شخص يمزق جسد شقيقته بخلافهما على الميراث بدمياط

شهدت منطقة البستان بمحافظة دمياط واقعة مأساوية أثارت صدمة واسعة بين الأهالي، بعدما أقدم رجل على طعن شقيقته عدة طعنات في الصدر والبطن، بسبب خلافات أسرية متعلقة بالميراث، ما أسفر عن إصابتها إصابات بالغة نُقلت على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى أن مشادة كلامية نشبت داخل منزل الأسرة بين شقيقين على خلفية نزاع طويل حول تقسيم الميراث. وأثناء النقاش المحتدم، حاولت المجني عليها، وتُدعى سماح أ. أ. البالغة من العمر 42 عامًا، الدفاع عن والدتها بعدما حاول شقيقها الاعتداء عليها لفظيًا وبدنيًا. إلا أن الموقف تصاعد بشكل مفاجئ، حيث استل المتهم، ويدعى محمد أ. أ. ويبلغ من العمر 45 عامًا، سلاحًا أبيض كان بحوزته، وسدد لشقيقته ثلاث طعنات متفرقة، استقرت اثنتان منها في منطقة الصدر والثالثة في البطن.
حاولت الضحية مقاومته والابتعاد عنه، إلا أن إصاباتها الخطيرة أفقدتها القدرة على الحركة، ليسارع أفراد الأسرة والجيران بالاتصال بخدمات الطوارئ. وفي غضون دقائق، وصلت سيارة الإسعاف وقوات الأمن إلى موقع الحادث، حيث جرى تقديم الإسعافات الأولية للمصابة في المكان، قبل نقلها إلى المستشفى في حالة حرجة.
وبحسب ما أفاد به شهود عيان، فإن الخلافات بين الطرفين كانت متكررة خلال الأشهر الماضية، لكنها لم تصل في السابق إلى مستوى العنف الجسدي. وأكد بعض الأهالي أن الضحية معروفة بحسن خلقها وحرصها على لمّ شمل الأسرة، بينما اتسم المتهم بسلوك حاد وتوتر دائم منذ بدء الخلاف على تقسيم تركة الأسرة.
فور وقوع الحادث، تمكنت الأجهزة الأمنية من السيطرة على الموقف والتحفظ على المتهم، الذي حاول مغادرة المنزل عقب ارتكاب الجريمة. وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، حيث يجري التحقيق معه لمعرفة كافة ملابسات الواقعة ودوافعها الحقيقية. كما تم التحفظ على أداة الجريمة وإرسالها إلى الجهات المختصة لفحصها.
من جانبهم، أعرب جيران وأقارب العائلة عن حزنهم العميق لما آلت إليه الأمور، مشيرين إلى أن الخلافات المالية والميراث يمكن حلها بطرق سلمية بعيدًا عن العنف، مؤكدين أن الحادثة تمثل جرس إنذار لضرورة التدخل المبكر من جانب الكبار والعقلاء لحل النزاعات الأسرية قبل تفاقمها.
ويجري الفريق الطبي بالمستشفى جهودًا مكثفة لإنقاذ حياة الضحية، التي لا تزال تحت الملاحظة بالعناية المركزة، وسط دعوات من الأهالي وأفراد العائلة بتماثلها للشفاء وعودة الاستقرار للأسرة التي مزقتها الخلافات.
هذه الواقعة المؤلمة تسلط الضوء على الآثار الكارثية للخلافات العائلية حين تُترك دون حل، وتؤكد الحاجة إلى تعزيز ثقافة الحوار والتسوية السلمية للمنازعات، بما يحافظ على الروابط الأسرية ويجنب المجتمع مثل هذه المآسي.