رئيس التحرير
خالد مهران

العيد في دارفور.. تشتباكات مسلحة وكارثة إنسانية

النبأ

تتفاقم الأوضاع الإنسانية في السودان وخاصة في دارفور مع استمرار تدفق النازحين إلى الولايات المختلفة، بينما تتصاعد الاتهامات المتبادلة بشأن المسؤولية عن عرقلة المساعدات وتفاقم الأزمة، خاصة في مدينة الفاشر المحاصرة.

50 ألف أسرة نازحة تصل إلى غرب دارفور

أعلن رئيس الإدارة المدنية الموالية لقوات الدعم السريع بولاية غرب دارفور، التجاني كرشوم، عن وصول 50 ألف أسرة نازحة من الولايات الأخرى إلى غرب دارفور. وقال كرشوم، في خطاب بمناسبة عيد الأضحى، إن أغلب الأسر الوافدة تتركز في مدينة الجنينة، داعيًا المنظمات الدولية إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للنازحين.

أوضاع إنسانية قاسية في معسكرات النزوح

في ولاية شرق دارفور، كشفت غرفة طوارئ عسلاية عن أوضاع إنسانية قاسية داخل معسكر صابرين بالمنطقة. وذكرت الغرفة، في تدوينة على فيسبوك، أن العائلات تنام على الأرض داخل خيام ممزقة، ويعاني الأطفال من سوء التغذية، مع نقص حاد في الأدوية والغذاء والمياه النظيفة.

الفاشر تحت الحصار وسط نقص الأدوية

أكد المدير العام لوزارة الصحة بشمال دارفور، الدكتور إبراهيم عبدالله خاطر، استمرار تقديم الخدمات الصحية بمدينة الفاشر رغم شح الأدوية والمستهلكات الطبية. وقال خاطر في تصريحات صحفية إن قوات الدعم السريع هي "العدو الرئيسي" الذي يعوق وصول الدواء والأغذية العلاجية للأطفال المصابين بسوء التغذية. وحذر من استمرار الحصار المفروض على المدينة، مطالبًا بفك الحصار لتسهيل تقديم الخدمات الصحية وحماية الكوادر الطبية والمرضى.

تخيم الصورة القاتمة على مدينة الفاشر ومخيمي أبوشوك وزمزم في ولاية دارفور، على عكس الأجواء الاحتفالية للعيد في الخرطوم. وأوضح مراسل التلفزيون العربي أن سكان الفاشر والمخيمات القريبة منها يعيشون أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط عمليات قصف مدفعي مستمرة من جانب قوات الدعم السريع، التي لا تزال تفرض حصارًا عليها.

صراع مستمر وحصيلة كارثية

يُذكر أن الجيش السوداني كان قد أعلن في 20 مايو الماضي "تطهير" ولاية الخرطوم وسط البلاد، وأنها أصبحت "خالية تمامًا" من قوات الدعم السريع. إلا أن مقاتلي قوات الدعم السريع كثفوا في الأسابيع الأخيرة هجماتهم على الفاشر، التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور ما زال الجيش يسيطر عليها.

وتشهد السودان حربًا مستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023. وقد خلّفت هذه الحرب أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث أعدته جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.