رئيس التحرير
خالد مهران

اختفاء غامض لقائد في "الدعم السريع" يثير جدلًا حول تمرد محتمل

 عباس جبل مون
عباس جبل مون

أثار اختفاء القيادي الميداني في قوات الدعم السريع، عباس جبل مون، جدلًا واسعًا وسط أنباء متضاربة عن تمرده أو اعتقاله من قبل القوة ذاتها، في وقت تشهد فيه دارفور تحولات متسارعة في خارطة التحالفات العسكرية والنفوذ على الأرض.

اختفى القيادي العسكري عباس جبل مون وسط ظروف غامضة بعد انقطاع الاتصال بينه وبين قيادة قوات الدعم السريع، ما عزز التكهنات حول احتمال تمرده أو وقوعه في قبضة زملائه السابقين.

انضمت القوة التي كان يقودها مؤخرًا إلى صفوف "القوة المشتركة" المتمركزة في منطقة جرجيرة بولاية شمال دارفور، في مؤشر على تصدع داخلي في بنية الدعم السريع وتحول واضح في الولاءات العسكرية.

رفض عباس دمج قواته بشكل كامل ضمن التشكيلات النظامية للدعم السريع رغم حصوله على دعم مباشر من الفريق عبدالرحيم دقلو، الذي التقى به خلال زيارة لمدينة الجنينة وزوده بمركبات قتالية.

غادرت قواته مدينة الجنينة قبل أسبوعين متجهة نحو جبل مون، ومنذ ذلك الوقت، انقطع التواصل مع القيادة العامة، ما أثار المخاوف من تحرك ميداني خارج عن سيطرة الدعم السريع.

شهدت العلاقة بين عباس وقيادات الدعم السريع توترًا متصاعدًا، لا سيما مع قائد آخر ينحدر من ذات منطقته، ما أدى إلى خلافات داخلية تزامنت مع تقارير عن اتصالات أجراها مع "القوة المشتركة" بهدف التنسيق العسكري في منطقة جبل مون.

توجه عباس إلى منطقة صليعة لعقد اجتماع قبلي يُعتقد أنه كان محاولة لتقريب وجهات النظر مع قادة المسيرية جبل، لكن اختفاؤه جاء عقب الاجتماع مباشرة، في سيناريو لم تُكشف كافة تفاصيله بعد.

أفادت مصادر محلية بأن الدعم السريع استدرج عباس بعد تأكيد نواياه بالتمرد، وقامت باعتقاله في عملية أمنية لم تُعلن تفاصيلها رسميًا، ما يفتح الباب لتكهنات حول مصيره ومستقبل ولاءات قواته.

ينحدر عباس جبل مون من منطقة جبل مون شمال ولاية غرب دارفور، وهي إحدى أبرز المناطق التي شهدت نشاطًا مكثفًا لقواته قبل انضمامه إلى "الدعم السريع" عقب اندلاع النزاع في السودان. ورغم انضمامه شكليًا، رفض عباس دمج قواته فعليًا ضمن التشكيلات النظامية، ما وضعه في دائرة الشك والاتهامات بعدم الالتزام بالترتيبات العسكرية الرسمية.