فوردو تحت القصف مجدداً.. رسائل نارية إلى قلب البرنامج النووي الإيراني
هجوم جديد على فوردو.. منشآت إيران النووية تحت نيران التصعيد الأميركي-الإسرائيلي

في تطور لافت ضمن سلسلة الهجمات المتبادلة في الشرق الأوسط، تعرضت منشأة فوردو النووية الإيرانية لهجوم جديد، الإثنين، وسط حالة من الغموض بشأن الأضرار التي لحقت بها.
وبينما أعلنت طهران أن الهجوم استهدف محيط المنشأة، تحدثت تقارير إسرائيلية عن عملية دقيقة على طريق الإمداد المؤدي إليها، في وقت حذرت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من "أضرار جسيمة محتملة" قد تهدد البنية التحتية النووية الحساسة للمنشأة الواقعة تحت الأرض.
وقال التلفزيون الرسمي الإيراني، الإثنين، إن منشأة فوردو النووية الواقعة في محافظة قم تعرضت لهجوم جديد، هو الثاني في غضون أيام، دون أن يقدم تفاصيل عن حجم الأضرار أو طبيعة الهجوم.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية عن المتحدث باسم مركز إدارة الأزمات في المنطقة، أن "الهجوم الجديدعلى منشأة فوردو النووية نفذته إسرائيل"، مشيرًا إلى أن سكان المنطقة ليسوا في خطر، في محاولة لطمأنة الرأي العام المحلي.
من جانبها، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم لم يستهدف المنشأة بشكل مباشر، بل ركّز على الطريق المؤدي إليها، في عملية اعتُبرت محاولة لتضييق الخناق على المنشأة وتقييد حركتها اللوجستية.
ويأتي هذا الهجوم بعد ضربة أمريكية وصفت بالكبرى، استهدفت منشأة فوردو نفسها. وقد أبدى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قلقًا بالغًا، مؤكدًا أن الضربة الأميركية "قد تكون ألحقت أضرارًا جسيمة بالمنشأة المقامة على عمق نحو 90 مترًا تحت الأرض".
وقال غروسي -في بيان أدلى به خلال اجتماع طارئ لمجلس محافظي الوكالة-، المؤلف من 35 دولة: "بالنظر إلى الحمولة التفجيرية المستخدمة وطبيعة أجهزة الطرد المركزي شديدة الحساسية للاهتزاز، من المرجح أن تكون هناك أضرار كبيرة في بعض أقسام المنشأة".
يُذكر أن منشأة فوردو تُعد من أهم المنشآت الإيرانية لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا لأي عمليات عسكرية أو سيبرانية تهدف لتقويض القدرات النووية الإيرانية.
وتطرح الهجمات المتتالية تساؤلات حاسمة حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني، والتصعيد المتزايد بين طهران وكل من واشنطن وتل أبيب، وسط مؤشرات على أن المنطقة تقف على حافة مواجهة واسعة النطاق.