غارات جديدة تشعل الخرطوم وتُنذر بجولة تصعيد خطيرة

عادت المعارك إلى قلب العاصمة السودانية الخرطوم بعد سلسلة غارات نفذتها طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، في تطور عسكري لافت، مستهدفة مواقع استراتيجية من بينها مصفاة نفط، محطة كهرباء، ومصنع أسلحة.
وتزامن التصعيد مع مساعٍ حكومية للعودة إلى العاصمة، في وقت يرى فيه مراقبون أن الغارات تحمل دلالات سياسية وعسكرية خطيرة تنذر بجولة جديدة من الصراع في البلاد.
منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، تشهد البلاد حالة من الانقسام والدمار الواسع. وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على العاصمة في مايو 2025، فيما رسخت قوات الدعم السريع وجودها في إقليم دارفور وأجزاء من كردفان.
أعلنت الحكومة المعترف بها دوليًا، والتي تتخذ من بورتسودان مقرًا مؤقتًا، أ نيتها العودة إلى الخرطوم في أكتوبر المقبل، وسط وعود بإعادة الإعمار، إلا أن الهجمات الأخيرة تكشف عن نية واضحة من قوات الدعم السريع لتعطيل هذا التوجه، من خلال إبراز أن العاصمة لا تزال غير آمنة.
تتصاعد التوترات العرقية في دارفور، مع استمرار محاولات الدعم السريع لتأسيس حكومة موازية في الفاشر، أما على الصعيد الإنساني، فقد خلّف النزاع أكثر من 13 مليون نازح، وأكثر من 3.5 مليون فروا من الخرطوم وحدها، بينما وثقت الأمم المتحدة انتهاكات جسيمة من كلا الطرفين بحق المدنيين والبنية التحتية.