الرسمي "هذا العمل الإجرامي الخطير للغاية يُعد انتهاكا فاضحا لجميع القواعد واللوائح الدولية، وانتهاكا لسيادة قطر الوطنية وسلامة أراضيها". وكانت إسرائيل أعلنت استهداف قيادة الحركة من دون تحديد مكان ذلك، بينما أكدت قطر أن الهجوم وقع في الدوحة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد قال اليوم الثلاثاء إن إسرائيل استهدفت قادة حركة حماس في العاصمة القطرية بشكل "مستقل بالكامل".
وأضاف نتانياهو في بيان صادر عن مكتبه إن "العملية التي نفذت اليوم ضد كبار قادة حماس الإرهابيين كانت عملية إسرائيلية مستقلة بالكامل"، مضيفا "إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها".
وقال سموتريتش: "لقد اتخذنا قرارا صائبا، ونفذه الجيش الإسرائيلي والشاباك بإتقان".
الموافقة على حل الدولتين بأغلبية ساحقة
وقبيل انعقاد اجتماع لقادة العالم في نيويورك، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأغلبية ساحقة لصالح تأييد إعلان يحدد "خطوات ملموسة، محددة زمنيًا، ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.
وحصل القرار المؤيد للإعلان على 142 صوتًا مؤيدًا، مقابل 10 أصوات ضد، بينما امتنعت 12 دولة عن التصويت.
والدول التي صوتت ضد الإعلان هي: الولايات المتحدة - إسرائيل - الأرجنتين - المجر - باراغواي - ناورو - ميكرونيسيا - بال أو - بابوا غينيا الجديدة - تونغا.
أما الدول التي امتنعت عن التصويت فهي: التشيك - الكاميرون - الكونغو الديمقراطية - الإكوادور - إثيوبيا - ألبانيا - فيجي - غواتيمالا - ساموا - مقدونيا الشمالية - مولدوفا - جنوب السودان.
يأتي هذا الإعلان المكوّن من سبع صفحات، نتيجة مؤتمر دولي عُقد في الأمم المتحدة في يوليو الماضي، استضافته السعودية وفرنسا، لبحث الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كما ندد القرار بالهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة، والبنية التحتية المدنية، والحصار والتجويع، وأيضًا ندد بهجمات حماس في 7 أكتوبر 2023، وقال إن حرب غزة يجب أن تنتهي الآن.
رحب عدد من الدول، اليوم الجمعة، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع القرار المؤيد لإعلان نيويورك، بشأن تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة "إكس": "بقيادة فرنسا والسعودية، اعتمد 142 بلدا (إعلان نيويورك) بشأن حل الدولتين".
وأضاف: "معا، نرسم مسارا لا رجعة فيه نحو السلام في الشرق الأوسط. ستكون فرنسا والسعودية وجميع شركائهما في نيويورك لتجسيد خطة السلام هذه في مؤتمر حل الدولتين".
وتابع: "مستقبل آخر ممكن. شعبان، دولتان: إسرائيل وفلسطين، يعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. الأمر متروك لنا جميعا لتحقيق ذلك".
ورحب مجلس التعاون الخليجي أيضا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار "إعلان نيويورك".
وذكر: "اعتماد هذا الإعلان سيشكل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ويمثل بارقة أمل نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه المشروعة".
بدورها، رحبت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، باعتماد قرار يؤيد "إعلان نيويورك"، معتبرة إياه "خطوة مهمة نحو تلبية حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمها إقامة دولته المستقلة على أساس حل الدولتين".
وأضافت أن قرار "إعلان نيويورك" يؤكد "الإرادة الدولية الداعمة لحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الاحتلال، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".
كما رحبت حركة فتح، بالتصويت، معتبرة أن "القرار يشكل محطة مهمة تعكس الإجماع الأممي على إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي، ووضع العالم أمام مسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني".
وقال نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ في بيان إن ذلك "يعبر عن الإرادة الدولية الداعمة لحقوق شعبنا، ويشكل خطوة مهمة نحو إنهاء الاحتلال، وتجسيد دولتنا المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أن "الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين، تمثل ركيزة أساسية لترسيخ حق شعبنا في تقرير مصيره، وضمان حماية حل الدولتين، بما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي".
مجلس الأمن يدين العدوان على قطر
ندد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الخميس، في بيان صحفي، بالهجوم الذي شُنَّ مؤخرًا على العاصمة القطرية الدوحة، لكنه لم يذكر إسرائيل في البيان الذي وافقت عليه كل الدول الأعضاء البالغ عددها 15، ومن بينها الولايات المتحدة حليفة إسرائيل.
وفي البيان، أعربت الدول عن "إدانتها للضربات الأخيرة على الدوحة، وهي أرض وسيط محوري" في جهود التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، مؤكدة "دعمها سيادة قطر وسلامة أراضيها".
وجاء في البيان، الذي صاغته بريطانيا وفرنسا، أن "أعضاء المجلس شددوا على أهمية خفض التصعيد وعبّروا عن تضامنهم مع قطر، وأكدوا على دعمهم لسيادة قطر وسلامة أراضيها".
وجاء في بيان مجلس الأمن "أكد الأعضاء على ضرورة أن يظل إطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم مَن قتلتهم حماس، وإنهاء الحرب والمعاناة في غزة أولويتنا القصوى".