رئيس التحرير
خالد مهران

اللواء حاتم باشات لـ«النبأ»: ما يحدث في المنطقة «مرعب» والمواجهة العسكرية بين مصر وإسرائيل «منتظرة»

اللواء حاتم باشات
اللواء حاتم باشات مع الكاتب الصحفي على الهواري

 

مصر هى «البعبع» لإفشال تنفيذ مخططات العدو فى المنطقة 

الجيش المصرى هو الوحيد فى المنطقة الذى يقف على أرض صلبة 

منع تكرار سيناريو «الاختراقات الأمنية» الذى حدث فى إيران يتطلب «فوقان أمنى» 

لم يتخيل أحد ما حدث فى 2011 من سقوط للأنظمة وتفكيك للجيوش العربية

المال السياسى سبب رئيسى في ضعف البرلمان وأتمنى ألا نراه الدورة القادمة

الموساد قوى لأنه مدعوم من أمريكا والغرب

مصر غيرت مواقف بعض الدول الغربية من القضية الفلسطينية 

مصر تصدت بكل قوة لمخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية 

تشويه الدور التاريخى لمصر فى دعم الشعب الفلسطينى «إفلاس سياسى» 

السودان العمق الاستراتيجى لمصر وحريصة على وحدتها 

ترامب ونتنياهو واليمين المتطرف متفقون على شكل الشرق الأوسط الجديد

الاختراقات الأمنية وطريقة اغتيال قادة حزب الله وحماس وإيران «فجر» 

الصمت الدولى على ما يحدث من مجازر فى غزة ضوء أخضر لإسرائيل 

إسرائيل حققت أكبر مكاسب فى تاريخها وسلاح المقاومة ذريعة لتدخلها فى المنطقة

هناك محاولات لإسقاط مصر من خلال اللعب فى بنيتها التحتية 

أحمد الشرع أداة لتنفيذ المخططات الأمريكية مثل محمد مرسى 

حزب الجبهة الوطنية سيكون رقم مهم فى الحياة السياسية الفترة المقبلة 

أداء مجلس النواب كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك

مشكلة التعليم فى مصر سببها المدرس وليس الوزير أو الوزارة

رغم كل المؤامرات مصر محروسة بأهلها وجيشها وقيادتها

التعليم والبحث العلمى هما سبب تفوق أمريكا والغرب

قال اللواء حاتم باشات، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق وعضو أمانة الدفاع والأمن القومي بحزب الجبهة الوطنية، إن ما يحدث في الشرق الأوسط «مرعب» وهدفه تمكين إسرائيل من المنطقة، مشيرا إلى أن الجيش المصري هو الوحيد في المنطقة الذي يقف على أرض صلبة، وأن مصر هي «البعبع» لإفشال تنفيذ مخططات العدو الإسرائيلي في المنطقة.

وأضاف -في حواره لـ«النبأ»-، أنه من المستحيل أن تتراجع مصر عن موقفها من تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مصر مستعدة لأي مواجهة عسكرية «منتظرة» مع الكيان الصهيوني، محذرا من أن محاولات مصر لم تتوقف، وأن هناك محاولات لإسقاطها من خلال اللعب في بنيتها التحتية.. وإلى تفاصيل الحوار..

في البداية كيف ترى ما يحدث في الشرق الأوسط الآن؟

ما يحدث في الشرق الأوسط الآن «مرعب»، وتغيير حاد نتيجة مخطط وضعته القوى العظمى سلفا لتقسيم المنطقة، وهذا التغيير بدأ مع ثورات الربيع العربي في 2011، والأداة الرئيسية لتنفيذ هذا المخطط هي إسرائيل، والهدف من كل ذلك هو تمكين إسرائيل في المنطقة، وقد نجحوا في تفكيك الجيوش العربية، وخاصة الجيوش القوية والتي كانت مؤثرة على إسرائيل وهي، الجيش العراقي، والجيش السوري، كما نجحوا في إضعاف إيران وحزب الله اللبناني، لذلك إسرائيل ترى أن هذا التوقيت هو الأنسب لها لتنفيذ مخططها في الشرق الأوسط وقيادة المنطقة، وخاصة مع وجود رئيس أمريكي مثل ترامب، يحمل نفس أفكار نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل، كما يحمل نفس المخطط الذي يسعى لتمكين إسرائيل في المنطقة، كما يرى مثل نتنياهو أن ذلك أنسب وقت لتنفيذ هذا المخطط وتغيير خريطة الشرق الأوسط، لذلك خلال فترة ترامب الأولى تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وفرض السيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، مع العلم أنه لولا تدمير القوات المسلحة السورية وإسقاط نظام الأسد وسيطرة الجيش الأمريكي على العراق ما استطاعت إسرائيل ضرب إيران واستباحة الأجواء السورية، وما يحدث في الشرق الأوسط الآن تغيير حاد ومرعب بمعنى الكلمة. 

