رئيس التحرير
خالد مهران

غرب دارفور تشدّد القيود الأمنية على المنظمات الإنسانية بعد تكرار الهجمات

أين تقع دارفور
أين تقع دارفور

فرضت السلطات في ولاية غرب دارفور السودانية إجراءات تنظيمية وأمنية مشددة على حركة المنظمات الإنسانية الأجنبية والوطنية، بعد سلسلة من الحوادث التي استهدفت فرق الإغاثة خلال الأسابيع الماضية، ما أثار مخاوف واسعة بشأن سلامة العاملين في المجال الإنساني وسط تدهور الأوضاع الأمنية في الإقليم المضطرب.

تفاصيل الإجراءات الأمنية الجديدة

أعلنت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية في الولاية عن حظر حركة الفرق الميدانية بعد الساعة الخامسة مساءً، وذلك للحد من تعرضها لأي مخاطر أمنية خلال ساعات الظلام.

تقييد السفر عبر الحدود

مُنعت تنقلات الموظفين الأجانب عبر الحدود خلال عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية، وهي الفترات التي غالبًا ما تشهد فراغًا أو ضعفًا في التنسيق الأمني.

تنسيق مسبق مع الإدارة المحلية

نصّت التعليمات على ضرورة الحصول على موافقة مسبقة قبل عقد أي اجتماعات أو لقاءات مع رؤساء الإدارات المدنية المحلية، وذلك ضمن مساعي ضبط العمل الميداني ومنع التجاوزات أو التعقيدات التي قد تعيق العمليات.

تشهد ولاية غرب دارفور، وتحديدًا مدينة الجنينة، منذ سنوات حالة من التوتر الأمني والانفلات نتيجة النزاعات القبلية وغياب السلطة المركزية.

تصاعدت الاعتداءات على منظمات الإغاثة خلال الأشهر الأخيرة، وسط تزايد اعتماد السكان المحليين على المساعدات الخارجية نتيجة انهيار الخدمات الحكومية الأساسية.

المنظمات الأجنبية تُعد العمود الفقري للعمل الإنساني في الولاية، وتوفر الغذاء، الرعاية الصحية، والمياه، في ظل استمرار الحرب الأهلية.

الأحداث الأخيرة

في يونيو الماضي، تعرض فريق تابع لمنظمة هاندي كاب الفرنسية لهجوم مسلح خلال مهمة إنسانية ميدانية.

وفي حادث منفصل، قُتل سائق يعمل لدى منظمة "كونسيرن" على يد مسلحين مجهولين.

كما شهدت المنطقة عمليات نهب وسلب استهدفت مركبات ومخازن إغاثية وممتلكات المواطنين، ما فاقم من حالة انعدام الأمن.

أهمية هذه الإجراءات

تهدف إلى حماية العاملين الإنسانيين وضمان استمرارية تقديم الخدمات، لكنها تحد من قدرة المنظمات على الوصول إلى المجتمعات المحتاجة في المناطق النائية.

تأتي في وقت حرج، حيث تتفاقم الاحتياجات الإنسانية بالتوازي مع انهيار مؤسسات الدولة في دارفور.

وتطالب المنظمات الدولية بضمانات أمنية أكبر لتتمكن من أداء دورها دون تهديدات مباشرة لحياة فرقها.