شيركو حبيب يكتب: وهذا هو نهجنا

استقبل الزعيم الكردي مسعود بارزاني، الأحد، ٢٥ من هذا الشهر وفدا من وجهاء وأمراء وشيوخ مناطق وسط وجنوب العراق.
خلال اللقاء، عبّر الوجهاء عن شكرهم لمواقف الزعيم بارزاني وجهوده في إرساء الاستقرار وتعميق قيم التعايش والأخوّة والتلاحم، كما أشادوا بإيواء إقليم كردستان لعدد كبير من النازحين من مختلف مناطق العراق خلال المِحَن والأوقات العصيبة إبان الحرب ضد الإرهاب، كما أشاد الوفد بمستوى الاستقرار والتقدم في إقليم كردستان.
الزعيم بارزاني رحب بهم أجمل ترحيب وشكرهم لهذه الزيارة، رغم الإجراءات التعسفية التي ارتكبت ضد الشعب الكردي خلال العقود الماضية، إلا أن كردستان كانت ملجأ لكل عراقي هارب من البطش، وخلال ثورة أيلول ١٩٦١-١٩٧٥ التحف العديد من الأشقاء العرب بالثورة من شخصيات سياسية وعسكرية ومدنية، ولم تبخل كردستان بضيافتهم، رغم الأعمال التعسفية للحكومات إلا أن هذه الأعمال غير القانونية واللإنسانية لم توثر على علاقات الشعب الكردي بالمكونات الأخرى العراقية العربية وغيرهم من العراقيين، وحافظت ودافعت كردستان عنهم وتقاسمت معهم القوت اليومي.
وحتى الأخوة الذين يحكمون العراق اليوم، كانت كردستان تحميهم وتقاسمهم هموهم، فلم يفكر الكردي أن ينتقم من المواطن العربي، بل على العكس كان محل ترحيب واحترام، لم يخلط الكردي المشاكل السياسية مع العلاقات القائمة بين الكردي والعربي، ولكن مع الأسف نرى اليوم الأخوة الذين كانوا أمس في حماية جبال كردستان وتقاسمنا معهم السراء والضراء ولقمة العيش، في السلطة يربطون الخلافات والمشاكل السياسية مع قوت الشعب الكردي.
نحن الكرد نفعل ذلك لأننا نسير على نهج الزعيم الخالد ملا مصطفى بارزاني، وتعليمات وتوجهات الزعيم مسعود بارزاني الذي يؤكد دوما على التآخي والسلام والعيش المشترك، ويشدد على أنه لا يمكن تسييس قوت المواطنين واستخدام لقمة عيشهم كسلاح ضد شعب كردستان، كما يوكد على أن الحكم في العراق لن ينجح ما لم يتم تطبيق الدستور، وأن يلتزم الجميع بالمبادئ الثلاثة وهي التوازن، والتوافق والشراكة.
إن حضور مشايخ ووجهاء مناطق وسط وجنوب العراق واستقبال الزعيم الكردي مسعود بارزاني لهم في أربيل، خير دليل على أن الزعامة تصنعها المواقف، والظروف الصعبة وحدها تفرز أصحاب الأخلاق والقيم، ولم يكن الكرد طوال تاريخهم سوى دعاة سلام وتسامح ووحدة، يحترمون حقوق الكافة دون انتقاص، ولا يضعون نصب أعينهم إلا المصلحة العليا للوطن.