من وجهة نظركم ما سر قوة إسرائيل وهذا التوحش التي ظهرت عليه؟

إسرائيل تمتلك سيادة كاملة وتفوق جوي كامل على معظم الأجواء في المنطقة، وأغلب أجواء الدول العربية أصبحت مستباحة من جانب إسرائيل، كما أن إسرائيل نجحت في تدمير أنظمة الدفاع الجوي في معظم الدول التي هاجمتها مثل سوريا ولبنان وإيران، كما أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وعلى رأسها جهاز الموساد وبدعم أمريكي وغربي لعبت دورا كبيرا في تفوق إسرائيل واغتيال قادة حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، وقادة حماس وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة والذي تم اغتياله في غرفة نومه في إيران، وتصفية القادة العسكريين والعلماء النوويين في إيران، هذا الاختراق الحاد والعنيف وغير المسبوق والمفاجئ والصادم أكد ضعف المنظومات الأمنية والاستخباراتية في هذه الدول والتنظيمات وهشاشتها، كما أكد أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نجحت بامتياز في اختراق الأجهزة الأمنية والاستخباراتية لإيران وحزب الله وحماس رغم كل ما يشاع من تضخيم عن قدرة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية، إسرائيل نفذت عمليات اغتيال لقيادات في لبنان وإيران وفلسطين بشكل فيه «فجر»، وكانت عمليات مخابراتية على أعلى مستوى، في ظل كل ذلك من الصعب جدا محاربة إسرائيل أو وقفها عن تنفيذ مشروعها.

لكن أليس هذا دليلا على قوة الموساد الإسرائيلي؟ 

بالطبع، الموساد قوى لأنه مدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، ولولا دعم أمريكا والغرب ما كانت إسرائيل تستطيع أن تستمر في الحرب مع إيران، رغم استباحة الأجواء الجوية الإيرانية، لأن هذه الاستباحة ساعدت إسرائيل، وأيضا استباحة الأجواء السورية بعد سقوط نظام الأسد. 

كيف ترى رد الفعل العالمي على ما تقوم به إسرائيل؟

الرأي العام العالمي غائب تماما، أين هو مما يحدث في غزة من مجازر وتجويع وجرائم حرب؟، الرأي العام الدولي بهذا الصمت يبدو وكأنه داعم لإسرائيل، وضوء أخضر لها، وما يحدث في الشرق الأوسط يعطي انطباع أنها منطقة مستباحة، ولكن مؤخرا حدث تغير في مواقف بعد الدول الغربية مثل فرنسا وتتجه هي وعدد من الدول الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة بعد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى مصر حدث تغير في موقف هذه الدول 

ماذا يحدث في السودان وأنت عملت في هذه الدولة الشقيقة لسنوات؟

ما يحدث في السودان هو صراع على الموارد والثروات والمعادن النادرة، السودان غني بمعادن مثل اليورانيوم والذهب، والدولة الأولى في الصمغ العربي، الذي يدخل في أكثر من 90% من صناعة المياه الغازية الأمريكية مثل السفن والبيبسي، وفي 1997 تم توقيع عقوبات على السودان وتم استثناء الصمغ العربي بحجة أنه يدخل في صناعة الأدوية، الذهب السوداني يتم سرقته وتهريبه من السودان بالمجان. 

وماذا عن العلاقات المصرية السودانية؟

السودان العمق الاستراتيجى لمصر، ومصر سعت قبل اندلاع الحرب الحالية، لتجنب الوصول إليها، مع الأطراف السودانية، لأن الحفاظ على الكيان السودانى، مبدأ موجود منذ عقود قديمة.

