رمز المسلمين الشيعة.. هل يجرؤ نتنياهو وترامب على اغيتال المرشد الإيراني؟

في ظل الحرب المشتعلى بين إيران وإسرائيل، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعدد من وزراءه باغتيال المرشد الأعلى في إيران، آية الله علي خامنئي.
فقد أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنامين نتنياهو، عدم استبعاد اغتيال المرشد الأعلى في إيران، على خامنئي، قائلا في مقابلة مع شبكة " "إيه بي سي": "لا أستبعد القضاء على خامنئي، سنفعل ما يلزم".
وقال نتنياهو: "استهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي من شأنه أن يُنهي، ولن يُصعّد، القتال الجاري بين إسرائيل وإيران"
وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس المرشد الإيراني علي خامنئي من مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، حسب القاهرة الإخبارية.
وحذر كاتس خامنئي من الاستمرار في إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، متعهدًا بضرب إيران بقوة كبيرة على جميع الجبهات.
وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن التقارير التي تفيد بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترض على اغتيال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران على خامنئي هي كاذبة، مؤكدا أن إسرائيل لا تستأذن أحد إذا ما قررت اغتيال أي شخصية إيرانية.
وأكد "هنغبي" في لقاء مع القناة الـ12 العبرية أنه لا حصانة للقادة السياسيين في إيران من عمليات الاغتيالات.
ودخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خط اغتيال المرشد، حيث قال ترامب في تدوينة على صفحته بمنصة "تروث سوشال" ملوحا بتهديدات أثارت ضجة: "لدينا الآن سيطرة كاملة وشاملة على سماء إيران. كانت إيران تمتلك أجهزة تتبع جوية جيدة ومعدات دفاعية أخرى، بل ووفرة منها، لكنها لا تُقارن بالمعدات الأمريكية الصنع والمصممة والمُصنّعة. لا أحد يُتقنها أكثر من الولايات المتحدة الأمريكية".
وتابع: "نعرف تمامًا مكان اختباء ما يُسمى ’المرشد الأعلى‘.. إنه هدف سهل، ولكنه آمن هناك - لن نقضي عليه (نقتله!)، على الأقل ليس في الوقت الحالي.. لا نريد إطلاق صواريخ على المدنيين أو الجنود الأمريكيين.. صبرنا ينفد.. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!".
الرد الإيراني جاء بتدوينة نشرتها سفارة طهران في لبنان، بتدوينة على صفحتها بمنصة إكس (تويتر سابقا) وقالت فيه: "تهديدات ترامب لقائد الجمهورية الإسلامية الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) هي حماقة ما بعدها حماقة.. هذا القائد المقدام الذي لا تُرعبه تهديدات الجبناء، خلفه أمة لا تعرف الخنوع ولا الهوان.. حفظه الله من مكائد الطغاة، وردّ كيدهم في نحورهم.." مستشهدة بوسم "أرواحنا فدا الخامنئي".
ويعتبر خامنئي أقوى شخصية سياسة في إيران وفي العالم الشيعي، ويعتبر الرجل الأقوى في إيران، يملك علاقات متشعبة في العديد من الدول بالشرق الأوسط، لا سيما في لبنان والعراق وسوريا، صرف.
أمضى آية الله علي خامنئي ما يقرب من أربعة عقود كزعيم أعلى لإيران في بناء قوة إقليمية شيعية تنافس الدول السنية في الخليج وتعادي الولايات المتحدة وإسرائيل بشدة، بينما يسحق الاضطرابات المتكررة في الداخل.
ويحكم خامنئي (86 عاما) إيران منذ عام 1989، ويتمتع بسلطة مطلقة على الحكومة والجيش والقضاء، ورغم أن المسؤولين المنتخبين يديرون الشؤون اليومية، لا تمضي البلاد في أي سياسة رئيسية ولا سيما تلك المتعلقة بالولايات المتحدة دون موافقته الصريحة.
لجأ خامنئي مرارا إلى الهيكل الأمني المعقد في البلاد المؤلف من الحرس الثوري المتشدد وقوة الباسيج شبه عسكرية الدينية التي تضم مئات الآلاف من المتطوعين، لإخماد أي معارضة.
وتعتمد سلطة خامنئي كثيرا على الإمبراطورية المالية شبه الحكومية المعروفة باسم (ستاد)، التي يبلغ حجم أعمالها عشرات المليارات من الدولارات وتخضع لسيطرة خامنئي مباشرة ونمت بشكل كبير خلال فترة حكمه.
وتم استثمار مليارات الدولارات في الحرس الثوري لعقود للمساعدة في تمكين الفصائل الشيعية في العراق ولبنان واليمن ودعم الأسد في سوريا.
