خبراء أمنيون يكشفون لـ«النبأ» أسرار خطيرة بشأن المخطط الإرهابي لـ«حسم» بعد تصفية عناصرها

أعلنت وزارة الداخلية عن إحباط محاولة لحركة حسم الإخوانية لإعادة إحياء نشاطها وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية، وأسفرت المواجهة الأمنية عن استشهاد مواطن وإصابة ضابط شرطة ومقتل إرهابيين خلال مداهمة الوكر الإرهابي في بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة.

ضربة موجعة ضد حركة «حسم»
وبحسب بيان وزارة الداخلية فإن «معلومات وردت للأجهزة المعنية، تتضمن اضطلاع قيادات حركة حسم الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية الهاربة بدولة تركيا، بالإعداد والتخطيط لمعاودة إحياء نشاطها، وارتكاب عمليات عدائية تستهدف المنشآت الأمنية والاقتصادية، وذلك من خلال دفع أحد عناصر الحركة الهاربين بإحدى الدول الحدودية السابق تلقيه تدريبات عسكرية متطورة بها، للتسلل للبلاد بصورة غير شرعية لتنفيذ المخطط المشار إليه، وذلك تزامنا مع إعداد الحركة مقطع فيديو تداولته العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، يتضمن تدريبات لعناصرها بمنطقة صحراوية بإحدى الدول المجاورة، والتوعد بتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد».
رجال الداخلية سيف الوطن ودرعه الحامي
وتعليقًا على ذلك، أكد اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق والمحاضر بأكاديمية الشرطة، أن ما حدث ليس مجرد عملية أمنية، بل رسالة قوية تؤكد أن مصر لا تُؤخذ على حين غفلة، وأن رجال الشرطة يقفون في مقدمة الصفوف ساهرين على أمن الوطن، يحملون أرواحهم على أكفهم دفاعًا عن ترابه.

وأضاف مساعد وزير الداخلية الأسبق والمحاضر بأكاديمية الشرطة، في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي: «اوعوا تخافوا على مصر»؛ لم تكن مجرد خطابا، بل واقع يعيشه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستشهد منهم من استشهد، ولا يزال آخرون على العهد باقون.. وهؤلاء هم رجال وزارة الداخلية، سيف الوطن ودرعه الحامي.
الداخلية تتعهد بمواصلة الحسم
وذكر «الشرقاوي» أن رجال الأمن الوطني لا ينامون، لا يغفلون عن واجبهم، ولا يهابون الموت، متابعًا: «إنهم جنود في خندق الوطن لا يُرهقهم التهديد ولا ترهبهم الشائعات، مصر محفوظة برجالها المخلصين، وجيشها العظيم، وشرطتها الباسلة، وقائدها الذي لا يلين، اللهم احفظ مصر من كل شر، وبارك في شعبها وأرضها وجيشها ورجال أمنها».
وأشار مساعد وزير الداخلية الأسبق والمحاضر بأكاديمية الشرطة، إلى أن وزارة الداخلية، أكدت في بيانها الرسمي، أن الأجهزة الأمنية ستواصل التصدي الحاسم لكافة المخططات الإرهابية، ولن تسمح بعودة الفوضى، مشددة على أن الأمن الوطني يلاحق التنظيمات المسلحة في الداخل والخارج، ولن يسمح بأي تهديد لأمن المصريين.
تنظيم «حسم» غطاء جديد لتنظيم الإخوان
من ناحيته، يقول اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تنظيم «حسم» الإرهابي، والذي أعاد الظهور مؤخرًا ببيانات مصورة وأناشيد دعائية، ما هو إلا غطاء جديد لتنظيم الإخوان الإرهابي، وأن المواد التي ظهرت مؤخرًا قديمة، وتم كشف حقيقتها من قِبل الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية، مشددًا على أن الجماعة فقدت قدرتها على تحريك الشارع بعد أن افتُضح فشلها الذريع خلال فترة حكمها.

وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ«النبأ» أن الأجهزة المعادية لمصر تستهدف أمن الدولة واقتصادها عبر تحريك «كلاب أهل النار»، في إشارة إلى الجماعات الإرهابية التابعة للتنظيم السري للإخوان، بغرض تنفيذ عمليات اغتيال لشخصيات سياسية وإعلامية ومعارضة، ضمن محاولات للضغط على الدولة المصرية ودفعها نحو الاستجابة للضغوط الصهيوأمريكية.
الخلايا العنقودية
وأشار «نور» إلى أن الجماعة لا تزال تعتمد على أسلوب الخلايا العنقودية، حيث لا يعرف كل فرد سوى مجموعة محدودة حوله، ويُستخدم فيها أسماء حركية مثل «أبو فلان وأم فلان»، تمامًا كما تفعل عصابات المافيا، مضيفًا أن هذه الخلايا باتت تتحرك في مناطق مزدحمة مثل بولاق الدكرور، التي تتميز بشبكة شوارع ضيقة متفرعة وكثافة سكانية عالية، ما يعقد من عملية الرصد الأمني.
تنفيذ عمليات إرهابية
وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن معلومات موثقة وصلت إلى أجهزة الأمن بشأن خلية خطيرة تضم عنصرين أحدهما صادر ضده حكم بالإعدام وحكمان بالمؤبد، والآخر محكوم عليه بالمؤبد، وكانا قد بدأ بالفعل في تجهيز أسلحة استعدادًا لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف شخصيات عامة ومؤسسات اقتصادية.
وأشار إلى أن المأمورية التي شاركت فيها قطاعات الأمن الوطني، والأمن العام، والأمن المركزي، ومديرية أمن الجيزة، تحركت فجرًا بعد صدور إذن النيابة العامة، بهدف إحباط تنفيذ المخطط الإرهابي. وبمجرد شعور العنصرين بوجود القوات، بادرا بإطلاق النيران بشكل كثيف وعشوائي في محاولة لإجبار القوات على التراجع والهرب، مما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين أثناء ذهابه لصلاة الفجر وإصابة أحد الضباط خلال محاولته إنقاذه.
وتابع: أن التعامل الأمني كان حاسمًا، وتمت تصفية العنصرين على الفور، مشددًا على أن مثل هذه المواجهات لا تترك للقوات خيارًا آخر، خاصة مع وجود عناصر إرهابية مسلحة مطلوبة في قضايا قتل وتفجير.
مأموريات أمنية
وكشف «نور» أن الوكر الذي كانا يختبئان فيه يحتوي على أدلة تنظيمية، منها أوراق وأجهزة محمولة وأجهزة كمبيوتر، سيتم تحليلها لكشف بقية أفراد الخلية والجهات الداعمة، مشيرًا إلى أن تلك الضربة سيتبعها مأموريات أمنية أخرى لتصفية ما تبقى من جيوب الإرهاب في مناطق متفرقة.
واختتم مساعد وزير الداخلية الأسبق، حديثه قائلًا: إن الشعب المصري ما زال مستهدفًا من قوى متعددة، وأن الأجهزة الأمنية تبذل جهودًا مضنية لحمايته من كل تهديد، داعيًا المواطنين إلى الثقة في قدرة الدولة على مواجهة الإرهاب بكل حسم وقوة.