ومصر حريصة طوال الوقت على وحدة السودان، وعندما حدث انفصال الجنوب، كانت مصر أكثر حرصًا على وحدة السودان وعدم انفصال الجنوب من شمال السودان، وأنا شاهد على ذلك الأمر وفى حالة الحرب الحالية، سنجد مصر الدولة الوحيدة فى المنطقة، التي تقدم تسهيلات للسودانيين على أرضها واستضافتهم وقدمت لهم كل الدعم. 

تحدث بنيامين نتنياهو أكثر من مرة عن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.. ما الخريطة الجديدة التي يريدها من وجهة نظركم؟ 

نتنياهو يسعى لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى من النيل للفرات، وهو ذكر ذلك في أكثر من مناسبة، هو تحدث ضم منطقة الشام وسوريا وأجزاء من السعودية حتى نهر النيل في الشمال. 

هو يحاول تنفيذ هذه الخطة، ويعتقد أنها فرصة لن تتكرر أمام إسرائيل لتنفيذ هذا المخطط، الإسرائيليون يخططون لعشرات السنين للأمام، في 1903 ذهبت بعثة يهودية إلى صحراء النقب من أجل البحث عن المياه الجوفية في هذه المنطقة، من أجل إقامة وطن لليهود فيها، ونجحوا في تحقيق ذلك الآن، وهذا مؤشر على أن الصهاينة يخططون لسنوات للأمام، ما نراه منذ بداية الألفية الجديدة مرعب ولم يتخيله أحد، لم يتخيل أحد ما حدث في 2011، دول تسقط وجيوش تتفكك وأنظمة تنهار وقيادات تهرب وقيادات يتم اعتقالها، من المهم جدا بالنسبة لنا كعرب توثيق وتحليل ما يحدث ودراسته وتعليمه للأجيال. 

ما تقييمكم للدور المصري في كل هذه الأحداث الساخنة والمفصلية في تاريخ المنطقة؟ 

القوات المسلحة المصرية هي الوحيدة في المنطقة التي تقف على أرض صلبة الآن، جيش قوى ومدرب، جيش وطني وغير طائفي، وكما قال الرئيس جيش شريف، أفراده لديهم قدر كبير جدا من الانتماء والولاء والتدين، بالإضافة إلى العلم والإلمام بالتكنولوجيا الحديثة، وبالتالي الجيش المصري هو الشوكة أو البعبع أمام العدو لتنفيذ مخططاته في المنطقة، وبعد أن فشل العدو في تركيع مصر عسكريا مثل الدول الأخرى يبحث عن وسائل أخرى مثل الضغوط الاقتصادية أو خلق مشاكل داخلية لضرب الجبهة الداخلية، لكن مصر محروسة بأهلها وشعبها وجيشها، مصر ليست دولة قبلية أو مذهبية أو طائفية، العدو فشل في إحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين بسبب قوة العلاقة بين نسيجي الأمة، وفشل في إثارة الفتنة بين الدولة وأهل النوبة، لذلك هو يحاول اللعب في البنية التحتية للشعب المصري في الداخل مثل التعليم والصحة والإنتماء والولاء والمرأة والشباب، والديمقراطية وحقوق الإنسان، يلعب على الشباب غير المتدين وغير المتعلم، يسعى لتدمير الشباب، الفترة القادمة صعبة وربنا يحمي مصر وشعبها وجيشها. 

ترامب تحدث عن فرض السلام بالقوة.. هل سينجح في ذلك؟

من وجهة نظري لا يمكن فرض السلام بالقوة، فرض السلام بالقوة يسمى خضوع واستسلام وليس سلام، لا يمكن للأجيال في فلسطين والدول العربية أن تنسى ما حدث في غزة من قتل ودمار وتجويع، الثأر والرغبة في الانتقام سوف يزيد ولن ينتهي، حتى في السودان الشعب السوداني لن ينسى ما حدث من قوات الدعم السريع بقيادة حمديتي.

كيف ترى مستقبل إسرائيل في المنطقة بعد كل ما ارتكبته من جرائم ضد الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة؟

للأسف، إسرائيل حققت أكبر مكاسب في تاريخها، ومستمرة في تحقيق المكاسب، وسيتم تقسيم سوريا لصالح إسرائيل، لا سيما بعد أن نجحت في إيقاف إيران وحزب الله، وهي تسعى في إنهاء القضية الفلسطينية من خلال السيطرة على قطاع غزة.

