15 جنيهًا انخفاضًا بأسعار الذهب مع تراجع الأوقية عالميًا

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية والعالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، متأثرة بعدة عوامل أبرزها صعود الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بشأن خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وذلك حسب تقرير صادر عن منصة آي صاغة المتخصصة في متابعة سوق الذهب والمجوهرات في مصر.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، إن سعر جرام الذهب عيار 21، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصري، انخفض بمقدار 15 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ليسجل 4635 جنيهًا، مقارنة بـ4650 جنيهًا في نهاية تعاملات أمس الأربعاء.
وفي الأسواق العالمية، تراجعت الأوقية (الأونصة) من الذهب بنحو 21 دولارًا، لتسجل 3327 دولارًا، بعدما سجلت أمس مستوى 3348 دولارًا.
وأضاف إمبابي أن باقي أعيرة الذهب شهدت انخفاضًا أيضًا، حيث سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 5297 جنيهًا، وعيار 18 سجل 3973 جنيهًا، فيما بلغ سعر عيار 14 نحو 3090 جنيهًا. أما الجنيه الذهب (وزن 8 جرامات من عيار 21) فسجّل نحو 37080 جنيهًا.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الذهب كانت قد سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات الأربعاء، مدعومة بصعود الأوقية عالميًا، والتي انتقلت من مستوى 3329 دولارًا إلى 3348 دولارًا.
وتشهد حركة تجارة الذهب في السوق المحلي حالة من الهدوء النسبي، خاصة لدى تجار الجملة الذين يعتمدون بشكل كبير على الذهب الخام، حيث يتزامن هذا التراجع في نشاط الجملة مع استقرار الأسواق العالمية نسبيًا، كما تعتمد محلات التجزئة حاليًا على الذهب المسترجع من عمليات البيع وإعادة الشراء، وهو ما يقلل من حجم الطلب على الذهب الخام الجديد.
وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب الخام تأثرت مؤخرًا باختلاف سعر الدولار لدى تجار الذهب عن السعر الرسمي، حيث انخفض الدولار بنحو 30 قرشًا خلال الأيام الماضية، قبل أن يعود إلى مستواه الرسمي اليوم الخميس، مدفوعًا بزيادة معدلات تصدير الذهب الخام، والتي تسعى لتوفير سيولة دولارية في السوق المحلي.
من ناحية أخرى، بدأت محال بيع المشغولات الذهبية في تسجيل انتعاش نسبي في الطلب، مع اقتراب موسم الأفراح والخطوبة خلال الصيف، إذ تشير تقديرات السوق إلى أن حوالي 30% من مبيعات الذهب تتجه للمشغولات، بينما يتوجه نحو 70% من الطلب إلى السبائك، بهدف الادخار أو الاستثمار، في ظل استقرار سعر جرام الذهب عيار 21 بين 4620 و4660 جنيهًا منذ بداية يوليو.
وتراجع الذهب عالميًا جاء نتيجة عودة قوة الدولار الأمريكي، والذي استفاد من تصريحات للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، التي نفى فيها نيته إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في حال فوزه بالانتخابات، مما خفف من توترات الأسواق ودفع العملة الأمريكية نحو مستوياتها العليا منذ أواخر يونيو.
كما أبدى عدد من أعضاء الفيدرالي موقفًا حذرًا تجاه خفض الفائدة، حيث حذرت لوري لوجان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، من أن الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية، في حين أكد جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، أن الظروف الاقتصادية الحالية لا تستدعي تغييرًا سريعًا في السياسات النقدية.
هذه التصريحات أدت إلى تراجع احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر، حيث انخفضت التوقعات بتقليص سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 78% إلى 63%، وفقًا لأداة CME FedWatch، ما دفع الدولار للصعود وأضعف الطلب على الذهب.
ورغم تراجع أسعار الذهب، إلا أن العوامل الجيوسياسية لا تزال تقدم دعمًا قويًا للمعدن النفيس. ويأتي على رأس هذه العوامل إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة تشمل 25 دولة بدءًا من الأول من أغسطس المقبل، وهو ما زاد من المخاوف العالمية، وعزز الاتجاه نحو شراء الأصول الآمنة مثل الذهب.
وتترقب الأسواق حاليًا صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية المهمة، مثل مبيعات التجزئة، مطالبات البطالة الأسبوعية، ومؤشر فيلادلفيا الصناعي، والتي ستسهم في بلورة الرؤية المستقبلية بشأن الاقتصاد الأمريكي، وبالتالي قرارات الفيدرالي حول الفائدة.