“تمريض المنصورة” بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة تنظِّم ندوة "أمن مصر القومي"

نظَّمت كلية التمريض بجامعة المنصورة، بالتعاون مع فرع المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، ندوةً توعويةً بعنوان "أمن مصر القومي"، بحضور اللواء أركان حرب حافظ محمود حسن، مساعد وزير التجارة والصناعة، ومساعد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق، وذلك ضمن فعاليات مبادرة "معًا بالوعي نحميها"، التي أطلقها المجلس القومي للمرأة، برعاية السيدة انتصار السيسي، حرم رئيس الجمهورية.
وشهدت الندوة حضور كلٍّ من: الدكتورة عبير زكريا، عميدة كلية التمريض، والدكتورة أمينة شلبي، مقررة المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، والدكتورة أمينة النمر، عميدة كلية التمريض بجامعة الدلتا، والأستاذ حازم نصر، نقيب الصحفيين بالدقهلية، وفضيلة الشيخ سامي عجور، مدير عام منطقة الوعظ بالدقهلية، والقمص مكاريوس نيابةً عن الأنبا أكسيوس، أسقف إيبارشية المنصورة وتوابعها، والدكتورة هالة عبد الرازق، وكيل أول وزارة التضامن الاجتماعي بالدقهلية، إلى جانب عدد من ممثلي المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، ووكلاء الكليات، والدكتورة داليا الإتربي، منسقة الندوة، ولفيف من القيادات الأكاديمية والتنفيذية، وأعضاء هيئة التدريس، وطلاب الكلية.
وفي كلمته خلال الندوة، أكَّد الأستاذ حازم نصر أن المجلس القومي للمرأة كيانٌ ينبض في شرايين الوطن، مشددًا على أن القوات المسلحة تظل الحصن المنيع لمصر، وأن الوطن في حاجة إليها في كل وقت، قائلًا: "مصر تنجو من الأعداء بحماية قواتها المسلحة، ونحن جميعًا على قلب رجلٍ واحد خلف جيش مصر القوي، العماد الرئيسي لحماية هذا الوطن".
من جانبها، أوضحت الدكتورة عبير زكريا أن مبادرة "معًا بالوعي نحميها" تنطلق من إيمانٍ بعراقة الوطن، وأهمية الشراكة المجتمعية والتكافل بين المؤسسات في مجالات الموارد والصحة، مؤكدةً أن عنوان الندوة لم يكن مجرد شعار، بل دعوة جادة لتحمُّل المسؤولية والعمل المشترك من أجل تعزيز الوعي، ودعم السلوكيات الإيجابية التي تضمن بناء مجتمعٍ قادرٍ على مواصلة التنمية وتحقيق مستقبل مستدام.
وأضافت أن كلية التمريض، بصفتها صرحًا أكاديميًّا وعلميًّا، تؤمن بأن دورها لا يقتصر على التعليم فقط، بل يمتد لتكون شريكًا فاعلًا في كل ما يخص صحة الإنسان وسلامة المجتمع.
بدورها، أكَّدت الدكتورة أمينة شلبي، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، أن المبادرة أُطلقت للمرة الأولى خلال ندوة نظمها المجلس بحضور السيدة انتصار السيسي، فبادر فرع الدقهلية فورًا بدعوة شركاء النجاح، وتشكيل لجنة لإدارة المبادرة، وفرق عمل، ووضع خطط تنفيذية وجداول زمنية دقيقة، وكان ومن أبرز الشركاء: ديوان عام المحافظة، ومكتبة مصر العامة، وجامعتا المنصورة والدلتا، وكلية التمريض، وغيرها من المؤسسات.
وأوضحت أن الاجتماعات التنسيقية أثمرت عن تدريب الرائدات، وتنفيذ خمس عشرة ندوة توعوية في قرى متعددة، بالإضافة إلى حملة "الصحة الإيجابية"، وقوافل محو الأمية، ومبادرات حول أهمية الأسرة المصرية، واستخراج بطاقات الرقم القومي، واستضافة الجيل الجديد من مدرسة الفردوس، وقافلة توعوية بعنوان "الوعي لحياة أفضل"، وندوة عن الإسعافات الأولية، إلى جانب قافلة موجهة للطلاب الوافدين.
وشهدت الندوة محاضرة قيِّمة ألقاها اللواء أركان حرب حافظ محمود حسن، تناول خلالها مفهوم الأمن القومي بأبعاده السياسية والاقتصادية والمجتمعية، مؤكدًا أن مصر تُعد من أكثر الدول استهدافًا، نظرًا لموقعها الجغرافي ومواردها المتعددة.
وأشار إلى أن معركة الوعي تمثل التحدي الأكبر في العصر الحديث، خاصةً مع تصاعد تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، موضحًا أن القوى المعادية لم تعد تعتمد على المواجهات العسكرية فحسب، بل باتت تستهدف العقول والهوية والثقافة.
ولفت إلى أن اسم مصر ورد في القرآن الكريم خمس مرات، ما يدل على مكانتها الاستراتيجية والتاريخية والدينية، كما استشهد بمقولة المؤرخ اليوناني "سيموبنس": "هزمناهم حين أنسيناهم حضارتهم ووعيهم"، فضلًا عن مقولات عالمية تربط بين الأمن والتنمية، منها قول "روبرت ماكنمارا": "الأمن يبدأ بالتنمية"، وقول "ديفيد كاميرون": "الأمن القومي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان".
وتطرق اللواء حافظ إلى محطات فارقة في تاريخ الدولة المصرية، مثل نصر أكتوبر المجيد، وثورة 30 يونيو، مؤكدًا أن الشعب المصري شكَّل عبر تاريخه جدار صدٍّ منيعًا أمام محاولات التشويه أو الإضعاف، وأن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف "رؤية مصر 2030"، بما يعزز أمنها القومي من الداخل عبر مسارات التنمية والاستقرار.
واختُتمت الندوة بتكريم اللواء حافظ محمود حسن، تقديرًا لإسهاماته في مجال التوعية بقضايا الأمن القومي، كما كُرِّمت الدكتورة أمينة شلبي، مقررة المجلس القومي للمرأة بالدقهلية، والدكتورة أمينة النمر، عميدة كلية التمريض بجامعة الدلتا، والدكتورة داليا الإتربي، منسقة الندوة، والأستاذة ولاء عزت، مقدمة الندوة.
وتؤكد جامعة المنصورة استمرار دعمها للمبادرات الوطنية التي تسهم في ترسيخ مفاهيم الوعي والانتماء والمسؤولية، في إطار دورها الرائد كمؤسسة تعليمية وأكاديمية تُسهم في بناء الإنسان المصري الواعي.