هل تعتقد أن مصر ستصمد للنهاية في ظل الضغوط الهائلة التي تتعرض لها؟

من المستحيل أن توافق مصر على مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وتصفية القضية الفلسطينية، مصر أكبر دولة تقف أمام هذا المخطط ومحاولات تشويه الدور المصري في فلسطين إفلاس سياسي ومصر تقدم كل الدعم سواء على المستوى الدبلوماسي والإنساني.

كيف ترى الحديث عن نزع سلاح حزب الله وحركة حماس؟ وهل يؤدي ذلك لحل الصراع العربي الإسرائيلي؟

هذا مرسوم ومحسوب ومتفق عليه، أن يكون هذا السلاح ذريعة لتدخل إسرائيل في دول المنطقة.

كيف ترى الجدل حول تدمير برنامج إيران النووي؟

الهدف من الضربة ليس إنهاء برنامج إيران النووي، الهدف هو تعطيل البرنامج النووي لفترة محددة، الهدف هو إضعاف إيران، أمريكا كانت تستطيع تدمير إيران وتغيير النظام، لكنها لا تريد ولا ترغب في تدمير إيران حتى تظل فزاعة لبعض الدول.

هل تتوقع حدوث صدام أو مواجهة عسكرية بين إسرائيل وتركيا في سوريا؟

ممكن لفترة معينة ومحددة، هم يتفاوضون على تقسيم «التورتة» ولكن الوضع مختلف، لا سيما وأن تركيا عضو في حلف النيتو ولها علاقات قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا، وبالتالي اللعب مع تركيا في هذا التوقيت ليس سهلا على إسرائيل، وخاصة وأن تركيا لا تكشف بشكل علني عن عدائها لإسرائيل مثل إيران التي ترفع شعارات مثل الموت لإسرائيل وأمريكا، وفي هذا الصدد لا استبعد أن يكون هناك تنسيق وتوافق بين أنقرة وتل أبيب على وجود الإخوان في تركيا لاستخدامهم كورقة ضغط على الحكومة المصرية، وكشف خلية حسم الإرهابية يؤكد أن مصر محروسة بشعبها وجيشها.

ما السيناريوهات المتوقعة في ظل ما يحدث في الشرق الأوسط من وجهة نظركم؟

لا يستطيع أحد أن يتوقع مصير المنطقة الآن، هل أحد كان يتوقع ما حدث لإيران وحزب الله وسوريا؟، هل أحد كان يتوقع وصول هيئة تحرير الشام «جبهة النصرة سابقا» المصنفة جماعة إرهابية في أمريكا للسلطة في سوريا والإعتراف بها من الدول؟، هل أحد كان يتوقع وصول أحمد الشرع «أبو محمد الجولاني سابقا» لحكم سوريا بعد أن كان مدرجا على قوائم الإرهاب الأمريكية ومرصود ملايين الدولارات للقبض عليه؟، كل ما يحدث في سوريا متفق عليها ومخطط له، ولو كان الأسد موجودا ما حدث كل ذلك، أحمد الشرع الآن لا حول له ولا قوة، هو مجرد أداة لتنفيذ الإملاءات الأمريكية والإسرائيلية، مثلما حدث مع محمد مرسي في مصر، الشرع رجل مرحلة في سوريا. 

ما الدروس المستفادة والتي يجب أن نتعلم منها في مصر مما يحدث في الشرق الأوسط؟ 

لا بد من تقوية وتحصين  الجبهة الداخلية ضد أي اختراقات أمنية، وتنمية مشاعر الولاء والانتماء وخاصة عند الشباب، وأن تكون الأجهزة الأمنية في حالة يقظة دائمة، وأن يكون هناك «فوقان» أمني في كل المؤسسات والهيئات الحكومية، ولا بد من وجود حس أمني دائم وعلى جميع المستويات.

أين أنت من العمل السياسي الآن وهل ستخوض الانتخابات البرلمانية القادمة؟

أنا حاليا في حزب الجبهة الوطنية، وهو حزب ولد قويا، وهناك ثقة متبادلة كبيرة بيني وبين الحزب، وأنا متواجد في الحزب ليس من أجل الترشح فقط ولكن من أجل أن أعطي خبراتي للحزب، وبالتالي أنا في خدمة الحزب وتحت أمره في أي مهمة يتم تكليفي بها، وأتوقع أن يكون للحزب تأثير كبير في الحياة السياسية المصرية وخاصة في مجلس النواب.

