رئيس التحرير
خالد مهران

كيف تؤثر موجة الحر على العقل ؟ الدماغ بتسيح حرفيًا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مع دخول مصر في موجة الحر المرتفعة بشدة هذا الصيف، وتوقعات بارتفاع درجات الحرارة إلى منتصف الثلاثينيات، لا يقتصر الأمر على أجسادنا فقط، بل قد تتأثر عقولنا ومزاجنا أيضًا.

إذن، كيف تؤثر موجة الحر على مزاجنا وصحتنا النفسية؟ 

يمكن أن تؤثر التغيرات الفسيولوجية في الجسم والدماغ بسبب موجة الحر بشكل كبير على المزاج خلال موجة الحر، حيث تُعطّل الحرارة أنظمة النواقل العصبية (السيروتونين)، وتُعيق النوم، وترفع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، وهي منظمات رئيسية للمزاج والتحكم في الانفعالات.

كما تُضيف عالمة النفس أن الانزعاج الجسدي واضطراب النوم الناجم عن موجة الحر يُمكن أن يُفاقم عدم استقرار المزاج، ويُثير نوبات قلق مفاجئة، أو يُفاقم التهيج.

ويُؤثّر الانزعاج المُستمر والضغوط البيئية على المرونة العاطفية، مما يجعل حتى المُهيجات البسيطة تبدو ساحقة، كما يُمكن لموجات الحر أن تُفاقم التوترات الاجتماعية - سواء في المنزل، أو في حركة المرور، أو في الأماكن العامة - مُحوّلةً المُحفزات البسيطة إلى صراعات.

كما تُشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل صحية نفسية سابقة يكونون أكثر عُرضةً للخطر خلال موجة الحر.

ما تأثير اضطرابات النوم على مزاجنا وعقولنا؟

تُصعّب درجات الحرارة المرتفعة ليلًا على الجسم خفض درجة حرارته الأساسية، وهو أمر ضروري لبدء نوم عميق ومُنعش والحفاظ عليه، حيث يستيقظ الناس بشكل متكرر، وخاصةً أثناء نوم حركة العين السريعة، وهو أمر حيوي لمعالجة المشاعر وتقوية الذاكرة. تُقلّل صعوبة النوم والبقاء نائمين من الراحة العامة.

ويُقلل قلة النوم نشاط القشرة الجبهية (المسؤولة عن التحكم في الانفعالات) ويزيد من تفاعلية اللوزة الدماغية (المرتبطة بالخوف والغضب والقلق)، هذا يجعلنا أكثر تقلبًا عاطفيًا، كما يُفاقم قلة نوم حركة العين السريعة استجابات التوتر ويُقلل من القدرة على مواجهة الإحباطات اليومية.

بالإضافة إلى ذلك، يُضعف الحرمان من النوم الانتباه والذاكرة العاملة واتخاذ القرارات وحل المشكلات، مما يزيد من الإرهاق الذهني.

ما تأثير موجة الحر على وظائفنا الإدراكية؟

يمكن لموجة الحر أن تؤثر على الوظائف الإدراكية الأساسية، كالذاكرة والتركيز واتخاذ القرارات، وتُضعفها، ويرجع ذلك إلى مزيج من التأثيرات الدماغية المباشرة وعوامل ثانوية كالجفاف واضطراب النوم.

ما تأثير الجفاف خلال موجة الحر على مزاجنا وعقلنا؟

حتى الجفاف الخفيف (فقدان 1-2% من وزن الجسم في صورة سوائل) يمكن أن يُبطئ المعالجة العصبية ويُضعف الذاكرة والانتباه وسرعة رد الفعل، ويزيد الجفاف من مستوى الكورتيزول ويُغير نشاط السيروتونين، مما يؤدي إلى التهيج والقلق وانخفاض القدرة على تحمل الإحباط.

ويُقلل انخفاض حجم الدم واختلال توازن الإلكتروليتات من وصول الأكسجين والمغذيات إلى الدماغ، مما يُسبب تباطؤًا عقليًا.