صبا مبارك تواجه الموت والحياة في "220 يوم" وكريم فهمي يترك رسالته الأخيرة

منذ انطلاقه، تصدر مسلسل "220 يوم" قوائم المشاهدة، وتحول إلى حديث الجمهور على مواقع التواصل، لما يحمله من مزيج نادر بين الصدق، والرهافة، والبُعد الفلسفي لفكرة الحياة في ظل موت قادم.
مريم، التي تجسدها صبا مبارك ببراعة مدهشة، تحلم منذ سنوات بأن تصبح أمًا، ويبدو أن الزمن قرر أخيرًا أن يمنحها هذه الهدية، لكنها بالكاد تفرح حتى تصطدم بالخبر الذي يمزق نسيج الأمان: أحمد، الزوج والحبيب، والمستند الروحي في حياتها، مصاب بورم في المخ، والعد التنازلي لحياته قد بدأ.

العنوان "220 يوم" ليس فقط اسم المسلسل، بل هو العدّ الذي يكتبه أحمد بيده، عدد الأيام المتبقية حتى ولادة ابنه "عيسى"، وعدد الأيام التي يأمل أن يبقى حيًا خلالها، ليرى طفله مرة واحدة على الأقل، وبين سطور الرواية التي يخطّها، تتكوّن وصية غير معلنة، ووداع مكتوب بحبر الروح.
منذ اللحظات الأولى، تُظهر صبا مبارك طبقات متعددة من الشخصية: امرأة عاشقة، حاملة لجنين، ومصورة وفنانة تلتقط العالم من خلف عدستها، لكنها اليوم مطالبة بأن ترى الحياة من منظور آخر تمامًا.
أداء صبا يتراوح بين الرقة والصلابة، بين الانكسار والرغبة في التشبث بالحياة، لتمنح شخصية "مريم" بُعدًا واقعيًا يمسّ كل من شاهدها، حتى بدت وكأنها لا تمثل، بل تعيش.
أما كريم فهمي، فقدم شخصية "أحمد" برؤية داخلية شديدة الحساسية. انتقل بسلاسة من الرجل المفعم بالحيوية، إلى إنسان يعيش أيامه الأخيرة بكرامة وتأمل، لا ينهار، بل يكتب، يرسم لنفسه طريق النهاية على أوراقٍ قد تصل في يوم إلى ابنه المنتظر، وتبقى لتخلّد وجوده.

الرومانسية التي تجمعه بمريم، ليست رومانسية حالمة، بل علاقة ناضجة، قائمة على الشراكة، والاحتواء، والمواجهة مع أقسى ما يمكن أن يضعه القدر في طريق إنسانين.
في نهاية الحلقة الثانية، تحدث المفاجأة الكبرى، حادث غامض يطال أحمد ومريم، ويترك الجمهور في حالة من الترقب والتساؤل: هل ينجو أحمد من الموت مرّتين؟ وهل تُكمل مريم حملها؟ أم أن سلسلة الفقدان ستستمر لتعيدها إلى نقطة البداية، وحيدة، منكسرة، تبحث عن معنى جديد للحياة.
هذا التحول المبكر في الأحداث يكسر التوقعات ويضع المسلسل على سكة مليئة بالتوتر العاطفي، والتصاعد الدرامي، ليُبقي المشاهد مشدودًا بين كل حلقة وأخرى.

أبطال مسلسل 220 يوم
المسلسل من إخراج كريم العدل، وتأليف محمود زهران، وسيناريو وحوار سمر بهجت ونادين نادر، وهو عمل يعيد للدراما العربية ملامحها الإنسانية العميقة، بعيدًا عن الزخرفة، قريبًا من القلب.
يشارك في البطولة إلى جانب صبا مبارك وكريم فهمي كل من: حنان سليمان، عايدة رياض، علي الطيب، لينا صوفيا، وميرا دياب، ويعرض حاليًا على عدة منصات رقمية.