الصين تبتكر نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي يحاكي الدماغ

يقول باحثون إن نموذج جديد من الذكاء الاصطناعي قادر على الموازنة بين الكفاءة والدقة، حيث أعلن علماء صينيون عن تطوير أول نموذج ذكاء اصطناعي كبير الحجم في العالم "شبيه بالدماغ"، يشبه ChatGPT، وهو مصمم لاستهلاك طاقة أقل والعمل دون الحاجة إلى شرائح Nvidia.

ويحاكي نموذج الذكاء الاصطناعي، المسمى SpikingBrain1.0، الطريقة التي يُحفز بها الدماغ البشري الخلايا العصبية التي يحتاجها فقط، وفقًا لباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم.

وتعتمد نماذج اللغات الكبيرة المستخدمة على نطاق واسع، مثل ChatGPT وMeta's Llama، على قانون التدرج، الذي يعني أن أداء نظام الذكاء الاصطناعي المنطقي يتحسن مع زيادة البيانات ونماذج أكبر.

وتعمل هذه النماذج من خلال تطبيق تقنية تُسمى "الانتباه"، حيث ينظر نموذج الذكاء الاصطناعي إلى جميع الكلمات في الجملة دفعة واحدة لتحديد أيها الأكثر أهمية للتنبؤ بالكلمة التالية.

كيف يحاكي هذا النموذج الدماغ البشرية؟

على سبيل المثال، إذا طُلب من ChatGPT توجيه: "اختبأت القطة تحت السرير بعد رؤية الغريب لأنها كانت خائفة"، فسيتمكن الذكاء الاصطناعي من معالجة الكلمات فورًا لفهم أن "ذلك" يشير إلى القطة.

بهذه الطريقة، تُقارن نماذج الذكاء الاصطناعي كل كلمة بكل كلمة أخرى، وإذا كان التوجيه طويلًا جدًا، مثل كتاب كامل، فقد يستهلك طاقة أكبر بكثير ويُبطئ عمله.

وتواجه هذه النماذج العديد من العقبات بسبب العدد الكبير من الكلمات التي تعالجها، بما في ذلك "تكاليف التدريب الباهظة للغاية، واستهلاك الطاقة المرتفع".

كما أن نماذج الذكاء الاصطناعي الأكثر شيوعًا مُصممة للعمل فقط على وحدات معالجة الرسومات من Nvidia، مما يحد من إمكانية تطويرها، بالإضافة إلى ذلك، يُشكل بناء نماذج كبيرة على منصات حوسبة غير تابعة لـ Nvidia تحديات كبيرة.

وللتغلب على هذه القيود، يدّعي الباحثون أنهم طوروا نموذجًا جديدًا "يستوحي الإلهام من آليات الدماغ"، وبدلًا من النظر إلى النص بأكمله، يدّعي العلماء أن نموذجهم الجديد ينظر فقط إلى الكلمات القريبة عن كثب، كما يفعل الدماغ البشري في سياق الحديث.

ويقول الباحثون إن هذا النظام قادر على الموازنة بين الكفاءة والدقة، ويقولون إنه باستخدام هذه الطريقة في التركيز، يمكن لـ SpikingBrain أن يكون أسرع من نماذج الذكاء الاصطناعي العادية بما يتراوح بين 25 و100 مرة.

وفقًا للدراسة، يعمل نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد أيضًا على منصة شرائح MetaX الصينية المحلية بدلًا من استخدام شرائح Nvidia.

في السنوات الأخيرة، منذ رئاسة دونالد ترامب الأولى، شددت الولايات المتحدة قيودها على تصدير التكنولوجيا إلى الصين، مما حرم العملاق الآسيوي من الوصول إلى الأدوات المستخدمة في صنع شرائح خوادم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي وغيرها من التطبيقات المتقدمة.

وإحدى الشركات التي تتأثر صادراتها الصينية بشكل خاص هي شركة Nvidia، وهي شركة تصنيع شرائح في كاليفورنيا، وهي شركة رائدة عالميًا في تصميم شرائح متخصصة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.