رئيس التحرير
خالد مهران

هجوم دموي على قافلة مساعدات في طريقها إلى الفاشر.. والجوع يهدد نصف مليون مدني

النبأ

 تعرضت قافلة تابعة لـبرنامج الأغذية العالمي (WFP) لهجوم مسلح أثناء توجهها إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، في منطقة الكومة التي تبعد حوالي 80 كيلومترًا شرق المدينة. أسفر الهجوم عن احتراق عدد من الشاحنات ومقتل سائقين، وتدمير المساعدات التي كانت مخصصة للمحاصَرين في المدينة.

تأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه أكثر من 500 ألف شخص في الفاشر خطر الجوع الحاد، نتيجة استمرار الحصار المفروض على المدينة من قِبل قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، حسب تقارير إنسانية متعددة.

ووسط تصاعد الاتهامات المتبادلة، حمّلت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم على القافلة، بينما نفت الأخيرة ذلك، ووجهت بدورها اتهامات إلى الجيش السوداني، في محاولة لنفي تورطها في العملية.

ووسط تصاعد الاتهامات المتبادلة، حمّلت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع مسؤولية الهجوم على القافلة، بينما نفت الأخيرة ذلك، ووجهت بدورها اتهامات إلى الجيش السوداني، في محاولة لنفي تورطها في العملية.

 الفاشر تحت الحصار والإنذار الإنساني يتصاعد

مدينة الفاشر تُعد إحدى آخر المدن الكبرى في دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

منذ شهور، تواجه المدينة حصارًا خانقًا من قبل قوات الدعم السريع، أدى إلى انهيار الأسواق ونفاد المخزون الغذائي.

المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمي والصليب الأحمر، تكافح لإيصال المساعدات، لكن الهجمات الأخيرة تُهدد بوقف هذه الجهود تمامًا.

وبحسب تقارير محلية، فإن نقص الغذاء الحاد قد يؤدي إلى وفيات جماعية إذا لم يتم كسر الحصار وضمان ممرات آمنة لإدخال المساعدات.

 أصوات من الداخل:

أطلق متطوعون وجماعات محلية مناشدات عاجلة إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لتدخل سريع، محذّرين من أن الوضع قد يتحول إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق إذا استمر الحصار وتعذر وصول الإغاثة.

حرب الحصار: سلاح التجويع

منذ أكثر من عام، تفرض قوات الدعم السريع حصارًا خانقًا على المدينة، يتمثل في:

منع دخول الإمدادات الغذائية والدوائية.

قطع الطرق الرئيسية التي تصل الفاشر ببقية المدن.

استهداف متكرر لقوافل المساعدات، كما حدث مع قافلة برنامج الأغذية العالمي في "الكومة".

هذا الحصار جعل المدينة منعزلة تمامًا عن العالم الخارجي، ويعيش سكانها على بقايا المخزون الغذائي المحلي، الذي تضاءل بشكل مخيف، مما دفع بعض السكان إلى تناول أوراق الأشجار أو التبادل بالسلع الأساسية في السوق السوداء.

 الجوع الحاد.. الكارثة القادمة

حسب الأمم المتحدة، أكثر من 500 ألف مدني في الفاشر يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الرابعة من خمس مراحل تصنيف الخطر الغذائي)، أي أنهم على حافة المجاعة.

مع ارتفاع الأسعار، أصبح كيس الدقيق يتجاوز 100،000 جنيه سوداني، وهو رقم يفوق دخل غالبية السكان.

الخدمات الطبية انهارت، والمستشفيات إما مغلقة أو خارج الخدمة بسبب نقص الكوادر والإمدادات.

الأطفال والنساء وكبار السن هم الأكثر تأثرًا، وتُسجل حالات سوء تغذية حاد بشكل يومي.

مشهد عسكري معقّد: لماذا تُستهدف المساعدات؟

الأطراف المتصارعة:

الجيش السوداني: يتمركز داخل الفاشر ويحاول الحفاظ على المدينة كرمز للسيادة.

قوات الدعم السريع: تسعى للسيطرة عليها بالكامل بعد تقدمها في معظم دارفور، وتتهم الجيش باستخدام المدنيين كـ "دروع بشرية".

الميليشيات القبلية المسلحة: تنشط بين الجانبين، بعضها موالٍ للدعم السريع وأخرى مرتبطة بتوازنات قبلية.