ووفقا لسيرته الذاتية الرسمية، تعرض خامنئي نفسه لتعذيب شديد في عام 1963 عندما كان عمره 24 عاما وقضى أول فترة من عدة عقوبات سجن بسبب أنشطته السياسية في ظل حكم الشاه.
وبعد الثورة الإسلامية عندما تولى منصب نائب وزير الدفاع، صار خامنئي مقربا من الحرس الثوري خلال الحرب مع العراق (1980-1988) التي قتل خلالها مليون شخص من البلدين.
وفاز خامنئي برئاسة الجمهورية الإسلامية بدعم من الخميني، وكان اختياره خليفة له مفاجئا نظرا لافتقاره إلى شعبية الخميني ومؤهلاته الدينية الفائقة.
شارك خامنئي في الثورة ضد الشاه محمد رضا بهلوي وأسهم في وصول الإمام الخميني إلى السلطة، آمن بولاية الفقيه لكنه لم يصل إلى موقع المرشد إلا بعد تعديل دستوري يجيز للمجتهد تولي الزعامة بعد أن كانت حكرا على الفقهاء.
نشأ خامنئي في أسرة سياسية، وتم إعدام زوج عمته خلال فترة حكم الشاه، وكان أحد قادة الثورة التي أسقطت نظامه عام 1979، ومفاوضا رئيسيا في أزمة رهائن السفارة الأمريكية بطهران، التي اقتحمها طلاب إيرانيون دعما للثورة، واحتجزوا 52 رهينة أمريكية من سكان السفارة لمدة 444 يوما (من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979 حتى 20 يناير/كانون الثاني 1981).
وفي اليوم السادس من الحرب بين إسرائيل وإيران، يمارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضغوطا وحربا نفسية قوية ضد إيران.
من أبرز تصريحات ترامب ضد إيران، والتي تدخل في اطار الحرب النفسية:
- في اول تعليق له على الضربات الاسرائيلية ضد ايران، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طهران من الموافقة على اتفاق نووي "قبل أن ينفذ كل شيء"، مشيرًا إلى أن الهجمات الإسرائيلية اللاحقة على البلاد ستكون "أكثر وحشية".
- وفي منشور على موقع "تروث سوشيال"، كتب ترامب أن القادة الإيرانيين "لم يكونوا على دراية بما سيحدث.. لقد ماتوا جميعًا الآن، وسيزداد الأمر سوءًا!"، واضاف: "لقد شهدنا بالفعل موتًا ودمارًا هائلين، ولكن لا يزال هناك وقت لوضع حد لهذه المذبحة، مع توقع هجمات أخرى أكثر وحشية..وأضاف ترامب: يجب على إيران إبرام اتفاق، قبل أن ينفذ كل شيء، وإنقاذ ما كان يعرف سابقًا بالإمبراطورية الإيرانية".
- المرشد الأعلى علي خامنئي هدف سهل ولن نقضي عليه على الأقل في الوقت الحالي، وقال ترامب عبر منصته “تروث سوشيال”: “نعرف بدقة مكان وجود المرشد الإيراني، وهو هدف سهل، لكن لن نقتله الآن… على إيران أن تتوقف فورًا عن استهداف المدنيين والجنود الأمريكيين”..وأضاف بلهجة تحذيرية: “صبرنا يوشك على النفاد، ونطالب باستسلام غير مشروط”
- أنه يتطلع لإذعان كامل من إيران، وأنه يريد نهاية حقيقية للصراع لا مجرد وقف لإطلاق النار.. وفي منشور آخر، أعلن ترامب “السيطرة الكاملة والشاملة” على الأجواء الإيرانية، مشيدًا بالتفوق العسكري الأمريكي، مؤكدًا أن إيران رغم امتلاكها معدات دفاع جوي متقدمة، فإنها لا تضاهي القوة التكنولوجية الأمريكية.
- ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الإيرانيين إلى "إخلاء" عاصمتهم طهران "فورا"، وكتب على منصته "تروث سوشيال": "على الجميع إخلاء طهران فورا"، دون أن يوضح السبب..وفي منشوره، كرّر ترامب تأكيده على أنه كان ينبغي على إيران الموافقة على اتفاق يحدّ من طموحاتها النووية.. وأضاف: "كان ينبغي على إيران توقيع الاتفاق الذي طلبت منهم التوقيع عليه، يا له من عار، يا له من إهدار للأرواح البشرية، ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، لقد كررت ذلك مرارا وتكرارا".
وشنت إسرائيل هجمات على إيران يوم الجمعة الماضي، الموافق 13 يونيو، حيث تستهدف مواقع نووية ومدنية واقتصادية، كما أغتالت عددا من العلماء النووين والقادة العسكريين.
وتتبادل الدولتان الضربات يوميا، حيث تقوم إسرائيل بشن هجمات يومية بالطائرات على إيران، أما إيران فتقوم يوميا بإطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل.