دراسة تحذر: التدخين قد يؤثر على صحة أحفادك

وجدت دراسة جديدة أن تدخين الجد يؤثر على أحفاده، فتعرض الأب إلى التدخين السلبي من أحد والديه طوال حياته قد يؤثر على رئات أطفاله ويعرضهم لخطر الإصابة بأمراض تنفسية مزمنة.
وتُسلط دراسة جديدة الضوء على أضرار التدخين المتوارثة عبر الأجيال، وتحث الآباء على وقف هذه الدورة الضارة من خلال تجنب التدخين بالقرب من أطفالهم.
ويقول باحثون من جامعة ملبورن إن خطر الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن، المعروف باسم COPD، يرتفع إذا كان الأحفاد أنفسهم مدخنين سلبيين.
ويُعد مرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي يشمل حالات مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، ثالث سبب رئيسي للوفاة حول العالم، حيث يقتل حوالي 3 ملايين شخص سنويًا.
وتشير الأبحاث السابقة إلى أن عوامل مثل التدخين تزيد من خطر ضعف وظائف الرئة وما ينتج عنه من مرض الانسداد الرئوي المزمن.
خطورة التدخين السلبي
على الرغم من أن التدخين السلبي خلال طفولة الأب يرتبط بارتفاع خطر إصابة أطفاله بالربو بحلول عيد ميلادهم السابع، إلا أنه لم يتضح ما إذا كان الضرر الذي يلحق برئتيهم يمتد إلى منتصف العمر وما بعده.
واستخدم الباحثون قياس التنفس لتقييم وظائف الرئة لأكثر من 8000 طفل شاركوا في دراسة الصحة الطولية في تسمانيا.
كما طلبوا من آباء المشاركين إكمال استبيان شامل حول صحتهم التنفسية وصحة أطفالهم، ثم أجرى الباحثون تقييمات متابعة عندما كانت أعمار الأطفال 13 و18 و43 و50 و53 عامًا، مع مراعاة مقياسين شائعين لوظائف الرئة.
ومن بين ما يقرب من 7250 والدًا ووالدة كانوا على قيد الحياة وتم تحديد مكانهم في عام 2010، أُعيد استطلاع رأي حوالي 5000 والد حول ما إذا كان والدوهم قد دخنوا عندما كانوا دون سن الخامسة و/أو حتى بلوغهم سن الخامسة عشرة.
وتضمن التقييم النهائي بيانات حول تعرض الأب للتدخين السلبي قبل البلوغ، وبيانات وظائف الرئة لأطفالهم حتى سن 53 عامًا.
وتعرض أكثر من ثلثي الآباء وأكثر من نصف أطفالهم إلى التدخين السلبي خلال طفولتهم، وكان لدى حوالي نصف الأطفال تاريخ من التدخين النشط في منتصف العمر، وأصيب أكثر من 5% منهم بمرض الانسداد الرئوي المزمن بحلول ذلك الوقت.
وتشير النتائج إلى أن تعرض الأب للتدخين السلبي في طفولته يرتبط بزيادة احتمالية أداء رئوي "أقل من المتوسط" لدى أطفاله طوال حياتهم بنسبة تزيد عن 50%.
ويقول الباحثون إن هذا الارتباط "ذو دلالة إحصائية" حتى بعد تعديل عوامل أخرى، فهي أول دراسة تبحث في العلاقة السلبية بين تعرض الأب للتدخين السلبي قبل البلوغ، وليس التدخين السلبي فقط، وبين ضعف وظائف الرئة لدى الأبناء في منتصف العمر، وتقدم أدلة على ذلك.
وتشير هذه النتائج إلى أن التدخين قد يؤثر سلبًا على وظائف الرئة ليس فقط لدى المدخنين، بل أيضًا على أبنائهم وأحفادهم، ويمكن للآباء الذين يتعرضون لدخان التبغ قبل البلوغ أن يقللوا من خطر الإصابة بالمرض على الأجيال القادمة بتجنب التدخين في محيط أطفالهم.