ما تقييمكم لأداء مجلس النواب الحالي؟ 

أداء جيد في بعض الجوانب، وضعيف في جوانب أخرى مثل سرعة اتخاذ القرارات وإصدار القوانين، كمية قوانين كبيرة جدا تم إصدارها الفترة الأخيرة لم يتم دراستها بالشكل الكافي، كان من الممكن أن يكون الأداء أفضل من ذلك حتى يليق بمستوى المجلس.

هل تعتقد أن المال السياسي لا يزال يتحكم في الحياة السياسية في مصر؟

أتمنى ألا نراه في هذه الدورة، من وجهة نظري المال السياسي سبب رئيسي في ضعف أي مجلس، لذلك المال السياسي موجود بشكل كبير في المناطق الشعبية والقرى لكن لا نراه كثيرا في الأماكن الراقية مثل الزمالك والمهندسين وجاردن سيتي، لأن هذه المناطق التعليم فيها أكثر، والقضاء على المال السياسي يكون عن طريق التعليم، لو هناك تعليم حقيقي المال السياسي لن يكون موجودا، منتظرين طفرة في التعليم الفترة القادمة.

لكن أين تكمن معضلة التعليم في مصر؟ 

مشكلة التعليم في مصر تكمن في المدرس، وليس في الوزير أو الوزارة،  لازم المدرس يكون على مستوى عالى من التعليم، في إحدى الندوات طالبت بمضاعفة راتب المعلم بشكل كبير جدا، وطالبت بأن يخضع للاختبار «إنترفيوا» قبل دخول كلية التربية لا يقل عن الاختبار الذي يخضع له طالب الكلية الحربية أو كلية الشرطة، المعلم لا بد أن يكون مقنع شكلا وموضوعا للطالب، لازم النظرة  للمدرس تتغير، ولازم المدرس يليق بتاريخ مصر. 

هل تتوقع مواجهة عسكرية بين مصر وإسرائيل؟

مواجهة متوقعة ومنتظرة، وأرى من خلال التسلسل التاريخي أن إسرائيل تسير في هذا الاتجاه، مصر ستكون النقطة الأخيرة بالنسبة لإسرائيل بعد أن تنتهي من تفتيت باقي الدول العربية وإسقاط باقي الجيوش العربية والسيطرة على الشرق الأوسط، نتنياهو يتوهم أنه يمكن أن يفعل في مصر كما فعل مع الدول الأخرى، لكن مصر تقف على أرض صلبة، ومستعدة لأي مواجهة.

وجه رسالة للقيادة السياسية والشعب المصري؟

نحن في نعمة كبيرة جدا، على الشعب المصري أن يسأل، إحنا فين واللي حوالينا فين وكان ممكن نبقى فين؟، نحن في نعمة نتيجة الأرض الصلبة التي تقف عليها مصر بفضل تكاتف جيشها وشعبها وقيادتها، مصر محروسة بأهلها وجيشها، ونقول لرئيسنا ربنا معاك وربنا ينصرك ونحن داعمين لك بغض النظر عن الخلافات والمشكلات الداخلية، ونتمنى من الخارجين عن القانون أن يكونوا قد استوعبوا الدرس، وأن يكونوا قد فهموا لماذا قامت الدولة بتسليح الجيش وإقامة القواعد العسكرية في أماكن استراتيجية في الدولة وإنشاء الطرق والكباري وتفريعة قناة السويس؟، أشياء كتيرة كانوا ينتقدوها ثبت الآن صحتها. 

دائما أقول إن مشكلتنا في التعليم والبحث العلمي، التعليم والبحث العلمي هما سبب تفوق إسرائيل وأمريكا والغرب، التعليم عندنا متأخر جدا وعندهم متقدم جدا، وهذا هو سر تفوقهم، الحل في العلم ثم العلم ثم العلم.

كلمة أخيرة

الحمد لله، جبهة مصر الداخلية متماسكة، لا يوجد في مصر نعرات طائفية ولا قبلية ولا صراعات مذهبية، العدو ينتظر سقوطك وتفتيتك من الداخل كما حدث في سوريا وليبيا والعراق من أجل أن ينقض عليك، لكن الحمد لله مصر محروسة بأهلها وجيشها، ولديها جيش وطني غير طائفي ولا قبلي انتماءه الوحيد لمصر والشعب المصري، مصر دولة لها تاريخ وحضارة وشعب عظيم  وستظل هي القائد والزعيم للمنطقة والعالم العربي.