رئيس التحرير
خالد مهران

واشنطن: السودان هو المحطة القادمة للتحرك الدبلوماسي الأمريكي

ترامب
ترامب

أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن السودان سيكون الملف الرئيسي المقبل على جدول أولويات الدبلوماسية الأميركية، في خطوة تعكس تصاعد اهتمام واشنطن بالأزمة السودانية بعد نجاح وساطتها في إبرام اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بمشاركة قطر.

تصريحات روبيو.. السودان أولوية عاجلة

خلال مراسم توقيع اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا في مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، قال الوزير روبيو أمام الحضور إنه ممتن لفريق مكتبه للشؤون الأفريقية، وعلى رأسه كبير المستشارين مسعد بولس، على إنجاح الوساطة الأخيرة.

وخلال تبادل الحديث في القاعة، توجه روبيو إلى بولس بسؤال لافت، ما هي وجهتنا التالية، ليأتي الرد سريعًا:
السودان، السودان.

فأكد روبيو على الفور دعمه لهذا التوجه، قائلًا، نعم، السودان مهم للغاية،  إنه من أولوياتنا، ونحن بالفعل بصدد اتخاذ خطوات في هذا الاتجاه.

إشادة بالدور القطري وتلميح لتعاون مقبل

وفي كلمته، حرص الوزير الأميركي على الإشادة بدور دولة قطر في إنجاح الاتفاق بين كينشاسا وكيغالي، مازحًا الوفد القطري بالقول، 

ما خططكم لعطلة نهاية الأسبوع؟ ألا تفكرون في العمل قليلًا معنا على السودان؟

هذه الإشارة فُهمت في سياق تلميح إلى إمكانية التعاون القطري الأميركي في جهود مقبلة للوساطة في السودان.

مراقبون.. تحول جاد نحو معالجة الأزمة السودانية

يأتي هذا التصريح الأميركي في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لوقف الحرب المدمرة في السودان، المستمرة منذ أبريل 2023، والتي أفرزت إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، حسب الأمم المتحدة.

ويرى مراقبون أن تصريحات روبيو تكشف عن استعداد جدي في واشنطن لإطلاق مبادرة دبلوماسية جديدة، سواء عبر وساطة مباشرة أو تنسيق إقليمي موسع، خاصة بعد نجاح الولايات المتحدة في إنهاء النزاع الأخير في منطقة البحيرات الكبرى.

عقوبات أميركية مشددة ضد الحكومة السودانية

بالتوازي مع الحديث عن المسار الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية يوم الجمعة عن تفعيل عقوبات شاملة جديدة ضد الحكومة السودانية، بموجب قانون مراقبة الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وذكرت الوزارة أن القرار جاء بعد توفر أدلة دامغة وموثوقة،  على استخدام الجيش السوداني أسلحة كيماوية ضد أهداف مدنية خلال النزاع مع قوات الدعم السريع.

اندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي

أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 13 مليون شخص داخليًا وخارجيًا، وفق تقارير الأمم المتحدة.

تسبب النزاع في أزمة إنسانية خانقة، مع انهيار الخدمات الأساسية وصعوبة وصول المساعدات.

فشلت محاولات وقف إطلاق النار المتكررة في تثبيت هدنة دائمة وسط اتهامات متبادلة بارتكاب انتهاكات جسيمة.

تأتي التحركات الأميركية الجديدة كمحاولة لكسر الجمود وإعادة إحياء المسار السياسي، وسط ضغوط دولية متزايدة لوقف الكارثة الإنسانية في السودان.