رئيس التحرير
خالد مهران

كردفان على صفيح ساخن.. مواجهات محتدمة في "الدشول" وتعزيزات ضخمة للدعم السريع

النبأ

تشهد ولاية جنوب كردفان تصعيدًا عسكريًا متسارعًا، عقب إعلان الجيش السوداني صدّ هجوم عنيف شنّته "الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو" على منطقة الدشول، إحدى النقاط الاستراتيجية الواقعة على الطريق الحيوي بين كادوقلي والدلنج.

وأفاد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية، العميد نبيل عبد الله، أن الفرقة 14 مشاة بكادوقلي تمكّنت من إحباط الهجوم، ووصَف العملية بأنها "نصر نوعي"، مؤكدًا أن الدشول لا تزال تحت سيطرة الجيش، رغم شراسة المعارك.

الدشول.. عقدة لوجستية في قلب الحرب

تُعد منطقة الدشول ذات أهمية لوجستية بالغة، إذ تمثل نقطة اتصال رئيسية بين المدن المحاصَرة في جنوب كردفان، وتسعى القوات المسلحة لفك الحصار عنها وفتح ممرات الإمداد، ما يفسر الإصرار العسكري على تحصين المنطقة.

تعزيزات ضخمة للدعم السريع وتحالفات جديدة للحلو

في تطور موازٍ، أعلنت قوات الدعم السريع أنها دفعت بـ 15 متحركًا عسكريًا جديدًا إلى ولاية كردفان خلال اليومين الماضيين، في خطوة تعكس استعدادها للمزيد من الانخراط في العمليات الميدانية، وسط تحركات توحي بترتيبات عسكرية واسعة النطاق.

من جهتها، تعمل الحركة الشعبية بقيادة الحلو على توسيع نفوذها الميداني والسياسي، بعد توقيعها في مارس الماضي على ميثاق "تحالف التأسيس" مع الدعم السريع، وهو اتفاق يُمهّد لتقاسم السلطة في "حكومة موازية"، ويجمع عدة قوى مسلحة معارضة للحكم المركزي.

حرب متعددة الجبهات في السودان الجديد

منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، دخلت مناطق الهامش – خصوصًا دارفور وكردفان،  في مسارات تصعيد منفصلة، حيث تسعى الحركات المسلحة لتثبيت موطئ قدم سياسي وعسكري في غياب مؤسسات الدولة.

جنوب كردفان تحديدًا، تمثل ساحة تاريخية للتمرد والانقسام، إذ تضم خليطًا من القوات النظامية والحركات المتمردة، مما يجعل السيطرة عليها معركة تتجاوز الطابع العسكري، إلى صراع حول من يملك "شرعية الحكم والتمثيل".

معركة كردفان إلى أين؟

التحركات الأخيرة تشير إلى مرحلة أكثر تعقيدًا في الحرب السودانية، حيث لم تعد المعارك محصورة بين الجيش والدعم السريع، بل توسعت لتشمل أطرافًا جديدة وتحالفات متبدلة.

السيطرة على نقاط مثل "الدشول" لن تحسم فقط موازين القوى ميدانيًا، بل قد ترسم ملامح سودان ما بعد الحرب.